قدمت مذيعة من ذوى الهمم "الاحتياجات الخاصة الجسدية" نشرة أخبار الطقس على تليفزيون "بى بى سي" هيئة الإذاعة البريطانية، وظهرت المذيعة بذراع واحد بالرغم من ان التكنولوجيا الحديثة تساعد فى إخفاء الإعاقات عن أنظار المشاهدين، ولكن المثير هنا أن المذيعة لم تبدى أى تخوف من ظهور إعاقتها على الهواء مباشرة.
ويتجاهل الإعلام غالبا ذوى الاحتياجات الخاصة الجسدية والعقلية على حد سواء، وذلك من ناحية إشراكهم فى الأعمال الدرامية أو تقديم البرامج، ولكن ما أن تحدت هيئة الإذاعة البريطانية تهميش المجتمعات الإعلامية لهذه الفئة من البشر وقامت باختيار شابة مولودة بيد واحدة لتقديم برنامج أطفال، حتى لاقت المحطة وابلاً من النقد والاعتراض، خاصة من قبل آباء وأمهات الأطفال الذين يشاهدون هذا البرنامج. وسيرى برنيل (29 عاما) مولودة بيد واحدة دون الأخرى وهى تقدم برنامج See Babies للأطفال فى مرحلة قبل المدرسة.
وأرسل العديد من الآباء والأمهات لومهم على المحطة لاختيارها برنيل لتقديم برنامج أطفال إذ جاءت التعليقات لاذعة، أحد الآباء قال إنه سيمنع ابنته من مشاهدة القناة، لأنه برنيل قد تتسبب فى كوابيس لابنته، وقال آخر إنها تخيف الأطفال. وكان الكثيرون قد حظروا برنيل من التعليقات التى أرسلها الآباء على الموقع الإلكترونى للبرنامج، إلا أنها ترى أن هؤلاء الآباء لا يهاجمونها بصفة شخصية، إذ أنها قالت إن هذا هو نفس نوع التمييز الذى يواجهه أى شخص معوق.
وقالت برنيل، إنها تتفهم جيدا الناحية السياسية للموقف، حيث إن هذه المشكلة عالمية، فهناك حقيقة لابد من مواجهتها وهى تهميش دور المعوقين فى الإعلام على الرغم من أن هناك عددا كافيا من المعوقين الموهوبين والقادرين على العمل بوسائل الإعلام. وأضافت برنيل، أنها تعرف الكثير من المعوقين الموهوبين فى مجال التمثيل، إلا أنهم لم يحصلوا على فرصة لإثبات قدراتهم بسبب قلة عدد الأدوار المتاحة فى السيناريوهات الدرامية للممثلين المعوقين.
وأشارت إلى محاولة يائسة من وجهة نظرها، عندما تم عرض فيلم لسيدة عمياء استعادت بصرها، حيث تتساءل: لماذا لم يتم اختيار شخصية عمياء بالفعل لتقديم هذا الدور؟ حيث هناك خوف من فشل العمل الدرامى إذا ما قام ممثل معوق بدور شخص سليم. وتلقى يرنيل باللوم على الإعلام، وخاصة المجلات التى لديها هاجس "الهيئة المثالية وجراحات التجميل التى من المفترض أن تقضى على أى عيوب".
ورغم كل الرسائل السلبية التى وصلت إلى برنيل من المجتمع، إلا أنها أعربت عن سعادتها بإثارة تلك القضية، وأنه تم توجيه الأنظار إلى التمييز والرفض المجتمعى الذى يعيشه المعوقين، وقالت إنها تتمنى أن ينظر الناس إلى الشخص وليس إلى إعاقته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة