نقلا عن صوت الأمة
فيما يحاول العالم على بكرة أبيه الاتحاد بالإجراءات المتناغمة لمواجهة فيروس «كوفيد 19»، أو كما هو متعارف عليه إعلامياً كورونا المستجد، أطلت علينا بالأمس الجارديان البريطانية بتقرير لا هدف منه سوى إثارة الفزع في القلوب، ودب الفرقة بين المصريين، وهز ثقتهم في الحكومة، التي لا تدخر جهداً في اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع تفشي المرض، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ما ذكرته الجارديان بالأمس، اعتمد على دراسة أعدها دكتور امراض معدية كندي اسمه Isaac Bogoch، والذي ذكر بنفسه على صفحته على موقع التغريدات القصيرة «تويتر» أنه فشل في نشر بحثه علمياً، فاضطر لنشره على تويتر، الأمر الذي يهدم ادعاءاته من الأساس، فمن فشل في إثبات صحة منهجه في الدراسة لا يمكن الوثوق فيما يسوقه بعد ذلك، ولا يؤخذ منه أي أمر علمي، ويبقى حديثه مجرد رأي وليس علم تعتمد عليه الجارديان في إثارة الفزع بين البشر.
المضحك في الأمر، أن الطبيب الكندي نفسه، عندما حاول إضفاء شيء من المهنية على دراسته، تواصل مع عدد من الأطباء المصريين الذين كانوا مكلفين بمتابعة الحالات على متن بواخر نيلية في الأقصر غير الباخرة الموبوئة، والذين أكدوا سلبية كل التحاليل التي خضعت لها هذه البواخر.
سقطة الجارديان، وتعمدها إثارة شائعات تخص الشأن المصري، ليست الأولى ومتوقع ألا تكون الأخيرة، فمنذ 2011 والجريدة البريطانية لا تحيد عن نشر أكبر من الأكاذيب عن مصر.
بعد ثورة 25 يناير، نشرت الجارديان تقارير مثيرة للجدل عن ثروة عائلة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وقدرتها بحوالي 70 مليون دولار، مشيرة إلى أن مبارك يمتلك أرصدة في البنوك البريطانية والسويسرية إلى جانب بعض الممتلكات الخاصة به في الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا التقرير الذي أثار ضجة في العالم كله وليس مصر فقط في هذا التوقيت كان مستندًا في معلوماته إلى كاتب مغمور ألف كتابًا عن مبارك، واكتفى مدير تحرير الصحيفة بعد شهرين من نشر التقرير بالقول إنهم أخطئوا في صياغته.
مايو 2014 كان شاهدًا على سقطة أخرى للصحيفة البريطانية جاءت مع الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئاسة، حيث تعمدت الصحيفة توجيه انتقادات حادة وتشويه للحقائق واصفة الانتخابات بالمعيبة، الأمر الذى انتقده المتحدث باسم الرئاسة في ذلك الوقت ايهاب بدوي، وقال إن الصحيفة البريطانية تعمدت في افتتاحيتها تجاهل حقائق مهمة، ورغم قولها إن الانتخابات كانت معيبة، إلا أن مراقبى الانتخابات وبينهم بعثة الاتحاد الأوروبى توصلت إلى ما هو غير ذلك.
أشهر سقطات الجارديان على الإطلاق في تناولها الشأن المصري، تمثل في نشر أكثر من 13 تقريرًا "مفبركًا" كتبها الكاتب الأمريكي جوزيف مايتون، أحد المراسلين الذين تتعامل معهم بالقطعة، من القاهرة، رغم اعتذارها بعد ذلك، مؤكده إنها ألغت مقالات مايتون المفبركة والمعلومات التي لم تتمكن من التحقق منها، فاتحه تحقيق في الأمر عندما اتصل بها أحد المصادر التي زعم مايتون أنه تحدث إليها في إحدى مقالاته وقال إنه لم يتحدث إلى الصحفي.
وتوصلت تحقيقات الصحيفة إلى أن هناك مقالات لجوزيف مايتون تحتوى على تصاريح مزورة، من بينها قصص خبرية لفاعليتين قال منظموهما إن الصحفي (مايتون) لم يحضرهما أبدًا، ويضاف هذا إلى عشرات المصادر غير الموجودة على أرض الواقع، أو ليس لديها وجود على الإنترنت، أو أنهم مجهولون ولا يمكن الاستناد إلى رأيهم، كما أن العديد من الأشخاص الذين جاءوا فى مقالاته نفوا أنهم تحدثوا إليه.
الواقعة التي أصابت الجميع بنوبات ضحك، ما كتبته الجارديان عن تولي رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، منصب المستشار السياسي للرئيس عبد الفتاح السيسى بعد انتخابه رئيسا لمصر، وخرج «بلير» وقتها ونفى الأمر.