تسببت الإجراءات الوقائية التى اتخذتها الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، فى إلغاء حتى الآن أربعة موالد لمريدى الطرق الصوفية ومحبى آل البيت، وهم المولد الرجبى لسيدى أحمد البدوى، كذلك المولد الرجبى لسيدى إبراهيم، بالإضافة إلى المولد الكبير للسيدة زينب رضى الله عنها حيث كان من المفترض أن تبدأ الاحتفالات يوم الثلاثاء 17 مارس ولمدة أسبوع على أن تكون الليلة الختامية يوم الثلاثاء 24 مارس، بالإضافة إلى مولد الإمام أبو العزائم.
الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أكد فى تصريحات لليوم السابع، أنه تم تعميم قرار الحكومة بموقف الموالد والتجمعات على مشايخ الطرق الصوفية، حيث تم إزالة الخيام من ساحة سيدى أحمد البدوى، بمحافظة الغربية بمدينة طنطا، لافتا إلى أنه كان من المفترض أن تنطلق احتفالات الطرق الصوفية بمولد السيدة زينب رضى الله عنها، الثلاثاء 17 مارس، لكن تم الإلغاء حرصا على صحة المواطنين، داعيا الله أن يرفع البلاء والوباء.
وتابع: إلغاء الفعاليات من منطلق حرصنا على أرواح الناس والذين يتوافدون بالآلاف فى الموالد فى عادة اشتهر بها المصريين منذ القدم ودليل على حبهم لآل البيت وتوقيرهم، وكل ما يصدر عن الدولة من قرارات يتم تطبيقها على الجميع.
وكان قد أعلن رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها الدكتور عبد الهادى القصبي، إرجاء الاحتفالات الدينية والموالد التى تنظمها الطرق الصوفية؛ تماشيا مع الإجراءات الاحترازية الوطنية التى اتخذتها الدولة لحماية المصريين من الأمراض، خصوصا فيروس كورونا.
وقرر الدكتور القصبي، من باب المسئولية الأخلاقية والدينية والوطنية، إرجاء الاحتفالات الدينية والموالد الصوفية، وذلك عقب قرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بإرجاء التجمعات والاحتفالات فى إطار الحفاظ على صحة المواطنين.
إلى ذلك قررت وزارة الأوقاف غلق جميع الأضرحة مدة تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، مع تأكيدها على فتح جميع المساجد فى أوقات الصلاة، وعلى قيام الإدارات الهندسية بعمل الصيانة اللازمة لهذه الأضرحة خلال تلك الفترة، وتابعت "نسأل الله تعالى السلامة من كل داء، وأن يحفظ مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين من كل سوء ومكروه".
يأتى ذلك فى إطار حرص المؤسسات الدينية بمصر على الصالح العام وتوجيه وزارة الأوقاف بقصر عمل المساجد على الصلاة وخطبة الجمعة فقط، ومنع أى تجمعات غير ضرورية بالمساجد وملحقاتها ودور المناسبات التابعة لها، وبالتنسيق والتشاور مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر و الشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ونظرًا لكثرة المترددين على زيارة الأضرحة وبخاصة فى المساجد الكبرى، ولا سيما أن كثيرين ممن يترددون عليها يأتون من محافظات مختلفة ومناطق مختلفة.
وأضافت وزارة الأوقاف فى بيان لها، أنه انطلاقًا من فهمنا لفقه النوازل والتخفف من جميع التجمعات غير الضرورية الحتمية فى الوقت الراهن، فإننا ندعو إلى قصر العزاء على مراسم تشييع الجنازة دون إقامة السرادقات، وكذلك الحال ومن باب أولى فى إقامة الأفراح بقصر الدعوة فيها على الأسرتين ما أمكن وخواص الخواص إذا لزم الأمر، لأن الحفاظ على الأرواح مقدم على كل هذه المظاهر، ودرء المفسدة مقدم على كل ذلك.
كما قررت الأوقاف إلغاء الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وذلك بالتنسيق مع المشيخة العامة للطرق الصوفية.