تواصل اهتمام الصحف العالمية الصادرة اليوم الثلاثاء، بوباء كورونا وردود أفعال القيادات فى مختلف دول العالم على كيفية التعامل معه واستمرار الانتقادات للرئيس ترامب والإشادة بالصين.
الصحف الأمريكية:
واشنطن بوست:
ترامب يغير لهجته إزاء كورونا بعد إجراءات صارمة من حكام الولايات
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس ترامب أنكر لأسابيع مخاطر فيروس كورونا، الذى أصبح وباء عالميا، وشغل نفسه بإذكاء العداوات التى لا علاقة لها بالأمر، وشارك القليل من المعلومات عن انتشار الوباء، وأغلب ما قاله كان غير صحيح.
فتدخل حكام الولايات ورؤساء البلديات وأيضا قادة الشركات الكبرى والصغيرة فى فراغ القيادة لاتخاذ قرارات صعبة تؤثر على ناخبيهم أو موظفيهم أو عملائهم، وفى ظل غياب توجيه واضح من الرئيس للمواطنين الذين انتخبوه للقيادة، تفاقم إحباط الحكام.
وفى تغير واضح فى اللهجة والأسلوب عن السابق، ظهر ترامب فى المؤتمر الصحفى أمس الاثنين يقول إننا لدينا عدو غير مرئى، ووضع ترامب وفريقه من خبراء الصحة العامة إرشادات مفصلة لقادة الولايات والبلديات وأيضا للعائلات، وأوصوا لإغلاق المدارس والمطاعم والحانات والصالات الرياضية والأماكن الأخرى المماثلة، وقصر التجمعات على ما لا يزيد عن 10 أشخاص.
وتابعت "واشنطن بوست" أن ترامب الذى وعد قبل ستة أيام فقط بأن الفيروس سيمضى، ونصح الأمريكيين يوم الأحد بأن يسترخوا فقط، أشار أمس إلى أن تفشى الوباء قد يستمر حتى يوليو أو أغسطس.
وكان ترامب قد تسبب فى حالة من القلق فى وقت سابق يوم الاثنين عندما أجرى مكالمة جماعية مع حكام الولايات، وقال لهم إنه لا يجب عليهم الاعتماد على الحكومة الفيدرالية لتوفير اجهزة التنفس الصناعة وواجهزة التهوية وغيرها من المعدات لمساعدة المصابين، وأن الولايات يجب ان تعمل من اجل الحصول على أجهزة خاصة بهم.
وقارن حاكم ولاية فرجينيا الديمقراطى رالف نورثان التعليق بخوض الحرب، وقال "لقد سمعنا للتو قائدنا يقول كل إنكم جميعا بحاجة للحصول على أسلحتهم الخاصة على مستوى الولاية لهزيمة هذا، لكن الأمر لم يكن كذلك".
بينما قال حاكم ميرلاند الجمهورى راى هوجان الذى يترأس اتحاد الحكام الوطنى أن بعض من زملائه كانوا غاضبين جدا، وإن كان أشار إلى احتمال أن يكون الرئيس قد أخطأ الحديث.
الركود الاقتصادى يهدد 3.5 مليون أمريكى بفقدان وظائفهم
وفى وقت تتزايد فيه حالة القلق بين خبراء المال والأعمال، قالت شبكة سى إن بي سي الأمريكية إن الاقتصاد الأمريكي "بات في موقف محرج"، مشيرة في تقرير لها الثلاثاء إلى أن الأمر ربما يتفاقم ليفقد نحو 3.5 مليون شخص وظائفهم في الولايات المتحدة في ظل شبح الركود الذى بات يخيم على الأسواق.
وقال واين أوتن ، مؤسس ورئيس شركة Outten & Golden ، وهي شركة محاماة للتوظيف في نيويورك ، عن تداعيات أزمة كورونا أنه من الصعب توقع التأثيرات القادمة على العديد من الصناعات، إلا أن أصحاب الأعمال الصغيرة بدأوا في الإبلاغ عن مشاكل في سلاسل التوريد وخسائر في المبيعات، كما أن قطاع السفر والسياحة بات بالفعل فى حال يرثى لها ، كما أن شركات النفط والغاز تخفض الإنفاق وتخفض أرباح الأسهم وبالتبعية ينخفض سعر البترول الخام مقابل تراجع حركة الأسواق مع انسحاب المستهلكين من روتين حياتهم اليومية.
وبحسب تقرير "سى إن بي سي " بدأت شركات صغرى ومتوسطة في الاستغناء عن بعض العاملين ، وقال الخبراء إن العديد منهم ليس لديهم دعم مالي كاف، الأمر الذى سيخلف أزمة بطبيعة الحال، فالقانون الفيدرالي لا يلزم الشركات الأمريكية بدفع تعويضات في حالة تسريح العمال، مما يترك الأمر لتقدير أصحاب الأعمال.
واعتمدت ولاية نيو جيرسي أول قانون يطالب أصحاب العمل الكبار بدفع تعويضات حال قيامهم بعمليات التسريح الجماعية، وينطبق ذلك على الشركات التى تضم 100 عامل أو أكثر من العاملين بدوام كامل أو جزئي والذين يقومون بتسريح ما لا يقل عن 50 شخصًا.
ووفقًا لدراسة أجرتها شركة RiseSmart للاستشارات في مجال الموارد البشرية، فإن أكثر من نصف الشركات لا توفر راتب نهاية الخدمة لجميع الموظفين، حيث ينال معظم المزايا الموظفين الاعلى مثل المدراء كما وجدت الدراسة ان حوالي 40% من الشركات تتطلب على الاقل 5 سنوات من العمل للتأهل للحصول على اي من المزايا.
ومن جانبها، تحاول الحكومة الأمريكية تجنب الركود الاقتصادي في جميع الحالات حيث أعلن ترامب حالة الطوارئ التي اطلقت حزمة من الموارد المالية لمساعدة المواطنين المتضرريين من تفشي الفيروس.
وقال ديفيد ويلكوكس وهو خبير في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إن الركود بعد الحرب العالمية الثانية أدى إلى ارتفاع معدل البطالة إلى حوالي 2%
ووفقا للتقرير فأن الضرر الاقتصادي المتسبب فيه كورونا من المتوقع أن يضع نهاية لخطط التوسع حيث من الممكن أن تصل نسبة البطالة إلى 6% مع الاخذ في الاعتبار ان النسبة الحالية المقدرة بـ3.5% هي اقل المعدلات خلال 50 عام.
وقال ويلكوكس إن ذلك سيعني فقدان نحو 3.5 مليون وظيفة، مضيفا أن فقدن الوظائف خلال فترات الركود لا يأتي عبر تسريح العمال وبدلاً من تقليل حجم القوى العاملة، يمكن للشركات تقليل ساعات عمل الموظفين وأجور العمل الإضافي.
سى إن إن: كوكب الأرض استفاد من وباء كورونا بشكل غير متوقع
قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن كوكب الأرض أصبح المستفيد غير المتوقع من انتشار فيروس كورونا فى كافة أنحاء العالم، لاسيما فى الصين، حيث أغلقت المصانع وأخليت الشوارع فى مقاطعة هوبى الصينية التى بدأ منها انتشار الفيروس، وأمرت السلطات السكان بالبقاء فى منازلهم لوقف انتشار كوفيد 19.
وبدا أن هذا الإغلاق حقق استفادة غير مقصودة للسماوات الزرقاء. فوفقا لوزارة البيئة النظام البيئى الصينية، فإن معدل أيام الهواء عالى الجودة قد زاد 21.5% فى فبراير مقارنو بنفس الفترة العام الماضى. ولم تقع مقاطعة هوبى وحدها فى هذا الأمر.
فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التى أصدرتها ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضا حادا فى انبعاثات ثانى أكسيد النيتروجين الذى تطلقه الحافلات ومفاعلات الطاقة والمنشآت الصناعية فى مدن صينية كبرى بين يناير وفبراير. واختفت تقريبا السحابة المرئية من الغازات السامة التى كانت تحلق فوق المناطق الصناعية.
وعلق في ليو، الباحث فى جودة الهواء بمركز رحلات الفضاء بناسا، قائلا إن هذه هى المرة الأولى التى يشهد فيها هذا التراجع الكبير على منطقة واسعة لحدث معين، مضيفا أنه لا يشعر بالدهشة لأن الكثير من المدن فى الصين قامت بإجراءات للحد من انتشار الفيروس.
وتضيف "سى إن إن" أن نمطا مماثلا ظهر مع ثانى أكسيد الكربون، المنبعث من حرق الوقود الأحفورى مثل الفحم، ففى الفترة من الثالث من فبراير حتى الأول من مارس، انخفضت انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بنسبة 25% على الأقل بسبب إجراءات احتواء كورونا، وفقا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، وهو منظمة أبحاث تلوث الهواء.
وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن الصين بصفتها أكبر ملوث فى العالم، تساهم بنسبة 30% من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى العالم سنويا، لذلك فإن تأثير هذا النوع من الانخفاض هائل حتى لو كان لفترة قصيرة. ويوضح مركز أبحاث تلوث الهواء أن هذا يعادل 200 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، أى أكثر من نصف معدل الانبعاث السنوى لبريطانيا.
الصحف البريطانية:
الصين تستغل نجاحها فى محاصرة كورونا لتسجيل انتصار سياسى
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز مقالا كتبه، جيديون راكمان، تناول فيه كيفية تعامل الصين مع انتشار فيروس كورونا، وكيف أنها تسعى لاستغلال النجاح الذى حققته فى محاصرة الفيروس لتسجل انتصارا سياسيا وإعلاميا على الولايات المتحدة وأوروبا.
يقول جيديون، فى مقتطفات من المقال نشرتها بى بى سى، إن فيروس كورونا كان فى بداية انتشاره دعاية سلبية للحكومة الصينية، ولكن اليوم وقد بدأ عدد الحالات الجديدة يتناقص بحدة فى الصين ويتزايد فى الولايات المتحدة وأوروبا، فقد قلبت بكين الصورة.
والحكاية الجديدة التى ترويها الصين تعزو النجاح للحزب الشيوعى واتخاذه قرارات صارمة للسيطرة على المرض عكس التعامل الكارثى فى الولايات المتحدة وأغلب الدول الأوروبية.
وتوجه هذه الرواية، حسب الكاتب، للاستهلاك المحلى فى الصين، وكذا للجمهور فى الخارج. وإذا صدقها الناس فإن الآثار الجيوسياسية لأزمة فيروس كورونا ستستمر حتى إلى ما بعد إيجاد لقاح للمرض.
وسيتعزز الاعتقاد عند المزيد من الناس عبر العالم بأن الصين فى صعود وأن الغرب لا شك فى أفول. كما أن المدافعين عن الاستبداد والمناوئين للديمقراطية سيجدون من يستمع إلى خطابهم فى الصين وفى بلاد الغرب.
ويضيف جيديون أن الصين عرضت مساعدتها على العالم من أجل مواجهة الفيروس. فقد أرسلت الأسبوع الماضى أطباء صينيين إلى إيطاليا ومعهم 31 طنا من المعدات الطبية، عندما كان الإيطاليون يشتكون من غياب الدعم من دول الاتحاد الأوروبي.
وبدأت الآلة الدعائية فى الصين فى مدح الرئيس شى جينبينج والنظام السياسى فى البلاد، إذ كتبت صحيفة الشعب "الصين تتعامل مع الفيروس بشجاعة بينما الولايات المتحدة تعاني". وكتبت وكالة شينخوا أن تعامل شى مع الأزمة دليل على أن "قلبه أبيض مثل المولود الجديد".
ويقول الكاتب إن هذه الأوصاف مضحكة ولكن تصرف الزعيم الصينى عموما يبدو جميلا مقارنة بتصرف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذى قال مرة إن الفيروس "سيختفى مثل المعجزة"، وإنه حيلة من تدبير أعدائه.
ويضيف أنه من السهل على الكثيرين فى الغرب أن ينتقدوا ترامب، ولكن من الصعب عليهم الاعتراف أو معالجة العلل الموجودة فى النظام الديمقراطى الأمريكى الذى وضع رجلا عديم الكفاءة فى البيت الأبيض.
جونسون يحث البريطانيين على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة
حث رئيس الحكومة بوريس جونسون الرأى العام البريطانى على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة فى وقت السلم تشل تجنب كل الاتصال أو السفر غير الضرورى والابتعاد عن المسارح والحانات، بعدما أشار نموذج خبير إلى أن هذا النهج قد يقلل الوفيات المقدرة لكورونا من 260 ألف إلى 20 ألف.
وقال جونسون إن المرض يقترب الآن من النمو السريع لأعلى نقطة، مع تضرر لندن بشكل خاص. وارتفعت الوفيات فى بريطانيا من 35 إلى 55 أمس الاثنين، وتقع نصف الحالات التى تم تشخيصها فى العاصمة.
وأعلن جونسون سلسلة من الخطوات منها عزل ذاتى 14 يوما للأسرة كلها لو ظهرت أعراض المرض على أيا من أفرادهاـ و قال إن كل من يستطيع العمل من المنزل عليه أن يفعل ذلك.
وفى إسرائيل، وافقت الحكومة على إجراءات طارئة لتعقب حالات الإصابة بكورونا المشتبه بها أو المؤكدة بمراقبة هواتفهم المحمولة، وهو ما أثار على الفور مخاوف تتعلق بالخصوصية.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية على استخدام التكنولوجيا التى يتم تطويرها بالأساس لأغراض مكافحة الإرهاب، فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
وقالت صحيفة الجارديان إن العديد من الدول استخدمت التكنولوجيا لتعقب انتشار الفيروس، وإن كان بطرق مختلفة. فواجهت إيران اتهامات بمطالبة الناس بتنزيل تطبيق يزعم المساعدة فى تحديد أعراض كورونا، لكنه يجمع بيانات الموقع. بينما وسعت الصين نظامها للمراقبة وتعقبت شركات الاتصالات حركات الأفراد بينما استخدمت الشركات تكنولوجيا التعرف على الوجه.
وبلغت عدد الإصابات المؤكدة بكورونا فى إسرائيل 300، دفعت الدولة العبرية لإغلاق الفنادق والمقاهى والمطاعم والسينمات والمسارح ومراكز التسوق مع فرض عزل ذاتى أسبوعين على كل القادمين من الخارج.