فى الوقت الذى يواصل فيه فيروس كورونا حصد أرواح وإصابة آلالاف حول العالم، تسبب المرض فى معركة سياسية كلامية بين الصين والولايات المتحدة، فمع وصول عدد المصابين بالفيروس حول العالم إلى أكثر من 181.500 ووفاة 7126، أثار وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لكوفيد 19 بالفيروس الصينى غضبا شديدا من قبل بكين.
وقال "ترامب" في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "ستدعم الولايات المتحدة بقوة تلك الصناعات، مثل الخطوط الجوية وغيرها، التي تتأثر بشكل خاص بالفيروس الصيني".
ورد المتحدث باسم الخارجية الصينية جينج شوانج، قائلا إن الرئيس الأمريكى يجب أن يتولى الاهتمام بشئونه أولا، متابعا خلال مؤتمر صحفى الثلاثاء، أن بعض السياسيين الأمريكيين قد حاولوا تقديم صورة نمطية عن الصين، وهو ما تدينه الصين بقوة، وحث الولايات المتحدة على التوقف عن هذه الممارسة الحقيرة، على حد وصفه. وتحدثت عن تغريدة ترامب، وقال إنهم غاضبون بشدة ويعارضون ذلك بقوة.
وكان عدد إصابات كورونا فى الولايات المتحدة قد وصل إلى 4632 إصابة ووفاة 85 مع شفاء 17، وأدى انتشار الفيروس إلى إعلان حاكم أوهايو تأجيل الانتخابات التمهيدية التى كانت مقررة فى الولاية الثلاثاء فى السباق لاختيار المرشح الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية بين جو بايدن وبيرنى ساندرز. وزاد هذا من المخاوف من تأثير تفشى كوفيد 19 على مسار الانتخابات الأمريكية، لاسيما بعد تصريح الرئيس ترامب بأن المرض قد يظل حتى يوليو أو أغسطس القادمين، وإن كان الأخير قد رفض فكرة تأجيل الانتخابات التمهيدية.
وفى بريطانيا، حث رئيس الحكومة بوريس جونسون الرأى العام البريطانى على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة فى وقت السلم تشمل تجنب كل الاتصال أو السفر غير الضرورى والابتعاد عن المسارح والحانات، بعدما أشار نموذج خبير إلى أن هذا النهج قد يقلل الوفيات المقدرة لكورونا من 260 ألف إلى 20 ألف.
وقال جونسون، إن المرض يقترب الآن من النمو السريع لأعلى نقطة، مع تضرر لندن بشكل خاص، وارتفعت الوفيات فى بريطانيا من 35 إلى 55 أمس الاثنين، وتقع نصف الحالات التى تم تشخيصها فى العاصمة.
وأعلن جونسون، سلسلة من الخطوات منها عزل ذاتى 14 يوما للأسرة كلها لو ظهرت أعراض المرض على أيا من أفرادهاـ وقال إن كل من يستطيع العمل من المنزل عليه أن يفعل ذلك.
وفى إسرائيل، وافقت الحكومة على إجراءات طارئة لتعقب حالات الإصابة بكورونا المشتبه بها أو المؤكدة بمراقبة هواتفهم المحمولة، وهو ما أثار على الفور مخاوف تتعلق بالخصوصية.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية على استخدام التكنولوجيا التى يتم تطويرها بالأساس لأغراض مكافحة الإرهاب، فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
وقالت صحيفة الجارديان، إن العديد من الدول استخدمت التكنولوجيا لتعقب انتشار الفيروس، وإن كان بطرق مختلفة. فواجهت إيران اتهامات بمطالبة الناس بتنزيل تطبيق يزعم المساعدة فى تحديد أعراض كورونا، لكنه يجمع بيانات الموقع، بينما وسعت الصين نظامها للمراقبة وتعقبت شركات الاتصالات حركات الأفراد بينما استخدمت الشركات تكنولوجيا التعرف على الوجه.
وبلغت عدد الإصابات المؤكدة بكورونا فى إسرائيل 300، دفعت الاحتلال لإغلاق الفنادق والمقاهى والمطاعم والسينمات والمسارح ومراكز التسوق مع فرض عزل ذاتى أسبوعين على كل القادمين من الخارج.
وفى إيطاليا، التى عرفت بثانى أكبر بؤر تفشى كورونا بعد الصين، أعلنت السلطات مساء الاثنين، تسجيل أكثر من 3000 إصابة جديدة، فى الوقت الذى تصارع فيه روما للتعامل مع المرض، وسجلت إيطاليا الاثنين 386 وفاة فى أعلى معدل يومى وسط مخاوف بشأن قدرة النظام الصحى المجهد على مواجهة الزيادة المستمرة فى أعداد المصابين، ليصبح إجمالى الوفيات 2158 شخصا.
من ناحية أخرى، قررت الحكومة فى كوريا الجنوبية، تأجيل موعد بدء العام الدراسى الجديد أسبوعين آخرين لجميع المدارس، وذلك بالنسبة لرياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية فى أرجاء البلاد؛ بسبب تداعيات فيروس كورونا، وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن كوريا الجنوبية رصدت 84 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما يرفع العدد الإجمالى للإصابات داخل البلاد إلى 8320.
يشار إلى أن هذا اليوم هو ثالث يوم على التوالى تقل فيه عدد حالات الإصابة الجديدة عن 100 مقارنة بيوم 29 فبراير شباط حين بلغت حالات العدوى ذروتها عند 909.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة