تواجه الغالبية العظمى من الناس بمختلف دول العالم مع تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، عبر البقاء فى المنزل، والامتناع عن السفر قدر الإمكان، ولكن عندما يتعلق الأمر بمن يمتلك المال، فهناك بديل يتزايد شعبيةً، وهو السفر على متن الطائرات الخاصة، ورغم معاناة قطاع السفر بسبب انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم، إلا أن الطريق يبدو مربحاً بالنسبة لقطاع الطائرات الخاصة.
وقال مديرالمبيعات فى شركة الوساطة السويسرية للطائرات الخاصة "Luna" السويسرية، ألاين ليبورسير لشبكة "CNN" الإخبارية، إن هناك زيادة مثيرة للإعجاب فى الحجوزات والاستفسارات من المسافرين فى الأسابيع الأخيرة بشكل يرتبط بالمخاوف المتزايدة بفيروس "COVID-19"، وفى فبراير، كانت نسبة 15% من إجمالى الطلبات تتعلق بفيروس كورونا الجديد، والآن، تضاعف هذا العدد ليصل إلى 30%.
وقال ليبورسير، إن "المسافرين يرغبون فى الفرار، أو هناك عمل عاجل يجب عليهم القيام به اليوم أو غدًا"، كما تتضمن قائمة عملائه الشركات التى تحجزلموظفيها تذاكر من درجة رواد الأعمال عادةً، أوالأفراد من أصحاب الثروات الكبيرة الذين يشعرون بالقلق بشأن تفشّى الفيروس.
وأشار المديرالتنفيذى والمؤسس المشارك لشركة الطائرات الخاصة السويسرية "Simply Jet SA"، يان جيلايوم جاكارد، إلى أنه غارق حالياً فى العديد من الاستفسارات التى تتساءل عن المسارات التى تم فيها تقليل الرحلات الجوية التجارية فيها، وأكّد جاكارد تمكنهم من القيام برحلات فى الصين وخارجها عبر الطائرات الخاصة بشرط العثور على ناقلة جوية وطاقم لا يمانع القيام بذلك.
ولا ينعكس التزايد فى استخدام الطائرات الخاصة لدى الشركات الأوروبية فقط، وعلى سبيل المثال، أشار كبير المديرين والطيارين فى شركة "Southern Jet" التى يقع مقرها فى الولايات المتحدة، جيرود ديفيس، إلى انعكاس التأثير ذاته فى شركته، فقال لـ"CNN"، إنهم "يفضلون أن يكونوا على متن الطائرة بأنفسهم، وليس مع حشد من الأشخاص".
ويلجأ المسافرون إلى سوق الطائرات الخاصة لعدة أسباب، ويوجد بينهم قاسم مشترك واحد، وهو: قدرتهم على إنفاق آلاف الدولارات من أجل الرحلة، ومن جهته، قال الرئيس التنفيذى لشركة "Paramount Business Jets"، ريتشارد زاهر: "نحن نرى العديد من الطلبات من الأشخاص الذين لا يسافرون باستخدام الطائرات الخاصة فى العادة".
وعلى سبيل المثال، سافرت امرأة مسنة من الساحل الشرقى للولايات المتحدة إلى الساحل الغربى بواسطة شركته تاركةً خلفها تذكرة كانت قد اشترتها لرحلة تجارية، وأشار جاكارد، إلى أن بعض العائلات الثرية فى "النقاط الساخنة" لتفشّى فيروس كورونا اختارت الانتقال إلى قارة أخرى تماماً والمكوث فيها حتى يستقر الوضع.
ولا يفضل الزبائن الطائرات الخاصة لتوفيرها الخصوصية بعيداً عن أى ركاب آخرين فقط، بل لأنها تقدم خدماتها فى مرافق خاصة بها، وليس فى مراكز نقل ضخمة، وأشار جاكارد، إلى أن الأشخاص لا يمانعون دفع مبالغ إضافية لاستخدام خدمات هذه الشركات بدلاً من الصعود على متن الناقلات التجارية، وذلك للتقليل من خطر الإصابة بالفيروس.
وبغض النظر عن المخاوف، يؤكد الخبراء أن إصابة الركاب بالفيروس على متن طائرة تجارية هو أمر غير مرجّح، وقال أستاذ الطب فى قسم الأمراض المعدية فى جامعة "فاندربيلت"، الدكتور ويليام شافنر، لـ"CNN"، إنه "حتّى لو تواجد الفيروس فى العناصر غير الحية فى البيئة التى تُحيط بك، فهى لن تقفزمن المقعد وتعضك فى كاحلك" - وفقاً لتعبيره - وأشار شافنر: "يجب أن تلمسه (الفيروس)، ثم تلمس أنفك، أو فمك".
ومع ذلك، فلا تزال فكرة احتمال قضاء الطائرات الخاصة وقتاً أطول فى تنظيف ناقلاتها تبعث على الراحة بالنسبة للمسافرين الذين يهتمون بالنظافة، وتشير شركات الطيران الخاصة إلى أنها حسّنت من عملية التعقيم مثل نظيراتها من الشركات التجارية، ورغم أن شركات الطائرات الخاصة قد تجنى بعض الأرباح غير المتوقعة، إلا أن ديفيس قال إن لديه "شعور غريب" بشأن ازدهارعمله التجارى بسبب أزمة صحية عالمية.
ومع ذلك، يمكن أن تتجسد الفوائد طويلة الأجل فى هذا القطاع من خلال رغبة المسافرين الذين اختاروا السفر عبر الطائرات الخاصة أثناء الأزمة فى الاستمرار فى استخدامها، وأكّد ديفيس إنه بمجرد أن يطير المرء باستخدام الطائرات الخاصة، فإنه لن يرغب بالعودة إلى الطائرات التجارية.