قال العلماء، إنه تم إنقاذ آلاف الأرواح في الصين منذ بدء تفشي الكورونا بسبب انخفاض التلوث، حيث إن عمليات الإغلاق المختلفة حسنت بشكل كبير من جودة الهواء في جميع أنحاء العالم، بما فيها تنفيذ إجراءات لتقييد التفاعلات العامة من إغلاق الحانات وإلغاء الأحداث وتشجيع العمل في المنزل، فقد تم غلق العديد من المناطق، مما أدى إلى محدودية السفر والنشاط الصناعي، كما أدى الحد من السفر إلى انخفاض انبعاثات المركبات، وكذلك خفض كمية النشاط الصناعي إلى تقليل عدد الجسيمات الضارة الموجودة في الهواء.
ووفقا لما ذكرته صحيفة " ديلى ميل" البريطانية، أشارت ملاحظات الأقمار الصناعية إلى انخفاض حاد في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في أعقاب عمليات الإغلاق الصارمة في إيطاليا والصين، وهما الدولتان الأكثر تضررا حتى الآن.
فيما يقول مارشال بيرك، اقتصادي الموارد البيئية، إن هناك صلة مثبتة بين نوعية الهواء السيئة والوفيات المبكرة المرتبطة بتنفس ذلك الهواء.
وأضاف: "مع وضع هذا في الاعتبار، فقد تكون الأرواح التي أنقذت من هذا الانخفاض في التلوث الناجم عن الاضطراب الاقتصادي من فيروس COVID-19 يتجاوز عدد القتلى من الفيروس نفسه، موضحا "في شهرين فقط من انخفاض مستويات التلوث، حياة 4000 طفل دون سن الخامسة و 73000 بالغ فوق 70 في الصين وحدها تم إنقاذها".
وكشف مارشال: "هذا أكبر بكثير من عدد القتلى العالمي الحالي من الفيروس نفسه"، مضيفا "الشخص العادي يخسر حوالي ثلاث سنوات من حياته بسبب تلوث الهواء، على غرار تأثير تدخين التبغ".
كما قالت سارة دي ماتيس من جامعة كالياري بإيطاليا، إن خفض مستويات التلوث على المدى الطويل سيساعد أيضًا في تقليل عدد الوفيات في أي وباء مستقبلي، فإن المرضى الذين يعانون من أمراض الرئة والقلب المزمنة التي يسببها التعرض الطويل الأجل لتلوث الهواء هم أقل قدرة على محاربة التهابات الرئة والفيروسات مثل كورونا وأكثر عرضة للوفاة.
وأضافت، "من خلال خفض مستويات تلوث الهواء ، يمكننا مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في مكافحتهم لهذه الأوبئة المحتملة في المستقبل".
وقال لوري ميلليفيرتا، كبير المحللين في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في هلسنكي بفنلندا، إن مستويات ثاني أكسيد النيتروجين انخفضت بنسبة 35% فوق الصين خلال فترة الإغلاق مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
وأضاف: "تم إغلاق معظم المصانع أو تشغيلها بسعة منخفضة، إما بسبب القيود المفروضة على التشغيل أو لأن الموظفين لم يتمكنوا من العودة من العطلات، أو بسبب نقص الطلب".