مع استمرار وباء كورونا فى الانتشار بين البشر، كثفت دول العالم إجراءاتها المشددة لمحاولة احتواء المرض القاتل، فيما اتجه أغلبها إلى اتخاذ تدابير اقتصادية قوية لتفادى الركود أو التقليل من تداعياته ومساعدة شركاتها ومؤسساتها ومواطنيها على اجتياز هذه المرحلة الصعبة.
وأعلن البيت الأبيض عن خطة لمنح الأمريكيين شيكات بألف دولار أو أكثر فى الأسابيع القادمة، مع وضع القادة السياسيين خطة لمحاولة منع ركود أعمق من المتوقع وحماية المواطنين من الإفلاس، فى الوقت الذى وجهت فيه واشنطن أكثر من تريليون دولار لاحتواء التداعيات المالية للوباء.
ومع وصول الفيروس إلى ويست فرجينيا، أصبحت عدوى كرونا منتشرة فى كافة الولايات الأمريكية الخمسين. وتجاوز عدد الوفيات فى الولايات المتحدة 100 وفاة، وفقا لقاعدة بيانات نيويورك تايمز، بينما ارتفعت حالات الإصابة إلى أكثر من 5600 الثلاثاء، مع تشخيص أكثر من 800 حالة خلال اليومين الماضيين. وأعلنت مدينة نيويورك انها تبحث إصدار أمر البقاء فى مكان آمن مغلق لحين إصدار اوامر أخرى، وهو نفس الأمر الذى تم تطبيقه فى شمال كاليفورنيا وامتد ليشمل ثمانية مليون شخص.
ياتى هذا بعدما حذرت دراسة بريطانية صادمة من أنه لو لم تقم الأفراد والحكومات بأى إجراء، وظل الوباء خارج السيطرة، سيموت 510 آلاف شخص فى بريطانيا، و2.2 مليون فى الولايات المتحدة على مدار تفشى الفيروس. ولو اتبعت بريطانيا وأمريكا إجراءات أكثر طموحا للتخفيف من انتشار كورونا ولإبطاء الوباء وليس بالضرورة إيقافه خلال الأشهر القليلة القادمة، فيمكنها خفض معدل الوفيات إلى النصف، إلى 260 الأف فى بريطانيا، و1.1 مليون فى الولايات المتحدة.
لكن لو بذلت الحكومة البريطانية قصارى جهدها لوقف انتشار الفيروس لتقليل الحالات، فإن عدد الموتى فى البلاد قد يصبح أقل من 20 ألفا. ولتحقيق ذلك سيتعين على بريطانيا فرض التباعد الاجتماعى لجميع السكان وعزل كل الحالات وحجر صحى لأسر بالكامل لو تبين اى شخص مريض، وإغلاق جميع المدارس والجامعات، والقيام بكل ذلك ليس لأسابيع ولكن لفترة ما بين 12 إلى 18 شهرا حتى يتوفر اللقاح.
ووصل عدد الإصابات العالمية بكورونا إلى أكثر من 202 ألف مع وفاة 8012. وأصبحت بلجيكا أحدت الدول التى تدخل فى إغلاق، وطلبت من مواطنيها البقاء فى منازلهم وقصر الاتصال على عائلتهم القريبة. وقالت السلطات إنه بدءا من ظهر الأربعاء كل المحال غير الضرورية والأسواق المفتوحة سيتم إغلاقها، ومن المتوقع أن يعمل الناس فى منازلهم. وحذرت أصحاب العمل الذين يطلبون من العاملين لديهم البقاء فى الموقع دون ضمان تباعد اجتماعى بأنهم سيواجهون الغرامات والغغلاق.
وهذه الإجراءات مشابهة لما اتخذته فرنسا قبل 24 ساعة، وإن كان أقل صرامة، حيث يستطيع البلجيكيون الذهاب إلى الصيدليات والسوبر ماركت والبنوك المتخصصة ومكاتب البريد ومحلات الكتب.
حكومة بلجيكا الجديدة تلتزم بالتباعد الاجتماعى
فى فرنسا، ارتفعت حالات الإصابة لتصل إلى 7730 ، أى أكثر من 1097 عما كان قبل 24 ساعة، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان. وقال مدير الهيئة الصحية الفرنسية أن هناك 175 حالة وفاة ، بزيادة 27 فى يوم واحد، معظمهم فوق السبعين. وتحولت العاصمة الفرنسية باريس، التى كانت من أكثر المدن التى يتم زيارتها فى العالم إلى مدينة أشباح، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حيث بدأ ضباط الشرطة يقومون بدوريات فى الشانزليه بالقرب من قوس النصر وفرض قواعد جديدة للحبس فى المدينة وبقية فرنسا، التى تعد من أكثر البلدات تضررا فى أوروبا.
فى بريطانيا، أعلنت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية زيادة عدد الوفيات إلى 71 حتى الثلاثاء بعد أن أودى الفيروس بحياة 18 شخص فى اليوم الأخير، وتتراوح اعمارهم بين 45 و93 عاما، وجميعهم لديهم مشكلات صحية.
وفى الصين، التى بدأ انتشار الفيروس منها، تم تسجيل حالات قليلة جدا من الإصابات الحديدة، فى الوقت الذى كثفت بكين فيه رقابتها على القادمين من الخارج وفرضت حجرا صحيا لمنع العدوى القادمة من التسبب فى ارتفاع الإصابات من جديد. وفى تطور إيجابى، أعلنت اللواء الدكتورة "شين وى" كبيرة علماء الأوبئة والفيروسات في الجيش الصيني والمعروفة بـ"قاهرة مرض إيبولا ومرض السارس"، نجاح الصين في إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا، حيث تعتبر شين وي من كبار علماء الصين وسيطرت على مرض السارس في 2003 وقضت على إيبولا في أفريقيا بعام 2014.
وقالت اللواء الدكتورة شين وي، في تصريحات لتليفزيون cctv الصيني، أن نجاح الصين في السيطرة على كورونا وإنتاجها لقاحا مضادا للمرض بهذه السرعة يدل على أن الصين دولة عظمى، وفريقنا البحثي يستعد لنشر اللقاح على نطاق واسع بعد استكمال الإجراءات واللقاح تم إنتاجه وفق أعلى المعايير العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة