تفاؤل حذر وجدل لم ينقطع آثاره إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اعتماد بلاده على استخدام دواء "الكلوروكين" المخصص لعلاج الملاريا كدواء لعلاج فيروس كورونا، ما خلق حالة من الآنقسام بين مؤيد لتأثير الدواء فعلياً على محاربة الوباء القاتل، ومعارض لتلك ألفكرة، وضرورة عدم تناوله بدون إشراف طيب.
وفى الوقت الذى أعلن فيه ترامب اعتماد بلاده للدواء، نفت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية الـ"FDA" اتخاذ تلك الخطوة، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن آثاره وقدرته على مكافحة كورونا بفاعلية فى حاجة إلى المزيد من الاختبارات.
ودواء الملاريا "كلوروكين" لعلاج الملاريا يستخدم أيضاً لعلاج نوع من عدوى الكبد، ومؤخراً أظهر علامات على أنه قد يعالج عدوى فيروس كورونا إلا أنه لا يزال يحتاج إلى المزيد من الاختبارات، وفقا لما نشره موقع واشنطن اكسامينر الأمريكي.
وبدأت رحلة تجريب الدواء على الحالات المصابة بكورونا فى فرنسا، حيث أجريت تجربة سريرية لمعرفة آثار هيدروكسى كلوروكين المكون الرئيسى فى دواء علاج الملاريا على عدد من الأفراد المصابين بفيروس كورونا وعالج الأطباء 26 حالة من ضمنهم 6 حالات تم إعطائهم مضادات حيوية أيضا.
المصاب الأمريكى الذى خضع لتجارب العلاج بدواء الملاريا
ونشر الباحثون نتائجهم فى دراسة وأظهرت النتائج أن جميع المرضى الستة الذين عولجوا باستخدام هيدروكسى كلوروكين والمضاد الحيوى أزيثروميسين أثبتوا نتائج سلبية للفيروس بعد ستة أيام من بين 20 حاله تم معالجتها باستخدام هيدروكسى كلوروكوين فقط.
وقالت الدراسة "على الرغم من صغر حجم العينة فإن علاج هيدروكسى كلوروكوين يرتبط بشكل كبير بانخفاض أو اختفاء العدوى الفيروسية لدى مرضى COVID-19 وأن تأثيره يعززه أزيثروميسين".
وقاد ديدييه رأولت، خبير الأمراض المعدية من مستشفى يونيفيرسيتى فى مرسيليا، فريق البحث الذى أجرى الدراسة، ويترأس جريجورى ريجانو، مستشار بكلية الطب بجامعة ستانفورد برنامجًا آخر يعتمد على نتائج الدراسة آثار هيدروكسى كلوروكوين على علاج فيروس كورونا.
بدوره، قال ريجانو، فى مقابلة على قناة fox news إن نتائج الدمج بين دواء الملاريا والمضاد الحيوى المعتمد على مادة الأزيثروميسين يعملان على علاج عدوى كورونا بنسبة 100%، ودعا الرئيس ترامب إلى اعطاء الإذن ببدء استخدامه.
وقالت شبكة إن بى سى الأمريكية فى تقرير لها مساء اليوم، إن هناك علامات تحسن ظهرت فى خلال 24 ساعة على الأشخاص المصابين بالفيروس بعد تلقيهم للجرعة الأولى من العلاج التجريبى حيث يعمل عن طريق منع ألفيروس من التكاثر فى الجسم.
وفى نفس السياق، تم تشخيص كريس كين البالغ من العمر 55 سنة، بالفيروس وتم نقله إلى المستشفى فى مركز بروفيدنس الإقليمى الطبى فى إيفريت بواشنطن، هذا الشهر وقالت زوجته سوزان كين لشبكة إن بى سى نيوز إنه كان مريضا جدا ويعانى من ضيق التنفس.
قبل حوإلى أسبوعين من وصول كريس كين إلى المستشفى وعالج أطبائه رجلاً يبلغ من العمر 35 عامًا عاد مؤخرًا إلى منزله فى واشنطن بعد رحلة إلى ووهان فى الصين والتى كانت مركز انتشار كورونا فى ديسمبر العام الماضى وكان كين هو أول من يتم تشخيصه بعدوى كورونا فى الولايات المتحدة.
وتدهورت حالة كين فى خلال أسبوع من دخوله المستشفى وعمل أطبائه مع السلطات الصحية ألفيدرالية لمحأولة إعادة تصميم العقار من خلال ما يسمى الاستخدام الرحيم الخاص بالأدوية غير المعتمدة والتى يلجأ إليها الأطباء فى حالات استثنائية عند وجود احتمال أن تنقذ الحياة.
ونشر الأطباء تفاصيل حول هذه الحالة الأولى فى مجلة نيو إنجلاند الطبية وكتبوا: "بدأ العلاج عن طريق الحقن فى الوريد فى اليوم السابع من اكتشاف اصابته بفيروس كورونا، وفى اليوم الثامن بدأت حالة الرجل تتحسن وتمكن من الاستغناء عن جهاز التنفس الصناعى واستعاد شهيته وبدأ يختفى السعال ببطء.
وأطلق على الدواء التجريبى اسم remdesivir وهو الآن رسميًا ضمن التجارب السريرية فى مركز بروفيدنس الإقليمى الطبي، ورفض الأطباء فى المركز إجراء مقابلة مع NBC News ، حيث أنهم غير قادرين على التعليق على فعالية الدواء قبل نشر النتائج على الملأ والمتوقعة فى الأول من إبريل.
وكتب المتحدث الرسمى باسم المستشفى فى رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا يمكننا مناقشة رعاية أى مريض بعينه باستثناء الرعاية الأولى المنشورة فى تقرير حالة مجلة نيو إنجلاند الطبية، كما أضاف أنه سيتم تسجيل ما يصل إلى 1000 مريض فى التجربة السريرية.
وهناك علاجات محتملة أخرى لفيروس كورونا قيد الدراسة من ضمنها دواء الملاريا ومجموعة من أدوية فيروس نقص المناعة المعروف HIV وعلى الرغم من هذا وجدت دراسة تبحث فى تركيبة أدوية فيروس نقص المناعة أنه ليس لها فوائد فى علاج ألفيروس نفسه.
يذكر أن عدد الاصابات بعدوى كورونا فى جميع انحاء العالم تخطت 218 ألف إصابة من ضمنها أكثر من 10 آلاف فى الولايات المتحدة فقط حيث شهدت اليوم ارتفاعا فى حالات الإصابة بنسبة 40% خلال 24 ساعة فقط.