سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 مارس 1799.. الجنرال الفرنسى «مينو» يتزوج من «زبيدة» فتاة رشيد بعد إشهار إسلامه وتسميته «عبد الله مينو»

الإثنين، 02 مارس 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 مارس 1799.. الجنرال الفرنسى «مينو» يتزوج من «زبيدة» فتاة رشيد بعد إشهار إسلامه وتسميته «عبد الله مينو» الجنرال مينو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبدى الجنرال مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر «1798 - 1801» رغبته فى الزواج من إحدى عائلات رشيد وكان حاكما لها قبل أن يصبح قائدا لكل الحملة بعد عودة قائدها نابليون بونابرت إلى فرنسا، ثم مقتل قائدها الثانى «كليبر» على يد سليمان الحلبى.
 
وقع اختيار «مينو» على واحدة من بنات الشيخ على الجارم كبير عائلة الجارم، لكن الرجل استطاع أن يهرب من هذا الطلب بتزويج ابنتيه إلى اثنين من تلاميذه، ولأن مينو كان يرى فى مسألة زواجه مشروعا قد يؤدى إلى ربط الاحتلال الفرنسى بالمصريين عبر المصاهرة، فإنه مضى إلى البحث عن عائلة أخرى لمصاهراتها بدلا من عائلة «الجارم»، ووقع اختياره على «زبيدة بنت محمد البواب الميزونى»، وكان والدها أحد أعيان رشيد، حسبما يروى عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الثانى من كتابة «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر».
 
كانت زبيدة مطلقة من المملوكى الثرى «سليم أغا نعمة الله» الذى تزوجها وهى فى الثامنة عشرة من عمرها، ولم تستمر هذه الزيجة طويلا، وحين تقدم مينو إليها وافق والدها شرط أن يشهر إسلامه، وينشر الرافعى فى كتابه صورة وثيقة الزواج، مؤكدا أن العلامة على بك بهجت هو الذى اكتشفها وكانت فى محكمة «رشيد الشرعية».
 
تكشف الوثيقة، أن الزواج تم يوم 2 مارس، مثل هذا اليوم، عام 1799، وأن مينو كان أكبر منها بحوالى ثلاثين عاما، وتتضمن، أنه أشهر إسلامه ونطق بالشهادتين، وأظهر الحب للمسلمين ،وسمى نفسه «عبدالله»، وأن الزواج تم فى حضور مولانا العلامة الشيد أحمد الخضرى المفتى الشافعى، ومولانا الشيح محمد صديق المفتى الحنبلى، ومولانا السيد محمد المفتى المالكى، وتذكر الوثيقة أن صداق زبيدة الذى قدمه «مينو» 100 محبوب كل واحد منها بمائة وثمانين نصفها فضة، وأن يدفع مينو ألفى ريال نظير فراقه لها فى حالة الطلاق، وإن مات وكانت لا تزال فى عصمته تأخذ من ماله الألفى ريال.
 
يذكر «ج. كرستوفر هيرولد» فى كتابه «بونابرت فى مصر»، أن مينو حصل على إعفاء من الختان، وتهنئة من نابليون بونابرت على ما اعتبره تضحية فى سبيل القضية الوطنية، وأن عمله أضفى قدرا من المعقولية على وعد بقرب تحول الجيش الفرنسى إلى الإسلام.. يذكر «هيرولد»: «بالرغم من أن «مينو» كان يمارس شعائر الدين الإسلامى، بدراسته للقرآن الكريم، وتأدية الصلوات الخمس فى تعبد ظاهر، إلا أن الجبرتى يصف ذلك بأنه «تظاهرا لأسباب سياسية».
 
يصفها «مينو» فى رسالة إلى أحد جنرالات الحملة الفرنسية على مصر: «زوجتى طويلة القامة، مبسوطة الجسم، حسنة الصورة من جميع الوجوه، لها عينان رائعتان، ولون بشرتها هو اللون المصرى المألوف، وشعرها طويل فاحم، وهى لطيفة الطبع، وجدتها تتقبل كثيرا من العادات الفرنسية بنفور أقل مما توقعت، وأنا لم ألح عليها بعد فى الخروج سافرة على الرجال، فهذا سيأتى شيئا فشيئا، ولن أنتفع بما أباحه النبى من الزواج بأربع نساء خلاف السرارى، فإن فى النساء المسلمات شهوة حارة عنيفة، وفى زوجة واحدة أكثر من الكفاية لى».
 
يؤكد «الرافعى» أن «مينو وزبيدة» أنجبا ولدا أسماه بـ«سليمان مراد جاك مينو»، وبعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر عام 1801، سافرت وابنها على سفينة إلى فرنسا، ثم لحق بها «مينو»، وظلت فى عصمته، لكنه تنكر لها وهجرها فى «تورينو» بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات واتخذهن خليلاته، وكان يزورها قليلا، وأنجب منها ولدا، ثم ارتد عن الإسلام، وعاد إلى ديانته الأولى المسيحية، وأخذ ولده الثانى وقام بتعميده وتربى فى أسرة فرنسية. 
 
يذكر رفاعة الطهطاوى فى كتابه «تلخيص الإبريز فى تلخيص باريز»، أن اليقين فى معرفة نهاية زبيدة لا يعرفه أحد، وأن ما يذكر فى ذلك هو عبارة عن تكهنات بعض المؤرخين، ومنهم من قال إن ولدها الأكبر توفى فى ظروف غامضة، وأنها لم تعرف الوصول إلى نجلها الثانى بعد وفاة «مينو»، وأن أهلها لم يتمكنوا من الوصول إليها، حيث عاشت فى شوارع مرسيليا تتسكع فى طرقاتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة