تعود مسرحية "West Side Story" الغنائية الشهيرة المستوحاة من عمل «روميو وجولييت» لوليام شكسبير مرة أخرى إلى برودواي مع المخرج إيفو فان هوف الذي أضفى عليها تحديثات مقارنة بالعرض الأصلي الذي عرض عام 1957.
مخرج المسرحية أعاد صياغتها بشكل كامل لجعلها مسرحية غنائية استعراضية تتناسب مع القرن الحادي والعشرين فغير كلياً الديكور الذي تصوره المصممون لهذه القصة الحديثة التي تدور في حي هيلز كيتشن في وسط مانهاتن الغربي، رغم أنه لم يتم ذكر أي مكان في النص فقد اختفت العناصر التي تذكّر بأحد شوارع نيويورك بمبانيه الصغيرة المميزة كما كانت الحال في الإنتاج الأصلي في عام 1957 وبدلاً من ذلك، يتحرك الممثلون في ساحة ضخمة وفارغة تماماً، مما يمثل تحدياً كبيراً.
منذ عروضها الأولى عام 1957، لم تَعرف مسرحية ويست سايد ستوري إلا صفوفًا طويلة على شبابيك التذاكر، وصدى مدوٍّ امتدّ من الجرائد والإذاعات إلى البيت الأبيض وحتى اليوم بعد ستين سنة، لم تفقد المسرحية الغنائية شيئًا من قوتها، بل استمر تقديمها في المسارح ودور الأوبرا بشكل شبه متواصل منذ إطلاقها، كما تحوّلت عام 1962 إلى فيلم حصد 10 جوائز أوسكار ودخل الذاكرة الشعبية الأميركية إلى الأبد.
يقف خلف موسيقاها ليونارد بيرنشتاين (1918-1990)، الموسيقي الأميركي الشهير إلى جانب كونه أحد أهم قادة الأوركسترا في القرن العشرين، كان بيرنشتاين مؤلفًا وعازف بيانو بارع ولذلك لم يكن غريبًا على بيرنشتاين أن يأخذ فجأة استراحةً من العمل السيمفوني ويتوجّه إلى برودواي، الشارع الضيق في نيويورك الذي أعطى اسمه للـ«ميوزيكال»، أو المسرحية الغنائية الشعبية.
West Side Story تقوم على إعادة رواية قصة روميو وجولييت في نيويورك المعاصرة، ويشير العنوان «قصة الجانب الغربي» إلى الطرف الشمالي الغربي من مانهاتن المرتبط -آنذاك- بالطبقة العاملة والمهاجرة، حيث يعيش المراهقان توني وماريا قصة حب يقف في طريقها عداء عائلتيهما المتربطتين بعصابتي «الجيتس» البيض و«الشاركس» اللاتينيين، اللتين تتنازعان على زعامة الحي.
أقحمت ويست سايد ستوري الشارع للمرة الأولى في عمق المسرح الغنائي، وخدشت بذلك حياء التقليد الخجول لمسرحيات برودوي، التي كانت لا تزال ملتزمة بنموذج محافظ يعكس جمهورها المحدود بالطبقة الوسطى البيضاء، وحبه لاستهلاك قصص غرام خفيفة ومكررة كما في "أوكلاهوما!" (1943) و"كاروسيل" (1945)، وغيرهما من المسرحيات الغنائية التي صاغت هوية برودواي، على الأقل حتى مجيء ويست سايد ستوري بقصة من عمق "أدغال المدينة" حسب وصف أحد النقاد، برقصات شوارعية ولغة ذكورية سوقية عمل ستيفان سوندهايم، كاتب النص، على جمعها ميدانيًا.
أما موسيقى بيرنشتاين، فقد ترجمت كل ذلك بمزيج من الموسيقى الكلاسيكية التقليدية والحديثة والموسيقى اللاتينية والجاز، بانوراما حقيقية لنيويورك في الخمسينيات، تتفجر منذ المقدمة بأصوات إيقاعية حادة ومتعجرفة تتناوب مع ألحان دافئة وغنائية، وهي الثنائية التي تحرك البناء الموسيقي للعمل وتعكس حبكته.