لا تزال اقتصاديات دول العالم تتسبب تتعرض لخسائر ضخمة للغاية بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث تتهاوى البورصات العالمية، في الوقت الذى تشير فيه الوقائع إلى تأثر قارة أفريقيا اقتصاديا من انتشار هذا الوباء، حيث كشفت الدكتورة جيهان عبد السلام، الأستاذة بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، عن الخسائر الاقتصادية المتوقعة لأفريقيا فى ظل وباء كورونا ، موضحة أنه لا يمكن إخفاء علاقات الترابط بين الصين وأفريقيا، وبين القارة السمراء والعالم كله ، موضحة أنه فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية فى الصين ودول العالم ، يتوقع تأثير كبير عل اقتصادات الدول الأفريقية ربما لم يظهر حاليا بشكل ملحوظ ولكن من المتوقع أن يظهر واضحاً فى الأشهر القليلة القادمة.
وأضافت الأستاذة بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع"، أن الصين تمثل مقصد لنحو 15 إلى 16 %من صادرات أفريقيا جنوب الصحراء ، ومصدر ما بين 14 إلى 21 % من واردات المنطقة، حيث بلغ حجم التجارة مع إفريقيا نحو 148 مليار دولار عام 2017 ،وواصل ارتفاعه الى 204.19 مليار دولار أمريكي عام 2018 ، ومن المتوقع أن يتراجع هذا التبادل التجارى بشكل ملحوظ نتيجة تفشى وباء كورونا .
وتابعت الدكتورة جيهان عبد السلام: انخفض الطلب الصينى على صادرات أفريقيا بما فى ذلك المعادن والمنتجات النفطية والمواد الخام الأخرى ، الأمر الذى سوف يؤثر أيضا على المستوردين الأفارقة الذين يعتمدون على الصين كمصدر للبضائع ، كما تعتبر أفريقيا هي ثالث أكبر وجهة للاستثمار الصيني بعد دول آسيا وأوروبا ، ومن المتوقع أيضا تأثر تلك الاستثمارات بشكل كبيرة نتيجة تراجع الأداء الاقتصادى الصينى والعالمى .
واستطردت الأستاذة بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، : تأثر العلاقات الاقتصادية بين أفريقيا وباقى دول العالم ، نتيجة حالة الركود الاقتصادى العالمى بعد تفشى كورونا وتراجع نسبى لاقتصادات دول العالم الأكثر تضررا بالأزمة ، لذا فمن المتوقع أيضا أن تواجه الدول الأفريقية تفاقم أزمة الديون الخارجية مع توجه الدول الدائنة نحو المطالبة بأموالها أو الحد منها مما يمثل عبئا كبيرا على اقتصادات الدول الأفريقية المدينة .
فيما أكد محمد محمود، الباحث بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، أن الاقتصاد العالمى تأثر بشكل كبير بانتشار فيروس كورونا، فهو تحد كبير للاقتصاد العالمى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث لا يمكن الحكم الصحيح لمدى تأثر أى اقتصاد بالأزمة الحالية دون النظر إلى معيارين فى غاية فى الأهمية، موضحا أن المعيار الأول هو مدى انتشار الوباء والمعيار الثانى هو المدى الزمنى، مشيرًا إلى أن العالم واجه خسائر كبيرة فى البورصات العالمية، وبالتالى البورصة المصرية كجزء من البورصات العالمية حققت خسائر ومن الطبيعى جداً فى مثل هذه الظروف تحقيق خسائر حيث أن العامل النفسى هو المؤثر الأول على البورصات، ويمكن القول إنه إذا انتهت الأزمة الحالية فإن الاقتصاد العالمى قادر على تخطيها.
وقال الباحث بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع"، إنه كلما قل انتشار الفيروس فى مدى زمنى قصير، كانت النتائج الاقتصادية إيجابية أكثر، موضحا أن مصر حرصت على تقديم كل الدعم للصين فى محاربة فيروس كورونا، فالصين دولة عملاقة صناعيا وأكبر دولة مصدرة فى العالم وسط تسليط البعض فى الصين الضوء على نظريات المؤامرة التى تلقى بالاتهامات على دول اخرى فى التسبب فى انتشار الفيروس، كما أن الصين عبرت عن تقديرها للجهود المصرية وهو قد ينعكس بعد ذلك بعلاقات اقتصادية مصرية صينية غير مسبوقة فى المستقبل .
وتابع الباحث بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة: وصل الاقتصاد المصرى إلى معدل النمو وصل إلى 5.6% خلال عام 2018/2019 , وهو المعدل الأعلى منذ عشر سنوات تقريباً، مطالبا بأن تقدم مصر مبادرة لتشكيل لجنة طبية لاتخاذ الاجراءات اللازمة و للمساعدة من حد انتشار كورونا(COVID-19) فى جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة