تمر اليوم ذكرى عودة نابليون بونابرت إلى باريس من منفاه فى جزيرة إلبا، بعد نشوب حروب بينه وبين جيوش أوروبا التي كانت متحفزة للوثوب عليه، ووسط القتال خانه عشرة آلاف من السكسونيين فتركوا مواقعهم وانضموا إلى أعدائه، وبذلك انقطع خط السير الذى رسمه نابليون في 18 أكتوبر فضاع النصر على الإمبراطور، ونفى إلى إلبا، ولكن سرعان ما عاد مرة أخرى من منفاه هربًا، بعد قضاء 100 يوم فقط، ولكن هل استطاع إمبراطورتيه؟.
يقول كتاب "كلمات نابليون"، أنه بعد نفى نابليون إلى ألبا أرسلت الدول مندبيها إلى مدينة قينا لحضور مؤتمر ينظر في طريقة إعادة الأمن والنظام إلى نصابهما في أوروبا، فقضوا لذلك أشهر الشتاء لم يفعلوا شيئا، بل المروى عنهم انهم كانوا يقضون الليل في الرقص مع الحسان ومعاقرة بنت الحان ثم إذا جاء الصبح ذهبوا إلى حيث يتكلمون، وظلموا كذلك حتى جاءهم نبأ بأن نابليون قد عاد إلى فرنسا، فصرخوا في المكان صرخة مدهشة كادت توقع جدران ذلك المكان.
عودة نابليون إلى باريس 1815
ويشرح الباحث إبراهيم فوزى تفاصيل عودة نابليون قائلا : ركب نابليون زورقًا قام به من جزيرة ألبا إلى ناحية بجوار بلدة "كان" على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولنده وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال "ناى" أحد قواد نابليون المشهورين، ذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره في قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه "يحيا الإمبراطور" لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
وكان لهذا الدعاء قصة أنه لما التقى نابليون بهؤلاء الجند وعلم أنهم إنما أتوا للقبض عليه وقف أمامهم على ظهر جوادة ثم قال: " يا عساكر أسترليتز وابطال أوربا، هل جئتم لتقبضوا على قائدكم؟!" قالوا جميعًا بصوت المتحمس: "ليحى الإمبراطور" ثم نادى عليهم نداءه المحبوب واجتمعوا وراءه في مشهد عظيم حتى بلغوا باريس في ليلة 20 من مارس، وكان الملك لويس قد غادرها قبل وصوله بساعة.
هنالك بين صهيل الخيل وصلصلة السيوف ومجر العربات تقدم نابليون في عربة حتى وصل إلى قصر التوليرى، فصعد غرفة المطالعة، وهناك اخذ يباشر الأعمال كعادته كأنما كان في فسحة قصيرة ثم عاد إلى العمل، هنالك اخذ يشتغل ليل نهار بعزيمة لم يعرف لها حد، ولكن نابلوين كان يستعد للزمان.
أخذ نابليون يفحص ما جد بعده ويدقق البحث ثم وافق على القرار الذى أصدره لويس ، ثم لم يدخر من وسعة شيئًا ولم يضع من زمنه لحظة من غير عمل لتجهيز جيش جرار، فجمع حوله 120 ألف جندي للحرب.
ويشير كتاب كلمات نابليون، إلى أن نابليون قضى 100 يوم في باريس قبل أن تستطيع أوروبا جمع شملها، واخيرًا حشدت أوروبا مليونا من الجند لمقاتلة جنود نابليون، فرأى نابليون ان ينقض على جيش بروسيا وإنجلترا في أراضى بلجيكا ثم يتوجه بعد ذلك لمقاتلة باقى الجيوش على شواطئ الرين، فسار بجيشه إلى "شارل روا" فالتقى بقائد الجيش البروسى، ومازال به حتى أجلاه عن مواقع القتال وانصرف إلى الجيش الإنجليزى فأصلاه نارًا حامية حتى لم يبق من جيش ولنجتون إلا معدود اضطر أن يصفه أفرادًا متباعدًا جدًا، وعند ساعة النصر لنابليون، بل عندما ابتدأت الهزيمة تقع في النهاية على رؤوس الإنجليز، التفت نابليون فإذا جيش بلوتشر البروسى قد عاد من الوراء يعزز أفراد الجيش الإنجليزى، فعلم نابليون غّا جيش بلوتشر البروسى قد عاد من الوراء يعزز أفراد الجيش الإنجليزى، فعلم نابليون أن هزيمته محققه، وانه لا شك مقهور، فترك الميدان القتال وركب مركبًا إنجليزية، وعاد إلى باريس، وهناك امضى وثيقة النزول عن الملك لابنه "ملك روما" وقى 22 من يونيو، ولكن جيش المتحدين أبى أن يقرها فألغاها، وأعاد لويس الثامن عشر إلى الملك في 17 يوليو.
التسليم
وأسرع نابليون بالرحيل إلى "روثفورت" يقصد السفر إلى أمريكا، ولكنه لم يستطع ذلك لأن المراكب الإنجليزية كانت تراقب الشواطئ، وركب نابليون بعد ذلك سفينة إنجليزية تسمى "بللروفون" اوصلته على بلدة تورباى من بلاد إنجلترا، وهناك ابلغه قبطانها أن الحكومة الإنجليزية قضت له بالنفى إلى جزيرة سنت هيلانة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة