ليس من سمع كمن رأى وجرب فالحذر كل الحذر من الاقتراب والمجازفة لدى التعامل مع الثعابين لأنك ببساطة سوف تفقد حياتك فى أقل من 30 ثانية، وإذا قدر لك النجاة فسوف تفقد حتما جزء من جسدك سيتم بتره رغما عنك فهى ليست أية أفعى إنها القرناء أو الطريشة وأم جنيب كما يطلقون عليها سكان الصحارى والتى لا تعرف سوى القتل فهى الافعى الوحيدة التى توازى عضتها قوة وألم وتأثير 5 الاف عضة كلب .
عم سعيد حمزة أصبح الأشهر فى الوادى الجديد عندما يأتى ذكر الأفاعى المقرنة والطريشة وهى الرعب الحقيقي للمزارعين وعابرى الصحارى لكونها قادرة على قتل رجل يافع بلدغة واحدة فى غضون ثوانى حيث أن سمها مجهول التكوين ويحتوى على مواد حارقة للأنسجة ومدمر فى لحظات حيث عايشت عدسة اليوم السابع ملامح من حياة صائد الافاعى بمدينة الخارجة والذى يعمل نهارا كفنى فحص مركبات بإدارة مرور الوادى الجديد وبعد انتهاء العمل يتوجه إلى قطعة أرض يمتلكها بمنطقة البرمودى جنوب الخارجة ويمارس فيها هوايته المفضلة وهى صيد الأفاعى حيث يجوب الصحارى فى المناطق المحيطة بحثا عن الأفعى المقرنة مستخدما ادوات بدائية فى اقتناص وصيد الأفعى ويحتفظ بها فى عبوات بلاستيكية .
ويقول عم سعيد أنه فى الآونة الاخيرة قلل من نشاطه صيده لتلك الأفعى لكونه منشغلا بعدة أمور حياتية ولكنه فى حال إبلاغه بوجود تلك الأفعى فى أي منطقة زراعية يتوجه على الفور إلى هذا الموقع ويصطادها ويقم بالتخلص من سمها لانه شديد الفتك ويتعامل معها بمنتهى الحذر لكونها تمتلك أنيابا متحركة ولديها جسم شديد المرونة يساعدها على القفز لامتار فى وجه الانسان أو الهجوم على الفريسة ولدغها فى أجزاء من الثانية وهى مهارات تميزها عن باقى أنواع الأفاعى .
ويضيف عم سعيد أن حجم الأفعى القرناء صغير لا يتجاوز طولها 90 سم ولكنها تمتلك رأسا ضخما لكون الغدد السمية موجودة فوق العينين ولا تستطيع الاحتفاظ بالسم لمدة طويلة فتتخلص منه باية طريقة ويزيد من خطورتها هو قدرتها على محاكاة البيئة الصحراوية التى تعيش فيها فلا يمكن تمييز لونها بسهولة ولكن حركتها هى التى تسهل على المحترفين معرفة مكانها حيث يقوم بصيدها باستخدام ادوات صنعها وهى عبارة عن ماسك يقبض على الراس بإحكام وعصا للسيطرة عليها شأن باقى الافاعى والثعابين .
ويؤكد سعيد، أنه يقوم بالتخلص من جلودها وسمها ويستخلص الدهون الموجود بكميات قليلة فى كل افعى ويقوم بتجميعها وخلطها بالزيوت لاستخدامها فى علاج التهاب المفاصل والامراض الجلدية وسقوط الشعر وغيرها من الامراض ويقدم تلك الوصفات للمرضى مجانا وهى الوصفات التى جربها بنفسه وأثبتت فاعليتها حيث أنه يستخلص بع جرامات من كل أفعى ويحتاج لعدد كبير من الأفاعى لإنتاج عبوة صغيرة من دهن الأفعى بما لايقل عن 15 إلى 20 أفعى كبيرة .
ويحذر عم سعيد الهواة ومحبى المغامرة من العبث مع تلك الافعى تحديدا وذلك لأنها شديدة الخطورة على حياة الانسان حيث أنه فور تعرضه للدغتها يتغير لون الجزء الملدوغ بسم الطريشة إلي اللون الأسود في بداية الأمر ثم يحدث تورم شديد ويموت إذا لم يتم إنقاذه في خلال دقائق من اللدغة ولك لأن سم الطريشة يقتل الأنسجة الملامسة لمكان العضة وينتشر خلال ساعتين في الجسم كله من مكان العضة مما يستوجب بتر الحزء المصاب فى أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة الشخص الملدوغ .
ويؤكد أنه يقوم بتدريب كل من يرغب فى تعلم صيد الافاعى بهدف التعامل مع المواقف الطارئة فى حال العثور عليها داخل المزارع أو بالقرب من المنازل ولا يبخل باية معلومة لكل من يطلب ذلك ولكنه يحذر بشدة من التهور فى بداية تعلم الصيد فليس صعبا الامساك بتلك الافعى وقتلها ولكن الصعب هو التعامل معها دون معرفة امكانيات تلك الافعى الغير عادية فى الهجوم واللدغ حيث أن الشخص لا يشعر باللدغة لحظة حدوثها فى الاصبع أو الاطراف ولكن أثرها خلال دقائق معدودة يكون مدمر وقاتل ويلجأ المزارعين عادة لكى الجزء المصاب لوقف سريان السم واستخدام الاسعافات الاولية والمطهرات وربط الذراع لوقف سريان السم واخذ الأمصال الخاصة بالأفاعى .