بسبب كورونا..

أول عيد أم دون تقبيل يد الوالدة.. الإفتاء تهنئ والأوقاف تحذر من التلامس

السبت، 21 مارس 2020 03:35 ص
أول عيد أم دون تقبيل يد الوالدة.. الإفتاء تهنئ والأوقاف تحذر من التلامس دار الإفتاء المصرية
كتب - إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأوقاف تحظر "تقبيل يد" الوالدين للوقاية من فيروس كورونا
 

دار الافتاء تهنئ أمهات مصر وتؤكد الاحتفال بعيد الأم جائز شرعا

 
 
تمر اليوم ذكرى الاحتفال السنوى بعيد الأم الذى تسميه المؤسسات الإسلامية "يوم الأم"، حيث أصدرت عدة فتاوى بجواز الاحتفال به تكريمًا للأم، بينما علقت وزارة الأوقاف المصرية تقبيل يد الوالدين حتى يتلاشى موضوع كورونا، وتتوقف العدوى التى تنتقل بالملامسة.

وأصدرت وزارة الأوقاف، تنبيهات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، قائلة: إن أجاز العلماء تقبيل يد الوالد إكراما له والعالم لعلمه، مؤكدة أن ذلك أيضا مقيد بأمن الفتنة، وبغير وقت النوازل التى يمكن أن ينتقل فيها الداء بالملامسة فضلاً عن التقبيل، لغلق هذا الباب سدًا للذرائع، لأن ذلك مقيد بما لم يكن هناك داء يمكن أن ينتقل من خلالها.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الإسلام أمر بتكريم الوالدين وبرهما والإحسانِ إليهما.. وقرن المولى سبحانه وتعالى شكره بشكر الإنسان لوالديه..  فقال جل وعلا: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.

وأضافت الدار فى فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بمناسبة عيد الأم، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيَّن أن الأمَّ هي أولى الناس بحسن الصُحبة .. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوك".

وأوضح الفيديو، أن الإسلام أمرنا بالأدب مع الأم، وإحسان معاملتها، ولم يعارض التشريع الإسلامى تخصيص يوم نعبر فيه للأم عن مشاعرنا نحوها، إقرارا بحقها، واعترافا بجميلها. فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ".

واختتم الفيديو قائلا: "إن الأم هى موضع الحنان والرحمة..  يستمر بها معنى الحياة .. وتتكون الأسرة الصالحة.

ويحتفل المصريون اليوم السبت، بعيد الأم الذى يوافق 21 مارس من كل عام، حيث يتجدد الجدل حول حكم الاحتفال بعيد الأم، وهو ما ترد عليه دار الإفتاء المصرية بالتأكيد على أنه جائز شرعًا.

وكانت دار الإفتاء المصرية، أكدت فى فتوى سابقة نشرتها عبر موقعها الإلكترونى، أن الاحتفال بيوم الأم أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.

جاءت فتوى دار الإفتاء المصرية ردًّا على سؤال لأحد المواطنين بمناسبة الاحتفال بـ"يوم الأم" قال فيه: ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ هل هو بدعة؟ وأكدت الفتوى: أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هى ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.

وأضافت الأمانة العامة للفتوى فى فتواها: وقد أقر النبى صلى الله عليه وآله وسلم العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التى كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما فى حديث "الصحيحين" عن عائشة رضى الله عنها قالت: "دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ"، وجاء فى السنة: "أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ- السيدة آمنة- فِى أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِى أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ" رواه الحاكم وصححه، وأصله فى "مسلم".

وأكدت الفتوى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمةً على الأب فى ذلك؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.

وأوضحت الفتوى إن معنى الأمومة عند المسلمين هو معنى رفيع له دلالته الواضحة فى تراثهم اللغوي؛ فالأم فى اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذى يلى طعامهم وخدمتهم، وهذا المعنى الأخير مَرْوِى عن الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو من أهل اللغة، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمى ذلك الشيء "أُمًّا".

وأضافت: ولذلك سميت مكة "أم القرى"؛ لأنها توسطت الأرض، ولأنها قِبلة يؤمها الناس، ولأنها أعظم القرى شأنًا، ولما كانت اللغة هى وعاء الفكر فإن مردود هذه الكلمة عند المسلم ارتبط بذلك الإنسان الكريم الذى جعل الله فيه أصلَ تكوين المخلوق البشري، ثم وطَّنه مسكنًا له، ثم ألهمه سياسته وتربيته، وحبب إليه خدمته والقيام على شئونه، فالأم فى ذلك كله هى موضع الحنان والرحمة الذى يأوى إليه أبناؤها.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه كما كان هذا المعنى واضحًا فى أصل الوضع اللغوى والاشتقاق من جذر الكلمة فى اللغة، فإن موروثنا الثقافى يزيده نصاعةً ووضوحًا وذلك فى الاستعمال التركيبى "لصلة الرحم" حيث جُعِلَت هذه الصفة العضوية فى الأم رمزًا للتواصل العائلى الذى كانت لَبِنَاتُه أساسًا للاجتماع البشري؛ إذ ليس أحدٌ أحق وأولى بهذه النسبة من الأم التى يستمر بها معنى الحياة وتتكون بها الأسرة وتتجلى فيها معانى الرحمة.

وذكرت الفتوى أن هذا المعنى الرفيع للأمومة يتجلى عندنا مدلولًا لغويًّا وموروثًا ثقافيًّا ومكانةً دينية يمكننا أن ندرك مدى الهوة الواسعة والمفارقة البعيدة بيننا وبين الآخر الذى ذابت لديه قيمة الأسرة وتفككت فى واقعه أوصالُها، فأصبح يلهث وراء هذه المناسبات ويتعطش إلى إقامتها ليستجدى بها شيئًا من هذه المعانى المفقودة لديه، وصارت مثل هذه الأيام أقرب عندهم إلى ما يمكن أن نسميه "بالتسول العاطفي" من الأبناء الذين يُنَبَّهون فيها إلى ضرورة تذكر أمهاتهم بشىء من الهدايا الرمزية أثناء لهاثهم فى تيار الحياة الذى ينظر أمامه ولا ينظر خلفه.

وأوضحت الفتوى أنه مع هذا الاختلاف والتباين بيننا وبين ثقافة الآخر التى أفرز واقعها مثل هذه المناسبات إلا أن ذلك لا يشكل مانعًا شرعيًّا من الاحتفال بها، بل نرى فى المشاركة فيها نشرًا لقيمة البر بالوالدين فى عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها.  






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة