قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن أزمة انتشار فيروس كورونا غير مسبوقة على مستوى العالم أجمع ، وأنه لم يشهد تاريخ الإنسانية المعاصر أزمة بهذا الحجم، حيث انتشر الوباء في أكثر من 177 دولة وتأثيراته ستكون كبيرة جدا ، مؤكداً أن شكل العالم سيكون مختلف كثيرًا بعد الأزمة عن ما كان قبلها.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسى بقصر الاتحادية اليوم، الأحد، مع عدد من السيدات المصريات من مختلف المجالات بمناسبة الإحتفال بعيد المرأة المصرية، بحضور الدكتور على عبد العال ، رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية والمالية والصحة والسكان والإعلام والتضامن الاجتماعي ورئيسة المجلس القومي للمرأة.
ووجه الرئيس السيسى ، التحية لكل سيدة مصرية أم كانت أو بنت أو أخت بكل الاحترام والتقدير والاعتزاز ، مشيرا إلى أن حديثه عن المرأة المصرية تقديرًا للدور والمكانة التي تستحقها المرأة المصرية، كما توجه الرئيس بالتحية والتهنئة بذكرى الإسراء والمعراج.
وحول وضع أزمة فيروس كورونا في مصر ، أكد الرئيس ، أنه بمجرد ظهور الأزمة في الصين قامت مصر بتشكيل مجموعة لإدارة الأزمة والإعداد الجيد لمجابهتها ، مشيرا إلى أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات ، معربا عن تقديره لدور الإعلام المصرى الرائع والعظيم لتسجيل الموقف سواء داخل مصر أو في العالم أجمع ، حيث يقوم بهذا الدور بشكل جيد جدا.
وأوضح الرئيس أن التأثير الاقتصادي لانتشار وباء كورونا سيكون عميقا حتى مع الدول التي استطاعت أن تحتوي المرض لديها، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية عالمية لأنها ليست مقتصرة على الآثار البشرية ولكن الظروف الاقتصادية أيضا.
وقال الرئيس إن الدولة المصرية انتبهت للأزمة ورتبت نفسها ترتيبا جيدا طبقا للمعايير العالمية ، موضحا أن الدولة استعدت للأزمة من خلال العلم والمعايير الدولية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أن مصر تجهز نفسها لمجابهة خطر جسيم جدا.
وطالب الرئيس السيسى ب، تضافر كافة جهود الدولة بمؤسساتها وأجهزتها ومؤسسات المجتمع المدني وكافة المصريين بكافة شرائحهم للتعامل مع الأزمة بشكل حاسم ومسئول وإلا ستخسر الدولة كثيرا.
وأشار الرئيس، إلى الإجراءات التي قامت بها الدولة خلال الفترة الماضية لمواجهة الأزمة والأحداث ، مطالبا الإعلام بتقديم المزيد من التوعية والاشتباك ونشر الأخبار والإرشادات الطبية بشأن الأزمة لتشكيل وعي حقيقي لدى المصريين في مواجهة الفيروس.
وقال الرئيس السيسى، إن التعبئة كبيرة والوعي جيد ويجب أن يتحول هذا الوعي والتعبئة إلى إجراءات مجتمعية، مؤكداً أن الدولة لم تخف شيئا عن المصريين ، وأنه خلال السنوات الستة الماضية كان هناك من يشكك فيما تقوم به الدولة المصرية وترويج حديث كاذب به افتراء كبيرا، وأن هذه الحالة عاشتها مصر على مدار 80 عاما وتسببت في تشكيل حالة لدى المصريين من عدم الثقة بأنفسهم.
وقال الرئيس السيسى ، إن ما يواجه الدولة اليوم يدعو للتوقف أمام هذه الحالة من التشكيك، مؤكدا أن الدولة لا تخفي شيء عن المصريين ، موضحا أن الأزمة تواجه العالم كله وليس مصر فقط وآثاره هائلة على العالم أجمع.
وأكد الرئيس السيسى ، أن لطف الله حتى الآن بمصر والإجراءات العلمية والاحترازية الحقيقية التي قامت بها الدولة كانت سببا في أن يحول دون انتشار المرض بشكل مؤذي، مشيرا إلى أنه عندما يتم إعلان أرقام وبيانات من جانب الدولة ويتم التشكيك فيها ينسى المصريون أن هذه الحالة من التشكيك جزء من استراتجية المشككين على مدار 80 عاما مضت ، ودائما ما يتبعون أسلوب التشكيك السلبي حتى يشعر المصريون بعدم الأمان وعدم الراحة.
وشدد الرئيس ، على أن الدولة تعاملت مع الأزمة منذ البداية بمنتهى الشفافية ، مشيرا إلى أن بيانات وزارة الصحة تعكس الواقع المتواجدين به ، موجها حديثه للمشكيين :"انتم مستكترين إن ربنا حتى الآن يحافظ علينا بالعلم وبالأخذ بالأسباب وأقول هذا الكلام ليس لطمأنتكم فقط ولكن للأخذ بمزيد من الأسباب".
وفيما يتعلق بالإجراءات، قال الرئيس إن الدولة قامت بإجراءات غير مسبوقة، وإن مجموعة المصريين التي قامت الدولة بنقلها من مدينة ووهان الصينية تم نقلها لمنطقة معدة خصيصا لهم في مطروح وتم وضعهم في عزل كامل لمدة 14 يوما حتى تم الاطمئنان وفقا للمعايير، ثم بدأنا التعامل مع الواقع الموجود.
واستشهد الرئيس ، بالمعايير والإجراءات التي تم اتخاذها مع أزمة كورونا في باخرة نيلية بالأقصر ، مشيرا إلى أن الإجراءات الطبية التي تم اتخاذها وفقا للمعايير العالمية ، موضحاً أن الدولة المصرية أخذت بالأسباب وبذلت كافة الجهد ومازالت ، مطالبا المصريين بالمزيد من المسئولية والالتزام والجدية والانضباط خلال الأسبوعين القادمين لعدم زيادة الأرقام المعلنة من المصابين، مشيرا إلى أن الفيروس سريع الانتشار وعندما نتحدث بمتوالية هندسية نتحدث عن أعداد إصابة قد تتحول لآلاف في أيام قليلة.
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن شخص مصاب واحد قد يصيب الكثيرين ، موضحا أن الإرشادات والإجراءات التي قدمتها الحكومة لابد أن يساعد المصريون في تنفيذها، مشيرا إلى أن الإجراءات التي قامت بها الدولة على مدار الأيام الماضية لتقلل الاختلاط.
كما أكد الرئيس أن الدولة ليس لديها أي مشاكل تواجه توافر السلع أو حجم الاحتياطي المتوفر من السلع لدى الدولة المصرية، مطالبا المصريين بعدم التكالب لتخزين سلع غذائية في ظل توافرها.
وتقدم الرئيس بكل التحية والتقدير والتقدير للقطاع الطبي في مصر ، مشيرا إلى أنهم يخوضون معركة مثل الحرب لهم فيها كل التقدير والاحترام ، موجها الشكر لكل من يعمل في هذا القطاع ويتصدى ويتعرض للأذى والضرر نتيجة هذه المعركة.
كما تقدم بالشكر للحكومة على إدارة أزمة السيول، قائلا: "تقدمت بالشكر للحكومة عقب السيول العنيفة والطقس السيء لإدارتها لهذا الأمر بشكل غير مسبوق فلم تتعرض مصر لطقس بهذا الشكل أو أمطار وسيول بهذا الشكل من قبل ولكن الإدارة المتوازنة العلمية كانت سببا في تقليل الأضرار لأقل ما يمكن..كما جابهت الدولة الآثار السلبية لهذه الأزمة وتعويض المواطنين الذين أضيروا بسببها ثاني يوم ولم ننتظر 10 أو 15 يوما".
وأوضح الرئيس، أن الدولة أعادت صياغة حجم الضرر الناجم عن أزمة الطقس السيئ، مشيرا إلى الدولة قامت ببناء مساكن بشكل حضاري للمواطنين الذين أضيروا من هذه الأزمة. وأكد أن الدولة المصرية في ظل الإمكانيات المتواجدة لديها لن تألى جهد أبدا في أن تقوم بما يجب عليها أن تقوم به.
كما تقدم الرئيس بالشكر للقوات المسلحة والشرطة المدنية وكل قطاعات الدولة التي تعمل على مدار الساعة والإعلام الذي يقوم بدور عظيم في توضيح الصورة الحقيقية ودحض الشائعات التي تنتشر ضد الصورة الحقيقية للمواطن المصري وجعلته على اتصال ومعرفة حقيقية بالتطورات التي تتم في مواجهة الأزمة.
وقال الرئيس، إن الأزمة لم تنته بعد ونتحرك بشكل أكبر بمشاركة كافة الأجهزة سواءكان القطاع الطبي أو القوات المسلحة والشرطة في عمليات التطهير للتغلب على الفيروس.
وطالب الرئيس المصريين بعبور "أخطر أزمة"، وقال إنه منذ عام 2013 تبذل الدولة جهدا للتقدم بمصر وبذلت جهوداً صخمة وتضحيات كبيرة والمصريون وقفوا وتكاتفوا وتحملوا، مشيرا إلى أنه منذ نصف عام 2019 وحتى اليوم حجم التداعي للاقتصاد العالمي ضخم جدا وحجم الضغوط على الاقتصاد المصري ضخم للغاية.
وتابع الرئيس قائلا : "لولا خطة الإصلاح الاقتصادي لم يكن لنتحمل تداعيات الأوضاع الحالية، والصمود الذي نحن فيه اليوم أساسه المصريين بصمودهم أمام الضغوط الكبيرة جدا التي تعرضوا لها بسبب خطة الإصلاح الاقتصادي وكل المؤشرات قالت إننا حققنا نجاحا كبيرا وقطاعات كثيرة في الدولة تعافت والاحتياطي النقدي وصل لمستوى جيد والمؤشرات الاقتصادية ونسبة العجز كانت جيدة .. كل هذا تحقق بفضل الله وبفضل المصريين وصمودهم في مواجهة الظروف وحاليا أقل تداعي نتمناه هو الخروج من هذه الأزمة بأقل ضرر وهو ليس ضرر اقتصادي فشعبنا غالي علينا وأي انسان في العالم يهمنا يبقى في أمان وسلام وأهلنا المصريين..لدينا التزام أخلاقي وديني بأن لا يتضرر الشعب المصري وساعدونا بمساعدة الدولة بصمودكم وإصراركم".
وطالب الرئيس ، المرأة المصرية بتقديم الدعم ، مشيرا إلى أن الأمر جلل، مشددا على أهمية مرور 14 يوما القادمة بأقل حجم من الضرر لأن العبور من هذه المدة يعني عبور مرحلة صعبة ، مشيرا إلى أن هناك دول يصل فيها حجم الخسائر البشرية ل500 أو 700 مواطن بسبب المرض ، مضيفا أن العالم كله يحشد مئات المليارات من الدولارات لمجابهة الفيروس، وأكد الرئيس أن مصر رصدت 100 مليار لمواجهته، مشيرا إلى أن مصر ليس دولة بقليلة وستجابه التحدي والأثار المترتبة عليه.