100 رواية عربية.. "المرأة والوردة" ما يقوله المغربى محمد زفزاف عن الوطن والغربة

الأحد، 22 مارس 2020 06:00 ص
100 رواية عربية.. "المرأة والوردة" ما يقوله المغربى محمد زفزاف عن الوطن والغربة غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت رواية "المرأة والوردة" للكاتب المغربى "محمد زفزاف" فى سنة 1972 وقد أحدثت صدى واسعا، تم اختيارها ضمن أفضل 100 رواية عربية صدرت حتى نهاية القرن العشرين.
 
وعن الرواية كتب "عبد المجيد الحسيب" يقول "شكل ظهور رواية "المرأة والوردة" فى بداية السبعينات من القرن الماضى علامة فارقة فى مسار السرد المغربى، سواء من حيث موضوعاتها الجريئة، أو من حيث لغتها أو أسلوبها أو طريقة بنائها بشكل عام.
المرأة والوردة
 
 فقد اختار الكاتب، من خلال هذه الرواية رصد علاقة الذات بالآخر من خلال بطل شاب عاش كل أشكال الحرمان والقهر فى وطنه فقرر الهجرة إلى الضفة الأخرى بحثا عما افتقده من حرية وكرامة وحب، فالوطن كما قال له صديقه الذى شجعه على السفر إلى أوربا "تحكمه، أقلية بيضاء من المغامرين والقوادين وبائعى نسائهم"، وبوصول البطل إلى الضفة الأخرى سيشعر أنه تخلص من ماض كئيب وعليه أن يبدأ حياة جديدة وحقيقية جديرة به كإنسان، وبمصطاف طورى بمدينة طوريمولينوس بجنوب إسبانيا سيتعرف على فتاة دانماركية تدعى سوز، عشقها وعشقته وعاش معها لحظات عوضته عن تاريخ الحرمان والكبت الذى عاشه ببلده، فقد اتخذ الغرب عند زفزاف صورة للإشباع الجنسى وتحقيق كل ما حرم منه فى وطنه، وهذه الصورة لا نجدها عند زفزاف وحده، بل تتقاسمه معه أغلب النصوص التى جعلت من الغرب موضوعا لها كـ"موسم الهجرة إلى الشمال" و"الحى اللاتيني" و"قنديل أم هاشم" وغيرها، ولم يشكل الغرب فى الإبداع العربى الحديث موضوعا للاستيهامات الجنسية وتفجير المكبوت فحسب، بل ساهم أيضا، فى تجديد الوعى بمسألة الهوية، كما لعب دورا مهما فى تجديد شكل الكتابة وترفيده بعناصر جديدة ومغايرة .
محمد زفزاف
 
فالمرأة فى هذه الرواية لم تبق مجرد موضوع للجنس والتحرر من التقاليد فحسب، بل أضحت ملاذا ووسيلة لتحقيق الذات والإحساس بقيمة الحرية، فقد ظل الراوى يؤكد على طول الرواية بأنه مع سوز كان يحس بالأمان والدفء والتناغم مع العالم. وفى مقابل هذه الصورة المثالية عن الغرب نجد صورة أخرى مناقضة عن الوطن، ففى الوطن يتذكر الراوى رجال الأمن الذين أخذوا منه صديقته بالشاطئ واغتصبوها بشكل عنيف.
 
ومحمد زفزاف قاص وروائى مغربى (1943- 2001) يعد من أشهر القاصين المغاربة على الصعيد العربى، امتهن التدريس بالتعليم الثانوى بالدار البيضاء، وقد كرم زفزاف بعمل جائزة أدبية باسمه تمنح كل ثلاث سنوات خلال مهرجان أصيلة الثقافى الدولى بالمغرب (فاز بها السودانى الطيب صالح، 2002 م، والليبى إبراهيم الكونى 2005 م). ومن أعماله حوار فى ليل متأخر: قصص، وزارة الثقافة، دمشق 1970، المرأة والوردة: رواية، الدار المتحدة للنشر، بيروت، 1972، أرصفة وجدران: رواية، منشورات وزارة الإعلام العراقية، بغداد، 1974، بيوت واطئة: قصص، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1977، قبور فى الماء: رواية: الدار العربية للكتاب، تونس، 1978، الأقوى: قصص، اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1978، الأفعى والبحر: رواية، المطابع السريعة، الدار البيضاء، 1979، الشجرة المقدسة: قصص، دار الآداب، بيروت، 1980، غجر فى الغابة: قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1982، بيضة الديك: رواية، منشورات الجامعة، الدار البيضاء، 1984، محاولة عيش: رواية، الدار العربية للكتاب، تونس، 1985، ملك الجن: قصص، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1988.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة