يصف القرآن الكريم بني إسرائيل بأنهم قتلة الأنبياء، ولعل ما حدث مع سيدنا يحيى عليه السلام، عندما ذبحه هيرودوس من أجل رغبة محرمة وتنفيذًا لطلب امرأة داعرة أكبر دليل على ما حدث لأنبياء العهد القديم.. لكن ما الذي حدث لسيدنا زكريا والد يحيى؟
اختلفت الرواية عن وهب بن منبه هل مات زكريا عليه السلام موتًا، أو قتل قتلا، فقد روى عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه أنه قال: أن زكريا هرب من قومه فدخل شجرة، فجاءوا فوضعوا المنشار عليهما، فلما وصل المنشار إلى أضلاعه أن، فأوحى الله إليه لئن لم يسكن أنينك لأقلبن الأرض ومن عليها، فسكن أنينه حتى قطع باثنتين.
وقد نص ابن كثير في البداية والنهاية أنهما ممن قتل قبل تسليط بختنصر على بني إسرائيل، وقد ذكر أيضاً حديثاً في قتلهما، ولكنه ضعفه ونسبه إلى النكارة، وقد وردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتلهما ذكرها الطبري وابن كثير، والظاهر أنها مأخوذة من أهل الكتاب، ومن أصحها ما روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست.
ومن أصحها كذلك ما رواه عبد الله بن الزبير قال: قتل يحيى بن زكريا في زانية كانت جارية. رواه الحاكم موقوفاً، وصححه، ووافقه الذهبي. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية تفصيل هذا الخبر، فذكر أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه، أو من لا يحل له تزويجها، فنهاه يحيى عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها، استوهبت منه دم يحيى، فوهبه لها فبعثت إليه من قتله.