تتجه السلطات التونسية إلى عزل جزيرة جربة السياحية جنوب شرقى البلاد عن باقى المدن وإغلاق الطرق المؤدية إليها، وذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة أنها أول بؤرة تفشى لفيروس كورونا المستجد فى البلاد إثر اكتشاف حالات إصابة مؤكدة بالجزيرة بينها حالة "غير مفسرة" لشخص لم يعد من الخارج ولم يكن على اتصال بالأشخاص المصابين.
وأكدت وزارة الصحة التونسية /اليوم الأحد/ أن جزيرة جربة هى بؤرة لتفشى فيروس كورونا فى البلاد، موضحة أنها تتقصى عزل المصابين من أجل الحد من انتشار العدوى، معلنة ارتفاع عدد المصابين بالفيروس فى تونس إلى 75 حالة مع تسجيل 3 حالات وفاة.
وكشف وزير الصحة التونسى عبد اللطيف المكى فى تصريح إذاعى اليوم، أن البؤرة التى تم تسجيلها فى منطقة صغيرة من جزيرة جربة من ولاية مدنين تحتوى على 5 أو 6 حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه تم فى هذه البؤرة تسجيل حالة مؤكدة بالفيروس لكنها "غير مفسرة" حيث أن الشخص المصاب لم يعد من الخارج ولم يكن على اتصال بالأشخاص المصابين.
ومن جانبه أكد رئيس بلدية فى جربة محسن بالعايب، فى تصريح إذاعى أن الإصابات موزعة فى 3 أماكن متباعدة فى الجزيرة، مطالبا بإغلاق الجزيرة بالكامل.
كما أعلن مدير الصحة الأساسية بالإدارة الجهوية للصحة بمدنين زيد العنز، عن اتخاذ حزمة من الإجراءات، فى إطار التوقى من انتشار فيروس كورونا المستجد، بعد أن كشفت وزارة الصحة عن التفطن لبؤرة لتفشى الفيروس.
وأوضح فى تصريح إذاعى أن أهم هذه الإجراءات الغلق التام لأربع مناطق ووضعها تحت الحجر الصحى الشامل، وهى حارة جرجيس والحارة الكبيرة والحارة الصغيرة بجربة وسوق مدنين، مشيرا إلى أن هذا الإجراء جاء على إثر تواصل مصاب بالفيروس بالعديد من الأشخاص، وهو ما يستدعى عزل المناطق المذكورة بالكامل، للتأكد من سلامة بقية المواطنين من العدوى.
ومن جانبها أكدت النقابة العامة للمصالح المختصة للأمن الوطنى عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أن "الحالة غير المفسرة هى حالة مصاب بالفيروس لم يكن مسافرا ولم يختلط بأى شخص كان على سفر ما يعنى أنه تعرض للعدوى الأفقية أى من مريض غير معلن يقع الآن التقصى عنه فى جربة".
وحذرت النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلى بجربة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" من خطورة عدم التزام أغلب القادمين من خارج تونس عبر مطار جربة جرجيس بالحجر الصحى الذاتي، موضحة "أن قوائم المعنيين بالحجر الصحى ليست من مشمولات السلطات الأمنية بل ترد عليها من السلطات الجهوية، لكن ذلك لا يحصل إلا بعد وصول الشخص بمدة قد تصل إلى يومين مما يسمح للبعض بالاختلاط بالعموم وهو ما شكل وسيشكل خطرا على البقية".
وفى السياق ذاته نقلت تقارير صحفية تونسية عن مصدر مقرب من عائلة المتضرر أنه "عاد من فرنسا وهو فى العقد السابع من عمره منذ يوم 5 مارس الجارى ولم يلتزم بقواعد الحجر الذاتى حيث كان يتجول بكل حرية فى المنطقة ويرتاد المقاهى والمسجد كما أكد نفس المصدر ظهور أعراض المرض على عدد كبير من أبناء المنطقة بداية بإبنيه الذين يعانيان حاليا من زكام حاد فى انتظار التحاليل المخبرية.
وفى رواية أخرى ذكرت القناة "التاسعة" التونسية أن مواطنة إيطالية تعمل بقنصلية إيطاليا بتونس (لم تكن تعلم فى وقتها بحملها للفيروس وتم اكتشاف ذلك بعد عودتها لمنزلها بيومين) تقطن فى باردو بالعاصمة انتقلت بين يومى 3 و5 مارس إلى جربة وتحديدا للـ"حارة" وأقامت حفلا هناك حضره عدّة أشخاص وقامت بنقل العدوى لمسنة تونسية تبلغ من العمر 60 عاما.
وأضافت القناة عبر موقعها الإلكترونى أنه بعد ذلك بأيام أى بين 6 و8 مارس، ساءت الحالة الصحية للمسنة، فتوجهت لإحدى العيادات بالمنطقة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، فشخص الطبيب المرض على أنه مشكلة فى القلب، ليقرر نجلها إرسالها إلى بلد أجنبى للتداوى هناك، فسافرت نحو العاصمة تونس فى رحلة جوية داخلية قبل التوجه لخارج البلاد لتلقى العلاج اللازم.
وأشار تقرير القناة أن المصابة قبل سفرها تسببت فى نقل العدوى لإبنها وهو بائع مصوغات فى "الحارة"، فاتصل بين أيام 14 و16 مارس بالمصالح الطبية بالجزيرة وثبت حمله للفيروس، وصنفت وزارة الصحة إصابته بين الحالات الوافدة من تركيا، بما أنه سافر مع والدته لاسطنبول قبل عودته لتونس، لذلك لم تنتبه لانتشار الوباء بالجهة.
ولفت التقرير أن المصاب قبل أن يكتشف إصابته، تسببب بدوره فى نقل العدوى لعدة أشخاص بينهم بائعى أحذية بمنطقة توريت وبائعى مصوغات بمنطقة والغ، كما زار منطقة بيع المصوغات بجرجيس خلال الفترة ذاتها وهو ما نشر الفيروس فى المناطق الثلاث، الحارة وتوريت فى حومة السوق ووالغ، وأدى إلى إعلان الجزيرة منطقة موبوءة.