تلاحق الشرطة المغربية عدد من الشخصيات السلفية والنشطاء المغاربة الذين دعوا إلى عصيان وتجمهر فى البلاد، والخروج فى مسيرات جابت شوارع عدد من المدن رافعة شعار "الله أكبر" و"لا إله إلا الله"، زاعمين أن تلك المسيرات الدينية يمكن أن تحمى الشعب المغربى من فيروس كورونا.
وأعلنت السلطات القضائية فى مدينة فاس المغربية إلقاء القبض على أربعة أشخاص يشتبه فى تورطهم بالتحريض على التجمهر والعصيان خلال اليومين الماضيين، وتباشر النيابة العامة المغربية إجراءات تشخيص هويات جميع الأشخاص الذين قاموا بالتحريض على التجمهر بمدينة فاس وتعمدوا العصيان وعدم الامتثال للتدابير الاحترازية للوقاية من وباء كورونا المستجد.
فيما ألقت الشرطة القضائية في مدينة تطوان المغربية، مساء أمس الأحد، القبض على شخصين يبلغان من العمر 22 و 21 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في عرقلة تنفيذ تدابير وقائية صحية أمرت بها السلطات العمومية والتحريض على التجمهر والعصيان.
يذكر أن عشرات المغاربة من أهالى مدن طنجة وفاس وسلا وتطوان، قد خرجوا بمسيرات جابت عددا من أحياء المدن وشوارعها مرددين هتافات "الله أكبر" و"لا إله إلا الله".
فيما تعقد لجنة الشؤون الداخلية بمجلس النواب المغربي، اليوم الاثنين، اجتماعا لدراسة مشروع قانون يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية، وستتم مناقشة مشروع القانون من قبل وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت، بعد أن قرر اتخاذ تدابير أمنية صارمة وفرض عقوبات جنائية نافذة تجاه أيّ خرق لمقتضيات حالة الطوارئ.
وقالت تقارير إعلامية مغربية إن "جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان"، و"مؤسسة آيت الجيد بنعيسى للحياة ومناهضة العنف" و"الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب" تقدمت بشكوى ضد الداعية السلفى رضوان بن عبدالسلام، والراقى أشرف الحيانى، وكل من سيكشف عنهم البحث، إلى رئيس النيابة العامة المغربية من أجل التحقيق مع الداعين إلى خرق حالة الحجر الصحى التى اتخذتها السلطات.
وكان الراقى المغربى أشرف الحيانى، المنتمي لإحدى جماعات الإسلام السياسي، قد حرّض على كسر حالة الطوارئ، بالتجمهر في الشارع العام، وكتب "المغاربة يستجيبون لنداء الراقي أشرف الحياني، للتكبير والتهليل وذكر الله تعالى والتضرع إليه" حيث شارك فيديو مباشر يظهر أشخاصا في الشارع يكسرون قرار وزارة الداخلية المغربية بتقييد حركة المواطنين.
واعتبرت الشكوى المقدمة ضد المحرّضين على خرق حظر التجول، أن في هذه الخطوة غير مأمونة العواقب "مساس بليغ واعتداء مباشر على الحق فى الحياة والصحة العامة"، و"مس خطير بالنظام العام عرّض الآلاف من المغاربة لخطر الوباء المنتشر في العالم في استهتار تام بكل قواعد القانون وقرارات السلطات العمومية."
فيما ندد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى بخرق حالة "الطوارئ الصحية" من عشرات المواطنين الذين خرجوا في مظاهرات بمن أبرزها طنجة وفاس، مرددين أدعية دينية من أجل إبعاد فيروس "كورونا" عن المغاربة، لأن هذه المظاهرات قد تتحوّل إلى بؤرة سوداء للوباء في قادم الأيام.
وفي مشهد غريب أثار استنكار نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، جاب العديد من المواطنين المغاربة أحياء وشوارع مدينتي فاس وطنجة، بعدما تحوّلت دعوات التكبير من النوافذ إلى تجمهر شعبي بالشوارع.
في هذا الصدد، قال محمد واموسي، إعلامي مغربي مقيم في باريس لموقع هسبريس "لعنة بحجم السماء على مستغلي الأزمات في كلِّ مكانٍ وزمان. معركتنا ليست فقط ضد الوباء، بل أيضا ضد الجهل والغباء"، مضيفا: "إخوان الشيطان وتجار الدين يستغلون أزمة الفيروس للمتاجرة بها".
وتابع قائلا: "ينتقدون قرارات إغلاق المساجد التي اتخذت لحماية المصلين من كورونا، ويتمردون على قرار حالة الطوارئ الصحية، حيث يحرضون على الدولة ويتوهمون مؤامرة ضد الدين"، مضيفا "التطرف المارق المتأسلم أصبح مثل الورم الخبيث في مجتمعاتنا، لا يردعه دين ولا أخلاق ولا مروءة ولا عقل في بث السموم وإثارة الفتن، يجب على الدولة أن تكون حذرة وحازمة في هذا الأمر".
بدوره قال عبد الرزاق بوغنبور، الناشط الحقوقي المغربى، إن الدولة تجنى ثمار دعمها وتشجيعها لمختلف الحركات الدينية، وما يسمى بالرقاة الشرعيين، ونشر الخرافة والفكر الغيبي في باقي المؤسسات التي تديرها من مساجد ووسائل إعلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة