يتعرض رئيس البرازيل، جايير بولسونارو، للعديد من الانتقادات بسبب استهتاره واستخفافه بالوضع حول انتشار فيروس كورونا فى البلاد، خاصة بعد أن وصف بولسونارو، حاكم ساو باولو، جواو دوريا، بأنه "مجنون" لإصدارة الحجر الصحى والعزل المنزلى فى أكبر ولاية فى البرازيل من حيث عدد السكان لمواجهة الأزمة الناتجة عن انتشار كوفيد 19.
كما انتقد رئيس البرازيل الإجراءات التى اتخذها بعض المحافظين الإقليمين للتعامل مع فيروس كورونا، مثل الحجر الصحى وإغلاق المطارات، وأصر على معالجة الأزمة دون إثارة الذعر أو الهستيريا مع استمرار الحياة بشكل طبيعى، مما يجعل البعض يتأكد من أن الرئيس البرازيلى لا يشعر بالمسئولية تجاه شعبه ولا يهمه إلا الاقتصاد فقط.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن بولسونارو يرى أن فيروس كورونا يتم استغلاله بشكل سياسى من قبل بعض الحكام ، والذى منه حاكم ساوباولو الذى أغلق المتاجر والخدمات وفرض الحجر الصحى بالولاية، وطلب بولسونارو أن يقتصر حكام الولايات على محاربة انتشار فيروس كورونا ، دون الاستفادة واستغلال الوضع فى الانتخابات الرئاسية لعام 2022.
وأشارت الصحيفة إلى أن فيروس كورونا أثر بشكل كبير على اقتصاد البرازيل، وخفضت الحكومة توقعاتها لنمو الناتج المحلى الإجمالى هذا العام إلى 0.02% ، وحذر الخبراء الاقتصاديون من أن البرازيل ستواجه ركودا جديدا من ارتفاع حالات البطالة.
وكان حاكم ساوباولو، فرض الحجر الصحى بعد تأكيد وزارة الصحة أن عدد الوفيات فى البرازيل ارتفع بنسبة 63.63% فى يوم واحد ، ومعظمهم فى ساوباولو.
وطالب دوريا، من البرازيليين أن يفهموا خطورة الوضع بسبب فيروس كورونا، منتقدا الرئيس وكل من يستهتر أو يبسط من الوضع الحالى ، متهما بولسونارو بأنه جعل البرازيل أكثر الدول فى أمريكا اللاتينية التى ينتشر بها الفيروس مع 25 حالة وفاة وأكثر من 1500 مصابا.
وأشار دوريا إلى أن "هناك الكثير من البرازيليين لا يعرفوا إذا كانوا مصابين بالفيروس أم لا بسبب عدم وجود وعى كاف فى البلاد بناء على رغبة الرئيس، الذى عليه أن يفهم أن هذا الفيروس خطير للغاية على كبار السن والمصابين بالأمراض.
وأمر الرئيس البرازيلى الجيش فى تصنيع عقار الكلوروكين فى الأيام القليلة القادمة لاستخدامه ضد فيروس كورونا، وهو دواء يستخدم بالفعل فى أمراض أخرى ويمكن أن يكون فعالًا ضد الفيروس، وبدأت مستشفى ألبرت أينشتاين فى ساو باولو فى إجراء الاختبارات الأولى لفعالية الكلوروكين مع المرضى المصابين بفيروس كورونا.
وقال بولسونارو، إنه تم الاتفاق مع الجيش البرازيلى لتوسيع إنتاج دواء الكلوروكين، الذى فى الأساس يستخدم لعلاج الملاريا والتهاب المفاصل الروماتويد، وتم حظر بيعه مؤقتا بيع الدواء فى الصيدليات دون وصفة طبية، وستصدر وزارة الصحة البرازيلية فى الأيام المقبلة بيانا يتضمن تعليمات حول استخدام هذا الدواء والأدوية الآخرى التى يمكن أن تكون فعالة لعلاج فيروس كوفيد 19.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأطباء حذروا من استخدام الكلوروكين حيث أن له آثار جانبية خطيرة، وشددوا على أنه لا يمكن تناوله إلا باستشارة الطبيب وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وحذرت السلطات البرازيلية، من انهيار نظامها الصحى بنهاية أبريل، بسبب تفشى فيروس كورونا، وكانت شركة تصنيع السيارات فورد موتور، قالت إنها ستعلق الإنتاج فى البرازيل والأرجنتين، ابتداء من الأسبوع المقبل بسبب انتشار فيروس كورونا، وبذلك ستنضم إلى جنرال موتورز ومرسيدس، اللتين أعلنتا عن إجراءات مماثلة فى البرازيل.
من ناحية آخرى يعمل العلماء البرازيليون على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا من خلال جزيئات اصطناعية مشابهة لفيروس كوفيد 19، وذلك بطريقة مختلفة عن تلك المستخدمة حتى الآن من قبل صناعة الأدوية، والذى من المتوقع اختباره على الحيوانات فى الفترة المقبلة.