فى أسابيع قليلة انتشر فيروس كورونا: كوفيد 19 في العديد من مناطق العالم، وارتفعت الوفيات المتأثرة بالإصابة بالفيروس وفقا لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فيما اقتربت الإصابات بالفيروس في كافة أنحاء العالم من حاجز 340 ألف إصابة، مسجلة 339 ألفًا و259 مصابًا.
ويدعى الكثير أن انتشار الأوبئة ومن بينها فيروس كورونا المستجد هو عقاب إلهى لابتعاد الناس عن التعاليم الدينية والأخلاقية الصحيحة، ودائما ما يفسر السلفيين وأصحاب العقائد المتجمدة هذا الأمور على أنه العقاب الإلهى، مستعينين في ذلك بالفكر العقائدي الجبري الذي يعيد أحوال الناس إلى إرادة الإله فقط، قصد التشديد على استقالة الإرادة البشرية في الإصابة بالجائحة الوبائية التي مازالت بدون علاج نهائي إلى حدود الساعة.
لكن هل فعلا انتشار تلك الأوبئة مثل "كوفيد 19" هي عقاب من الله للناس بعد الابتعاد عن التعاليم الصحيحة، أم أنها أمور قد تحدث في الحياة الدنيا، والله وحده أعلم بإن كانت عقابا منه أم لا.
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان لها مؤخرا، قالت إن الجزم بأن وباء (كورونا) عقاب من الله لا يصح لأن هذا أمر غيبي، وعلى الإنسان عندما يتعرض للشدة أن يرجع إلى الله بالتوبة الصادقة والاستغفار ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يدعو الله في السر والعلن والصلاة وغيرها، وأن يلتزم بالتعليمات التي تصدرها الجهات الصحية والمسئولة عن المجتمع وسلامته.
وبحسب مواقع فتاوى إسلامية : "إن الحياة كلها ابتلاء بالنسبة للإنسان بخيرها وشرها، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} وقوله: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:165} والمصائب والمشاكل من جملة ما يعرض للإنسان في هذه الدنيا إما ابتلاء لصبره ورضاه بمقدور ربه أو رفعه لدرجات، وإما عقاب وتنبيه له. وحقيقة العلم في ذلك والحكمة منه وهل هو ابتلاء أو عقاب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى".
وحسبما يوضح موقع الفتاوى "الإسلام سؤال وجواب": " إن الفائدة العملية التي ينبغي للعبد التأمل فيها هي أن كل مصيبة وابتلاء هي له خير وأجر إن هو صبر واحتسب، وأن كل ابتلاء ومصيبة هي له سوء وشر إن جزع وتسخط ، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب، والرضى عن الله بقضائه، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه بالذنب والتقصير، ويفتش فيها عن خلل أو زلل، فكلنا ذوو خطأ، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى".
ووفقا لما جاء في موقع الإمام ابن باز: " قد يقع هذا عقوبة، وقد يقع ابتلاء وامتحان؛ ليرفع الله درجاته، قال جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ [الحديد:22].. وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، هذا كثير يقع بسبب كسب اليد، قد يفعل أشياء تسبب المصيبة، وقد تنزل المصيبة لحكمة بالغة كما يقع للأنبياء وغير الأنبياء؛ ليرفع الله درجاتهم ويعظم أجورهم ، ولهذا يقول ﷺ: عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير: إن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له وفي الحديث: من يرد الله به خيرًا يصب منه اللهم صل على محمد، فالعبد يصاب بمصيبة من غير سيئة، بل ليرفع الله درجاته ويعظم أجره، إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، نعم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة