تسيطر حالة من الذعر والهلع على إسبانيا بعد أن أعلنت وزارة الصحة الإسبانية 3434 حالة وفاة بفيروس كورونا، حيث أنها بذلك تخطت الصين فى عدد الوفيات بالفيروس وتلحق إيطاليا ، وذلك على الرغم من فرض حالة الطورائ فى البلاد، كما ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالوباء خلال هذه الفترة من 39673 حتى 47610 حالات.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أن ما يثير القلق فى إسبانيا أكثر من انتشار فيروس كورونا، هو نقص المعدات والأدوات الطبية وأيضا نقص الأطباء فى المستشفيات بعد أن توفى عدد من الأطباء الإسبان أثناء تأدية عملهم بفيروس كورونا وتلقيهم العدوى، مشيرة إلى أن إسبانيا حتى الآن اشترت معدات طبية من الصين لمواجهة لمواجهة فيروس كورونا بمبلغ وصل إلى 500 مليون دولار.
كما أرسلت الحكومة الإسبانية رسالة إلى منظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو) طالبة المساعدة لمواجهة الفيروس وإرسال مواد مختلفة من الكمامات وأجهزة تنفس، فطالبت القوات المسلحة الإسبانية طالبت الناتو بإرسال 550 الف اختبار سريع لفيروس كورونا، و500 جهاز تنفس، و2 مليون كمامة، و270 الف قفازات ، والف ميزان حرارة بالاشعة تحت لحمراء ، وذلك بسبب النقص التى أصبحت تعانى منه إسبانيا فى المستشفيات لمواجهة الأزمة، وفقا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
كما تعانى إسبانيا من حالة من الذعر حول نقص الأطباء فى المستشفيات ، فقد أصيب 11 طبيب فى مستشفى فيرجن ماكارينا فى إشبيلية الإسبانية بفيروس كورونا، خلال 24 ساعة ، وجميعهم يعملون فى قسم طوارئ المستشفى، مما أدى إلى نقص كبير فى عدد طاقم المستشفى، ليرفع بذلك عدد المصابين من الأطباء إلى 420 طبيبا ، وحالات الوفيات من الأطباء تصل إلى 13.
وأثار الوضع قلقا خاصا بين الأطباء فى إشبيلية ، حيث أنه تم انتشار العدوى بين العاملين الصحيين فى مستشفايتها بشكل كبير، ولذلك فقد تم قبول الأطباء والممرضين المتطوعين للعمل فى بعض المستشفيات.
ومن بين الأمور التى تثير الذعر فى إسبانيا فى الوقت الحالى، هو انتشار الفيروس فى دور الرعاية للمسنين، حيث تم الكشف عن 17 جثة لمسنين فى عدد من دور الرعاية فى مقاطعتين بإسبانيا، وذلك أثناء تفقد الجيش الإسبانى دور الرعاية وتعقيمها وتطهيرها، حيث يشارك 2682 فردًا عسكريًا من الجيوش الثلاثة ووحدة الطوارئ العسكرية (UME).فى تلك العملية من تطهير والحماية لمنع انتشار فيروس كورونا.
وأوضح الدفاع أنه تم تطهير ما يقرب من 800 منشأة من مختلف الأنواع (مرافق صحية، دور التمريض، المطارات، ومراكز السجون، وأماكن آخرى)، كما شارك الجيش فى تخطيط وتنظيم المستشفيات المدنية والتى منها أرض المعارض Ifema فى العاصمة مدريد.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبليس إن الجيش وجد "بعض كبار السن مهجورين بالكامل، وأحيانًا ماتوا مع أسرهم في المنزل"،وتم العثور على جثث بعض الناس تحت نفس سقف أحبائهم الذين لا يزالون على قيد الحياة، وفتح مكتب المدعى العام بإسبانيا تحقيقا حول العثور على 17 مسنا متوفين فى دور رعاية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت وزيرة الدفاع أن هناك 73 دور رعاية للمسنين نصفهم فى مدريد، ويخرج يوميا 2550 جنديا من وحدة الطوارئ العسكرية للعمل على مكافحة فيروس كورونا من خلال العمل على التطهير ، كما يقومون بنقل الجثث إلى المحارق والمقابر.
وتمنع حالة الطوارئ، التي فرضتها السلطات الإسبانية على مستوى البلاد فى 14 مارس لمدة 15 يوما، السكان من الخروج إلا لحالات الضرورة القصوى.