"السياحة تمرض ولا تموت".. شعار بدأ العاملون فى القطاع ترديده منذ أن بدأت الفنادق تغلق أبوابها وشركات السياحة تلغى حجوزاتها، وشركات الطيران منعت طائراتها من التحليق، بسبب تفشى فيروس كورونا، ممنين أنفسهم بمستقبل أفضل وزوال سريع للغمامة وعودة الأوضاع لسابق عهدها.
وفى ظل تلك الازمة بدأ الجميع يتذكر الأزمات التى مرت على السياحة العالمية خلال الـ20 عامًا الماضية، فالسياحة الدولية مرت بفترات عصيبة مماثلة في عام 2003 خلال وباء فيروس سارس SARS، والحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية عام 2009، وبالرغم من ذلك كانت كل مرة تنهض مرة أخرى وتنتعش بقوة وبسرعة في السنوات التالية لتلك الأزمات.
وقالت منظمة السياحة العالمية إن السياحة الدولية شهدت نموًا مطردًا على مدار السنوات الماضية على الرغم من الأزمات التي مرت بها عدة مرات، ما يدل على قوة القطاع ومرونته.
وشبهت منظمة السياحة العالمية أزمة فيروس كورونا COVID-19 بما حدث للسياحة فى أزمة مرض السارس عام 2003، وقالت المنظمة إنه بالقياس بسيناريو سارس عام 2002/2003 وتأثيره، وديناميات سوق السفر العالمي، واضطرابات السفر الحالية، والانتشار الجغرافي لـCOVID-19 وتأثيره الاقتصادي المحتمل، تقدر منظمة السياحة العالمية أن عدد السياح الدوليين قد ينخفض بنسبة من 1% إلى 3% خلال العام الحالي 2020 على مستوى العالم، وهذا من شأنه أن يترجم إلى خسارة تقدر بما يتراوح بين 30 إلى 50 مليار دولار أمريكي في إنفاق الزوار الدوليين في الوجهات السياحية (إيرادات السياحة الدولية).
وتأتى أزمة أحداث 11 سبتمبر الإرهابية فى نيويورك ثانى أصعب الأزمات التى شهدتها السياحة الدولية فى الـ20 عامًا الماضيين، ووفقًا للأرقام والإحصائيات التى أصدرتها منظمة السياحة العالمية وقتها، فالشهور الثمانية الأولى من العام 2001 كان هناك نمو تراوح ما بين 3 ـ 4% بالمقارنة مع العام السابق الذي حقق إجمالاً نموًا بنسبة 7.4% إلا أن المنظمة قالت إن احداث سبتمبر أثرت بالفعل على السياحة في المدى القصير والمتوسط، وتقدر حجم النمو في العام 2001 بنسبة 1%.
وأوضحت المنظمة أنه تتبع الأحداث موجة إلغاءات كبيرة، خاصة للرحلات الطويلة من أمريكا الشمالية وآسيا وغرب أوروبا، لافته إلى أن عدد السياح منذ يناير حتى 10 سبتمبر 2001 ـ أي قبل الأحداث الشهيرة بيوم واحد ـ بلغ 544 مليون سائح، بزيادة 3.9% عن الفترة ذاتها من العام السابق للاحداث، فى حين أن عدد السياح خلال الفترة من سبتمبر ـ ديسمبر بلغ نحو 161 مليون سائح بانخفاض 8% عن الفترة ذاتها من العام السابق للأحداث.
وهذه الأيام يعد قطاع السياحة حاليًا واحدًا من أكثر القطاعات تضررًا من تفشي مرض فيروس كورون COVID-19، وتأثيره السلبي على كل من العرض والطلب على السفر، لا سيما في الصين، السوق العالمية الرائدة في الإنفاق، وكذا على الأسواق الآسيوية الرئيسية الأخرى والوجهات الأوروبية مثل إيطاليا.
فالصين أكبر سوق مصدر للحركة السياحية على مستوى العالم، كان اقتصادها عام 2003 سابع أكبر اقتصاد في العالم، حيث كان اقتصادها في هذا الوقت يمثل 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما اليوم فاقتصاد الصين الآن هو ثاني أكبر على مستوى العالم ويمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقد أدت القيود المفروضة على السفر وإلغاء الرحلات الجوية أو تخفيضها إلى انخفاض كبير في توفير خدمات السفر (المحلية والدولية) بينما يستمر الطلب في التراجع بشكل ملحوظ، أصبح فيروس كورونا COVID-19 تهديد جديد للاقتصاد العالمي في سياق اقتصاد عالمي ضعيف في الأصل.
وبالنظر إلى الطبيعة المتطورة للحالة، فمن المتوقع أن تكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة الأكثر تضررًا بانخفاض أعداد السائحين بنسبة من 9% إلى 12% في عام 2020، مقارنة بنمو كان متوقعًا من 5% إلى 6% في أوائل يناير.
وحذرت المنظمة من أن تأثير اندلاع COVID-19 سيشعر به الجميع، ولكن التأثير الأكبر سوف يكون على الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي قد تتعرض للإفلاس، وهذا يستدعي اتخاذ تدابير الدعم والإنعاش لقطاع السياحة في أكثر البلدان تضررًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة