في الوقت الذى تسبب فيه فيروس كوفيد 19 كورونا في شلل بحركة السياحة والتنقل في العالم كله، فإن الفيروس قد يتسبب أيضا في الإطاحة باحتفالات عيد القيامة المجيد التى تحل في الـ19 من أبريل المقبل وذلك للكنائس التى تتبع التقويم الشرقي و12 أبريل للكنائس التى تتبع التقويم الغربي مثل الفاتيكان، بالإضافة إلى أسبوع من الصلوات المستمرة والطقوس تسبق العيد وهو أسبوع الآلام الذى يبدأ بأحد السعف وتزدحم فيه الكنائس بالمصلين.
الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أرسلت للصحفيين منذ أيام ترتيبات عيد القيامة المجيد وهي إجراءات متبعة سنويًا إذ يستخرج المحررون والإعلاميون تصاريح خاصة لتغطية ونقل قداس العيد الذى يقام بالكاتدرائية بالعباسية كل عام ويترأسه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
مصادر كنسية قالت لليوم السابع، إنه من المبكر جدا التفكير في قداس العيد وكيف سيتم التعامل معه في الوقت الذى تتسارع فيه الأحداث والقرارات المتعلقة بفيروس كوفيد كورونا.
المصدر الذى رفض الإفصاح عن اسمه قال إن الكنيسة ملتزمة بقرارات مجلس الوزراء ووزارة الصحة ومن ثم فإن أي قرارات سوف تتخذها الكنيسة سوف تتحلى بروح التنسيق المشترك بين أجهزة الدولة المختلفة حفاظا على أرواح المصريين ومنعا لانتشار العدوى.
التجارب السابقة للكنيسة القبطية في قضية الاحتفالات تؤكد إن الكنيسة أمامها ثلاثة سيناريوهات لاستقبال العيد، وذلك وفقا لمستجدات الأحداث التى تطرأ إذ يتوقع خبراء أن تستمر أزمة كورونا في العالم وتمتد حتى يونيو المقبل.
السيناريو الأول إقامة قداسات العيد بعدد محدود
لجأت السلطات الكندية إلى فكرة إقامة القداسات بعدد محدود لا يزيد عن خمسين فردا مع مراعاة مسافة بين كل مصلي وأخر، إذ طرحت الكنائس المصرية في كندا روابط لحجز مقاعد بالكنيسة على أن تغلق تلك الروابط اوتوماتيكيا بعد أن تستوفي العدد المطلوب ومن ثم فإن هذه الفكرة قد تكون حلا في حال انتشار المرض.
السيناريو الثاني : إقامة قداسات وبثها أونلاين
في بعض الولايات الأمريكية، بدأت الكنيسة القبطية المصرية في قصر الصلوات على الأسقف ومعه عدد محدود من الكهنة والشمامسة على أن يتم بثها اونلاين ليشترك فيها الأقباط من منازلهم، وذلك بعد تفشى الوباء بشكل كبير في بعض الولايات وبعد إصابة أربعة من الكهنة والشمامسة بالعدوى في ايبراشية نيويورك ونيوجيرسي.
السيناريو الثالث: إقامة القداسات وإلغاء الاحتفالات
يبدو هذا السيناريو هو الأضعف في حال انتشار المرض وبلوغه معدلات لا يمكن السيطرة عليها، إذ لجأت الكنيسة القبطية عام 2016 إلى إلغاء احتفالات العيد والكورال والمسرح واستقبال وتهنئة المسئولين مكتفية بقداسات العيد بعد أن ضربت الأحداث الإرهابية كنائس في طنطا والإسكندرية واستشهد على آثرها عشرات الأقباط ومن ثم رأت الكنيسة وقتها التزام حالة الحداد والاكتفاء بالقداس لأنه طقس لا يمكن الاستغناء عنه مع إلغاء كل ما يزيد عن الصلاة.
في نفس السياق، فإن السلطات الإسرائيلية قررت إلغاء موسم حج الأقباط في أسبوع الآلام حيث شهدت مدينة القدس في الأيام الأخيرة حالة لم يسبق لها مثيل، إذ تكاد المدينة المقدسة تخلو ليس من حجاجها وزوارها فحسب، بل من عدد كبير من مواطنيها أيضًا، إذ أغلقت كافة المدارس والمعاهد والجامعات، ومنها المسيحية أيضًا، وأُلغيت جميع حجوزات الفنادق لشهري مارس وأبريل المقبل، وهما الشهران اللذان يشهدان في العادة ارتفاعًا هائلًا في عدد السياح القادمين من جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفصح المجيد في الأرض المقدسة. الأمر الذي يؤثر على قطاع السياحة في القدس من محلات بيع التذكارات ومكاتب السياحة، إلى الفنادق والمطاعم وغيرها، وذلك وفقا لما نشرته بطريركية اللاتين بالقدس على موقعها الرسمي.
وأشارت بطريركية اللاتين بالقدس إلى أن الحكومة أغلقت العديد من مطاعم المدينة، فيما تفتح الأخرى أبوابها لتقديم الخدمات دون السماح بالبقاء فيها. فيما جرت عمليات تعقيم لمناطق مختلفة من المدينة، كمنطقة باب العامود والبلدة القديمة وطريق الآلام وكنيسة القيامة بساحتها وأجنحتها المختلفة، وذلك بعد أن أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارا بمنع التجمعات لما يزيد عن 10 أشخاص، يشمل الاحتفالات الدينية أيضًا، مع الأخذ بعين الاعتبار الإبقاء على مسافة مترين على الأقل بين الأشخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة