شكلت السيول التى ضربت مناطق وسط سيناء، مطلع مارس الحالي، لوحات من جمال الطبيعة لا تزال مشاهدها باقية حتى اليوم بمناطق جبلية ورملية تفتقر لوجود المياه، وأصبحت اليوم تضم بين تلال رمالها بحيرات طبيعية فتلاقت ألوان الطبيعة فى مشهد بديع وسط الصحراء قوام مكوناته مياه شفافة تعكس على سطحها لون السماء بزرقتها وتحتها الأرض بتربتها الصفراء وحولها حواف الجبال باللون الداكن .
بحيرات "مياه السيول" كما يطلق عليها السكان فى مناطق وسط سيناء والتى تضم مركزى الحسنة ونخل وتعرضت لسيول مستهل مارس الجارى، هى الأقوى من نوعها خلال الـ40 عاما الأخيرة كما يقول الأهالى، ووصلت لمناطق لم تصل إليها من أوضح تفاصيلها المهندس أحمد عبد الحليم رئيس مركز ومدينة الحسنة بقوله إنها بدأت فى الظهور بعد توقف الأمطار وحركة تدفق مياه السيول عبر مسارات الوديان وهدوء الأحوال الجوية.
وأشار لـ"اليوم السابع" إلى أن المناطق الجارية فيها مسارات الوديان أصبحت جافة وتبقت المياه فى الأماكن المنخفضة، ومنها منطقة الخاتمية التابع لقرية الجفجافة بمركز الحسنة بوسط سيناء.
وقال عبد الحليم إن هذه التجمعات المائية انحصرت بين كثبان رملية علية وحواف مسارات وديان وجبال، وكونت بحيرات مياه طبيعية واسعة وبديعة المنظر، والأهالى يعتبرونها قبلتهم للتنزه وأيضا التقاط صور تذكارية والأهم للمزارعين إنهم يقولون إنهم يحاولون الاستفادة بعمل سدود تعويقية حولها لحجز المياه لوقت أكثر للاستفادة منه كمصدر رى للزارعات خلال الموسم الصيفى وقبل أن يتسلل لعمق التربة ويتطاير بفعل التبخر مع ارتفاع درجات الحرارة تدريجيا.
وكانت السيول التى ضربت مناطق وسط سيناء أدت لجريان مياه وادى العريش ووصوله من الجنوب للشمال حتى مصبه فى مياه البحر المتوسط للمرة الثالثة خلال 6 شهور، وخلف مسار السيل بعد توقف صبه فى البحر المتوسط برك مياه متناثرة وطبقة من الطمى، وسارع أهالى وتجار العطارة بجمع الطمى لإعادة استعماله كمستحضرات تجميل.
وكانت السيول تركزت بحسب بيانات محافظة شمال سيناء بمركز ومدينة الحسنة فى منطقة القصيمة والمنبطح وقرية الحمة بوادى الهشيم، ووادى عين الجديرات، ووادى الجايفة، ووادى المويلح ووادى الجرور ووادى المسيسب، كما تجمعت أمام سد الروافعة، وفى مركز نخل بوسط سيناء غطت السيول مناطق الكنتلا والتمد وصدر الحيطان وـبو صوان ووادى الحاج والتمد والحمة والمشبه.
وأعلن معهد بحوث الموارد المائية بشمال سيناء فى بيان له أن سد الروافعه الحاجز لمياه السيول فى مجرى وادى العريش أصبح الآن يحجز خلفه 5.3 مليون متر مكعب كما فى السابق وما فاض عند ذلك وصل إلى مدينة العريش عبر قرية اولاد على والقريعة ولحفن فى اتجاهه إلى البحر المتوسط.