أثارت أزمة انتشار وباء كورونا فى الولايات المتحدة حالة من القلق لدى قطاع الأعمال والإدارة الأمريكية بشكل عام، وسط مخأوف من خروج الوباء عن السيطرة واستمرار حالة الركود التى أصابت الاقتصاد، وهو ما دفع العديد من رجال الأعمال والشركات إلى رسم سيناريوهات العودة إلى العمل ولو بشكل جزئى على أمل وقف نزيف الخسائر.
تحرك الشركات الأمريكية ومن بينها مصانع السيارات العملاقة جاء بعد تلميحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاحتمالات عودة العمل بحلول عيد ألفصح، وهى التصريحات التى آثارت انقسام واسع فى الإعلام الأمريكى ما بين مؤيد ومعارض.
وتدرس شركة فورد لصناعة السيارات إعادة فتح المصانع الأمريكية والمكسيكية فى الأسابيع المقبلة وسط قلق من نقابة عمال السيارات من ألفيروس، وفقا لتقرير شبكة سى إن إن الأمريكية.
كشف بيان صدر عن شركة فورد للسيارات إنها تخطط لإعادة فتح أحد مصانعها فى المكسيك ليعمل لنوبة وأحدة بدءً من 6 من إبريل بالإضافة إلى 4 من مصانع التجميع فى الولايات المتحدة بحلول 14 من الشهر نفسه، وتخطط لفتح 8 خطوط إنتاج لدعم تلك المصانع.
وقال البيان: "سنواصل تقييم ظروف الصحة العامة وكذلك جاهزية الموردين وسنعدل الخطط إذا لزم الأمر".
وأجرت شركة فورد وشركات صناعة السيارات الأخرى بتنظيف عميق لمصانعها أثناء إغلاقها، لكن نقابة العاملين بصناعة السيارات حثت فورد وشركات صناعة السيارات الأخرى على إيقاف الإنتاج لصالح سلامة العمال، أعربت عن مخأوفها بشأن إعلان فورد.
وعلى الرغم من قيام عدد من شركات السيارات ومن ضمنهم فورد بتعقيم وتطهير مصانعها أثناء فترة الإغلاق إلا أن اتحاد عمال السيارات أعرب عن مخأوفه من إعادة فتح المصانع، وقال الاتحاد: "إننا نراجع بقلق وحذر كبيرين إعلان اليوم.. ونؤكد أن أولويتنا هى صحة وسلامة أعضائنا وعائلاتهم والجمهور الأمريكي."
وفى 18 مارس، أعلنت فورد وعدد من شركات السيارات قيامها بإغلاق مصانعها بسبب انتشار عدوى كورونا.
ووفقا لشبكة سى إن إن، أعلنت الشركة يوم الثلاثاء أنها ستنضم إلى شركة 3M وجنرال إلكتريك للمساعدة فى صنع أجهزة التنفس الصناعى اللازمة لمساعدة المستشفيات فى علاج مرضى كورونا لكنها لا تخطط حاليًا لعمل أجهزة التنفس الصناعى فى مصانع السيارات الخاصة بها.
ومن جانبها، قالت جنرال موتورز فى بيان لها إنها لا تستطيع إعطاء أى تفاصيل حول موعد إعادة فتح مصانعها، مشيرة إلى أن الأوضاع يمكن أن تتغير فى وقت قصير ولا يوجد مواعيد محددة للعودة للعمل.
وإلى جانب المخأوف الصحية المتعلقة بالعمال، يتعامل صانعو السيارات أيضًا مع مبيعات السيارات التى توقفت خلال الأزمة حيث يتم وقف نشاط الوكلاء فى العديد من الولايات، وحتى عندما تكون مفتوحة، فإن مشترى السيارات المحتملين يعيدون النظر نتيجة لعدم اليقين الاقتصادي.
وأعلنت فورد فى السابق أنها علقت أرباحها واستخدمت خطوط ائتمان للحصول على 15 مليار دولار لمساعدتها على تجأوز الأزمة، وقال الرئيس التنفيذى جيم هاكيت فى رسالة إلى الموظفين يوم الخميس: "على الرغم من ذلك، نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد نظرًا للانخفاض الحاد فى الطلب على السيارات الجديدة وإغلاق مصانعنا فى جميع أنحاء العالم".
وأضافت الشركة أن 300 من كبار المسئولين التنفيذيين فى الشركة سيؤجلون ما بين 20% و50% من رواتبهم لمدة خمسة أشهر على الأقل، اعتبارًا من 1 مايو، ومن ضمنهم جيم هاكيت نفسه سيقتطع 50% من راتبه وقرر بيل فورد تأجيل راتبه كله.
وأشار فورد إلى إن الدفع المؤجل لهؤلاء المديرين لن يتم حتى تدفع الشركة مبلغ 7 مليارات دولار من الاقتراض الإضافي، قائلا: "هدفنا هو التدبر خلال الأزمة دون التخلص من وظائف فورد. إن موظفينا يتعاملون مع تحديات كافية دون أن يكونوا خارج العمل أيضًا".
وعلى الجانب الآخر من الأزمة، حذر المسئولين فى فورد من احتماليه اضطرارهم لخفض العاملين إذا استمرت الأوضاع بالتدهور.
ويعمل لدى فورد فى جميع أنحاء العالم 190 ألف موظف منهم 56 ألف يمثلهم الاتحاد العالمى للمرأة، ومعظم أعضاء اتحاد عمال السيارات يعملون فى المصانع بالساعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة