وصفت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية وباء كورونا بأنه أسوأ فشل استخباراتى لواشنطن فى التاريخ الأمريكى الحديث، مشيرة إلى أنه تجاوز الفشل السابق فى التنبؤ بهجوم بيرل هاربر أثناء الحرب العالمية الثانية وأحداث 11 سبتمبر، مضيفة أنه نتاج لقيادة الرئيس دونالد ترامب.
وأوضحت المجلة أن إدارة ترامب فشلت تماما سواء فى التعامل بجدية مع التقارير الاستخباراتية المكررة بشأن تفشى وباء كورونا وفى إتباع مبادرات على الصعيد الوطنى لمواجهة التهديد. فالحكومة الفيدرالية وحدها لديها الموارد والسلطات لقيادة أصحاب الشركات العامة والخاصة لمواجهة الأضرار المستقبلية للفيروس. وللأسف، فإن مسئولى ترامب أجروا مجموعة من الأحكام التى تقلل من مخاطر كوفيد 19، والقرارات التى رفضت التحرك بالسرعة المطلوبة وجعلت الأمريكيين أقل أمنا بدون داع.
وتابعت المجلة قائلة إن إستراتيجية إدارة ترامب طبقت إستراتيجية كارثية مفاجئة على الشعب الأمريكى. لكن على العكس من المفاجآت الاستراتيجية السابقة مثل بيرل هاربر والثورة الإيرانية فى عام 1979 وأحداث 11 سبتمبر على نحو خاص، فإن الكارثة الحالية كان سببها لامبالاة غير مسبوقة وحتى إهمال متعمد. فى حين، على سبيل المثال، ألقى تقرير لجنة 11 سبتمبر باللوم على القاعدة فى الهجمات التى تم تنفيذها إدارة رونالد ريجان وجورج دبليو بوش، فإن أزمة فيروس كورونا يتحمل مسئوليتها منفردا البيت الأبيض الحالى.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد كشفت أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية حذرت الرئيس دونالد ترامب فى شهرى يناير وفبراير الماضيين من وباء محتمل، حيث قالت الصحيفة إن وكالات الاستخبارات الأمريكية كانت تصدر تحذيرات سرية مشئومة فى يناير وفبراير بشأن الخطر العالمى الذى يمثله فيروس كورونا، فى الوقت الذى قلل فيه الرئيس ترامب ونواب بالكونجرس من التهديد، وفشلوا فى التحرك الذى كان يمكن أن يبطئ فى انتشار الفيروس، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون على صلة بتقارير وكالة الاستخبارات.