أحمد طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، كان على موعد مع الموت، بعد أن تجردت والدته من كل مشاعر الأمومة التي غرسها الله في قلبها وقامت بخنقه مستخدمة حبلا من القماش داخل منزل والدها الذى كانت تقيم فيه بعد أن تركت منزل الزوجية بسبب خلافات مع زوجها وتهديده لها بالطلاق وحرمانها من أحمد وشقيقته البالغة من العمر 7 أشهر خاصة بعد تعرضها للإيذاء من قبل الزوج عدة مرات مما زاد الخلاف بينهما .
بداية القصة عندما تلقى اللواء دكتور حسن محمود مساعد الوزير مدير أمن سوهاج بلاغا من نائب المدير لقطاع الجنوب يفيد بقيام أحد الأشخاص باكتشاف وفاة أبن شقيقته داخل منزل جده وأن هناك حبلا من القماش ملفوف حول رقبته وأنه يشك أن والدته وراء ارتكاب الواقعة لاختفائها من المنزل خاصة أن هناك خلافات بينها وبين زوجها وصلت لحد الانفصال بينهما خاصة بعد تعددت المشكلات فيما بينهما.
وعلى الفور تم إخطار اللواء عبدالحميد أبو موسى مدير إدارة المباحث الجنائية بالواقعة والذى قرر سرعة الانتقال إلى مكان الحادث والمعاينة على الطبيعة والكشف عن ملابسات وظروف الواقعة أنتقل إلى مكان البلاغ العقيد أحمد شوقى زيدان رئيس فرع بحث الجنوب والمقدم محمد سليمان مفتش مباحث مركز شرطة جرجا والرائد عزت سليمان رئيس وحدة مباحث مركز شرطة جرجا وتمت المعاينة الأولية لمكان الواقعة حيث وجد الطفل "أحمد م ا ع"، 3 سنوات، جثة هامدة مسجاة بمنزله ويرتدى كامل ملابسه ويوجد آثار خنق حول الرقبة ووجود حبل من القماش حول رقبته.
وبسؤال والده "محمد ا ع"، وخاله "أحمد ع ا ا"، أتهما والدته المدعوة "دعاء ع ا ا"، ربة منزل بارتكاب الواقعة وعللا سبب ذلك لوجود خلافات زوجية بين أم الطفل المجنى عليه ووالدته وأنهما أوشكا على الطلاق وبالبحث عن الأم لم يتم العثور عليها بالمنزل ولا بالمنازل المجاروة أو حتى منازل أقاربها.
ونظرا لما تشكله الواقعة من خطر على الأمن العام ومردود سلبى لدى المواطنين كلف اللواء مدير إدارة المباحث الجنائية فرع بحث الجنوب برئاسة العقيد أحمد شوقى زيدان والمقدم محمد سليمان مفتش المباحث ووحدة مباحث مركز شرطة جرجا برئاسة الرائد عزت سليمان ومعاونى مباحث المركز النقباء أحمد علام وعماد أبوسحلى وأحمد بخيت بسرعة ضبط المتهمة وتقديمها للنيابة العامة لتتولى التحقيق.
تم وضع خطة بحث وتم تتبع خط سير المتهمة والأماكن التي من الممكن أن تتردد عليها إلى تم ضبطها بإحدى القرى المجاورة وتم تحرير محضر بالواقعة وبمواجهتها اعترفت بإرتكابها للواقعة وأوضحت أنها كانت في حالة خوف من قيام زوجها بطلاقها وأن يأخذ الولد والبنت ويحرمها منهما وأنها كانت تنوى الهرب بهما بعيدا وتقوم بتربيتهم حتى لا يحرمها أحد منهما.
وأضافت: عندما هددها زوجى بالطلاق قال أهلى أنه في حالة الطلاق والانفصال سوف يتم إعطاء الأولاد لوالدهما فقمت بالاتصال بزوجها وأخطرته أنه في حالة الطلاق وأخذ الأولاد سوف أندمه على أولاده ومع تطور الخلاف والخوف من الطلاق قررت الانتقام منى ومن زوجى ومن الجميع ولم أشعر بنفسي وكأنى كنت مغيبة عن الدنيا وعن الوعى ولم أشعر إلا وأنا أقوم بلف حبل من القماش حول رقبة أحمد وأخنقه حتى فارق الحياة في لحظة".
وأكملت : بعد ذلك ضاقت الدنيا في وجهى كنت أتحرك داخل المنزل مثل المجنونة لا أعرف ماذا أفعل كيف أخفى جريمتي فلم أجد أمامي سبيل إلا الهرب وترك المنزل وتركت أحمد جثة هامدة بدون تفكير كنت اتحرك والأرض تتحرك من تحتي وظللت في حالة من الخوف والترقب لمدة يومين حتى تمكن ضباط المباحث من إلقاء القبض على وأنا في قمة الندم، وكما قلت خسرت كل شيء سامحني يا أحمد يا بنى مكنش قصدى والله .
تم تحرير محضر ملحق بالمحضر الأساسي وجار عرض المتهمة على النيابة العامة بجرجا لتتولى التحقيق في الواقعة وتصدر قرارها.