قبل عدة سنوات من الآن، شاء القدر أن يلتقي شاب من محافظة المنيا بآخر يقطن في أسيوط، وجرى بينهما تعارف، تخطى ذلك وصولاً لصداقة قوية ومتينة، استمرت لعدة سنوات، ورغم أن ظروف وأعباء الحياة قادت كل شخص منهما للتواجد في مكان بعيداً عن الآخر، إلا أن مكالمات التليفون لم تنقطع يوماً من الأيام.
"أبو بكر" الشاب الذي يقيم في منطقة البداري بأسيوط، قرر البحث عن مصدر رزق أكبر، فسافر للإسكندرية للعمل بها، لجمع المال والدخول في مشروع الزواج، لا سيما أنه تخطى العشرين عاماً، حيث ظل يعمل بها لعدة سنوات، بينما فضل صديقه "إ.ع" البقاء في مسقط رأسه بإحدى قرى مركز ملوي بالمنيا.
المجني عليه
اتصالات الصديقان كانت تتواتر، حتى أخبر "أبو بكر" صديقه "إ.ع" بأنه سيغادر الإسكندرية متجهاً للقاهرة قبل التوجه للصعيد، وتصادف ذلك مع وجود الأخير في القاهرة لزيارة أحد أقاربه، حيث عرض عليه اللقاء الذي طال انتظاره.
شقة بسيطة في منطقة عزبة الهجانة في مدينة نصر بالقاهرة، كانت مكان للقاء الصديقان، اللذان تجاذبا الحديث عن سنوات مرت، وذكريات أيام "حلوة" جمعت الاثنين، لكنها انتهت بجريمة.
المتهمان
يقول المتهم "إ.ع": "لم أتخيل يوماً من الأيام أن صداقتي بـ أبو بكر، ستتحول لجريمة، وأن الحب والأخوة بيننا سينتهي بدم، لكن الشيطان تدخل وراود عقلي وداعب مشاعري طمعاً في المال، فقتلت بيدي أحب وأقرب شخص إلى قلبي".
يضيف المتهم، بعد القبض عليه بقيادة العقيد علاء جلال رئيس مباحث مركز شرطة ملوي: "بعدما قضينا عدة ساعات داخل شقة أحد أقاربي في مدينة نصر، لمحت هاتف محمول مع صديقي، وعرفت منه أنه لديه أموال، فاختمرت بذهني سرقته، وفي ساعة شيطان قررت ارتكاب الجريمة، فاستوليت على متعلقاته وضربته بقطعة حديد على رأسه وخنقته".
جثة القتيل
ويكشف المتهم كواليس جريمته، فيقول أمام رجال المباحث بقيادة الرائد عمرو سليم والنقيبان أحمد حمدان ومصطفى الحصري معاونا المباحث :"سرقت ألف جنيه من المجني عليه وهاتفه المحمول وبعض المتعلقات الشخصية، وأصبت بحالة من التوتر، ولم أدري ماذا أفعل في الجثة، فاستعنت بابن عمي حارس عقار بعزبة الهجانة، ووضعنا خطة للتخلص من الجثة".
الضحية
وحول كيفية التخلص من الجثة، يقول القاتل في اعترافاته أمام رجال المباحث بإشراف النقباء محمد عبد الغفار وأمين طراف ومحمد رشدي معاونو المباحث :"وضعنا جثة القتيل في بلاستيك وربطناها جديدا داخل "سجادة" ثم اتفقنا مع سائق أجرة على نقلها للمنيا مقابل 1500 جنيه برفقة بعض الأثاث المنزلي حتى لا يرتاب في أمرنا".
وحول رحلة الجثة من القاهرة للمنيا، يقول القاتل:" تحركت السيارة من مدينة نصر نحو مسقط رأسي في المنيا لمسافة قاربت على 4 ساعات، شرد خلالها عقلي وفكري في العديد من الأمور، حيث مرت أمام مشاهد "حلوة" جمعتني بصديقي، وحبست دموعي حتى لا يشك السائق في شيء، فكرت في التخلص من الجثة بمنتصف الطريق لكنني تخوفت من السائق، وما أن وصلنا للمنزل بالمنيا، حتى استأجرت سيارة أخرى لنقل "السجادة" التي بداخلها الجثة لقرب نهر النيل بزعم تنظيفها، وما أن ابتعدت عن أعين الناس حتى استخرجتها وربطتها بحبال نهايتها "طوب ثقيل" وألقيتها في النيل، واعتقدت أن الأمر قد انتهى، لكن الشرطة كشفت الجريمة، بعدما عثر الأهالي على الجثة، وتم ضبطي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة