أصبح فيروس كورونا المستجد أو (كوفيد-19) طبقا للمسمى الرسمى، حديث العالم أجمع بعد أن أصبح الوباء الأكثر تفشياً منذ أخر ظهور لتفشى فيروس ميرس، وفى هذا الصدد أعدا الدكتور مهندس أشرف طلعت، بكلية الهندسة جامعة أسوان، والمهندس إسلام وفدى حكوم الباحث بالكلية، دراسة حول فيروس كورونا المستجد، واستخدما تقنية المراقبة بالاستشعار عن بعد، ويكشف "اليوم السابع" تفاصيل هذه الدراسة.
إسلام وفدى
وقال المهندس إسلام وفدى، لـ"اليوم السابع"، إن الفيروس بدأ فى اواخر ديسمبر 2019 فى مدينة ووهان الصينية ذات تعداد سكانى فى حدود 11 مليون نسمة، وتسبب فيروس كورونا المستجد حتى الأن فى إصابة حوالى أكثر من 270 ألف حالة فى العالم أجمع حتى لحظات كتابة هذه الدراســة، وتحول الفيروس الى وباء يجتاح العالم أجمع، و فى 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية World Health Organization (WHO) بأن الفيروس جائحة عالمية وبدأ مركز السيطرة على الأوبئة Centers for Diseases Control and Prevention (CDC) المتواجد بأتلانتا فى ولاية جورجيا بأمريكا رفع حالات الإنذار والطوارئ للمستوى الأقصى، وطبقاً لبياناته فإن الفيروس مدة حضانته تستغرق من 2-14 يوما لتظهر أعراض الفيروس.
وأوضح "وفدى"، بأن الدراسة تهدف إلى تحليل سلوك الانتشار لفيروس كورونا المستجد فى العالم وتحديد تركيزات عوامل تلوث الهواء والتى تؤثر على وظائف عمل الرئتين وبالتالى تصبح أكثر عرضةً وحساسيةً لهجوم الفيروس وأيضاً تحديد المناطق الأكثر توهجاً فى العالم والتى من الممكن أن تحتاج إلى عناية أكثر من غيرها وذلك لتحديد الأولويات وإدارتها.
وأشار إلى أن الدراسة استخدمت تقنيات الاستشعار عن بعد Remote sensing فى توظيف الأقمار الصناعية ذات الرصد الفعلى والدقة العالية فى رصد أطياف الإنبعاثات لمراقبة انبعاثات غازى ثانى أكسيد النتروجينNO2 وأول أكسيد الكربون CO، واستخدمت الدراسة بيانات تركيزات الغازات المرصودة فعلياً من خدمات مراقبة الاتموسفير (Copernicus Atmosphere Monitoring Service) لمركز ارصاد الطقس الاوروبى (European Centre for Medium-Range Weather Forecasts (ECMWF)) بالإضافة الى أرصاد القمر الصناعى Sentinel 5-P التابع لوكالة الفضاء الاوروبية .European Space Agency (ESA)
وأضاف الباحث بكلية الهندسة، أن نتائج الدراسة انتهت إلى يوم الدراسة بتاريخ 16 مارس 2020 أن هناك توافقاً بين انتشار فيروس كورونا المستجد و المناطق الأكثر تركيزاً للانبعاثات المؤدية لتلوث الهواء، فبينت النتائج أن إيطاليا والجزائر وإيران أصبحت هى الدول الأكثر معدلاً فى حالات الوفيات وكذلك فى المناطق الصناعية والمدن. وهذا يفسر حساسية تلك المناطق لهجوم فيروس كورونا المستجد.
أشرف طلعت
وقال المهندس إسلام: المزيد من الاحتياطات والدراسات يجب أن تتم لتحديد أنسب الأماكن الملائمة للحجر الصحى بناءاً على صور الأقمار الصناعية وللمناطق ذات التركيز الأقل من ثانى أكسيد النتروجين وأول أكسيد الكربون، كما إنه من المهم على جميع الدول أن تقلل من انبعاثات الملوثات الجوية من عوادم السيارات والمصانع والتى تسببت فى تخفيض مناعة الرئتين لمقاومة الفيروس، كما إنه فى حالة توفير بيانات معينة لمنظمة الصحة العالمية سيمكننا ذلك من عمل نموذج لكل دولة على حده ولكل قارة وإقليم لتحديد اتجاه وسلوك فيروس كورونا المستجد وبالتالى تحييد قدرته على المواصلة.
وفى السياق، أوضح الدكتور مهندس أشرف طلعت، بكلية الهندسة جامعة أسوان، أن نتائج الدراسة تمت على عدد من الغازات والتى من المتوقع وجودها بالجو ليظهر بالمقارنة وجود توافق كبير للغاية بين أماكن انتشار غاز ثانى أكسيد النتروجين وأول أكسيد الكربون وأماكن الانتشار لكوفيد -19 (كما هو موضح بالصورة 1-2-3-4) ،لذا فإن تأثير الفيروس يظهر على الأشخاص المتواجدين فى مناطق ذات تركيزات عالية من ثانى أكسيد النتروجين وأول أكسيد الكربون وهما المسئولان عن معظم مشاكل الجهاز التنفسى والرئتين طبقا للأبحاث الطبية الصادرة.
صورة من الدراسة البحثية
ولفت إلى أن معدلات الانتشار للوفيات طبقاً لآخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية تجعل إيطاليا وإيران والجزائر بنسبة 6% وبعدها الدول الأوروبية والصين بنسبة 4% وأخرها الولايات المتحدة وباقى دول العالم فى حدود 3% فأقل.
وتابع "طلعت"، بأن من توصيات الدراسة، هو من الضرورى أن يتم غلق للموانئ وإحكام السيطرة على حركة السفن التجارية ومسارات التجارة فى أعالى البحار، وجعل كل دولة تتحكم فى حركة الأفراد داخل حدودها بالسيطرة البرية، ونقل الأفراد المصابين فى أماكن حجر صحى بعيدا عن أماكن المصانع والطرق السريعة والمزدحمة بالسيارات لأنها المصدر الأول لغاز ثانى أكسيد النتروجين والاعتماد على نماذج Copernicus فى عمل التوقعات لنسب الغازات لتحديد الأماكن الأفضل حيث أن تركيزات الغازين تتغير كل فترة.
وعلق: "من الأفضل منع التدخين وخاصة بجانب المصابين حيث أن الفيروس يهاجم خلايا الرئة المتأثرة بأول أكسيد الكربون".