غير فيروس كورونا الوضع فى أمريكا اللاتينية رأسا على عقب،كما أنه غير من أولويات حكومات الدول اللاتينية التى تعانى فى الأساس من حالة من عدم الاستقرار، بسبب الأزمات السياسية التى تواجهها، خاصة وأن الفيروس ضرب القارة خلال موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومات فى بعض الدول، واستعداد دول آخرى للانتخابات.
تشيلى
تسبب تفشى فيروس كورونا (كوفيد-19) في تأجيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تشيلي، الذى كان من المقرر أن يعقد الاستفتاء فى 26 أبريل المقبل، لمراجعة الدستور الموروث من عهد الجنرال الديكتاتوري أوجستو بينوشيه (1973-1990)، حسبما قالت قناة "ار تى فى" الإسبانية.
وجاء قرار التأجيل عقب جلسة عقدها البرلمان، والتي انتهت إلى إرجاء الاستفتاء حتى 25 أكتوبر بدلا من 26 أبريل، في إطار التدابير الاحترازية التي تتخذها البلاد، لتجنب تفشي الفيروس.
تجدر الإشارة إلى أنه في حالة تصويت الناخبين لصالح التعديلات الدستورية، فإن الانتخابات التي ستجرى لتحديد اللجنة التي ستعد الدستور، ستعقد مع الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 4 أبريل 2021.
وأعلن رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا، حالة كوارث وطنية في أنحاء البلاد، وأعطى حكومته صلاحيات واسعة النطاق لتقييد حرية التنقل، وضمان توفير إمدادات المواد الغذائية، والخدمات الأساسية، قائلا إن سريان حالة الطوراء يستمر لمدة 90 يوما.
بوليفيا
وفى بوليفيا، أقرت لمحكمة الانتخابية البوليفية قررت تأجيل موعد الانتخابات التى كانت مقررة فى مايو القادم بسبب انتشار فيروس كورونا، ولكنها لم تحدد مدة التأجيل، وتركتها لأجل غير مسمى.
وأكد سلفادور روميرو ، رئيس الهيئة الانتخابية ، أنه "يكرر إرادته لمواصلة الحوار الواسع والمتعدد مع جميع المنظمات السياسية المشاركة فى عملية 2020 ، وكذلك مع السلطات الأخرى فى الدولة ، وذلك في إطار الاتفاق والوحدة البوليفيون ككل يحددون موعدًا جديدًا ليوم التصويت في الانتخابات العامة لعام 2020.
وقال روميرو إن تأجيل الانتخابات يهدف إلى الحفاظ على الصحة العامة، حيث أن القرارات المتخذة بشأن الانتخابات يجب أن تستند إلى الحياد السياسي والدعم التقني والنظر في تطور الوباء العالمي بسبب فيروس كرونا.
وأكد المرشح للانتخابات البوليفيا، الرئيس السابق، كارلوس ميسا أنه يؤيد تماما قرار المحكمة الانتخابية البوليفية بتعليق الانتخابات بسبب انتشار فيروس كورونا، قائلا: "نحن على استعداد تام للموافقة على موعد الانتخابات الجديد، فى الوقت الذى تسمح به الطوارئ الصحية بممارسة العمل بشكل آمن".
وتعانى بوليفيا من أزمة سياسية بعد الإطاحة بالرئيس السابق إيفو موراليس من الحكم لتزويره فى الانتخابات الذى كان يرغب بها توليه السلطة للفترة الرابعة، ولذلك فإن البلد اللاتينى يعانى من أزمة سياسية حادة فى الوقت الذى لا يمكن أن يتم حلها بالصورة التقليدية لعدم امكانية وجود قوائم ناخبين امام اللجان الانتخابية.
فنزويلا
الخلاف السياسى الذى تعانى منه فنزويلا بسبب وجود رئيسين ، نيكولاس مادورو، وزعيم المعارضة خوان جوايدو الذى أعلن نفسه رئيسا للبلاد فى يناير العام الماضى، لا يزال مستمرا بسبب فيروس كورونا، وما يزيد الأمر سوءا، هو انشغال المجتمع الدولى اليوم بانتشار الوباء المميت ، فى الوقت التى تعانى منه دولة فنزويلا من أزمة نقص غذاء ونظام صحى فى الأساس منهار.
ولم يتحدث المسئولين فى فنزويلا عن أى اجراء حول إلغاء الانتخابات البرلمانية المقررة فى ديسمبر هذا العام، على أمل انتهاء ازمة الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها، قبل ذلك.
الأرجنتين
وفى الأرجنتين، تسبب فيروس كورونا فى تأجيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولى حول الديون، حيث كانت أن الأرجنتين بدأت خطة تفاوض مع صندوق النقد الدولى بشأن مبلغ 57 مليار دولار الذى اقترضته الأرجنتين عام 2018، من قبل الرئيس السابق موريسيو ماكرى للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تواجه البلاد.
وتحاول الأرجنتين التوصل لطريقة تفاوض الحكومة الأرجنتينية تسعى لتسريع التخطيط والترويج والتفاوض والاقتراب من صفقة بنهاية مارس، وقالت إن خبراء مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس للدراسات الاقتصادية أشاروا هذا الأسبوع إلى أن صندوق النقد الدولى قد لا يتدخل بشكل كبير حتى عام 2021.