قال هيلجا براون رئيس المستشارية الألمانية، إن الحياة العامة قد توقفت تقريبا فى ألمانيا بسبب قيود مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) .. مشددا في الوقت نفسه على عدم وجود أي تسهيلات أو تخفيف للقيود على مدار الأسابيع المقبلة، واستبعد أن يتم رفع تلك القيود قبيل 20 أبريل المقبل، وأضاف براون - في تصريح اليوم السبت لصحيفه (تاجزشبيجل) الألمانية - أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت رفضًا واضحًا التخفيف المبكر للقيود والإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأكد براون ، أن مقياس تخفيف أو إبقاء القيود والاحتياطات، مرهون بمعدل زيادة العدوى.. مشيرا إلى أن ألمانيا ستتبع نهج كوريا الجنوبية في تطبيق نظام التتبع لمجابهة الفيروس.
من جانبها ، صرحت المستشارة أنجيلا ميركل بتعليقات مماثلة وطلبت من الناس التحلي بالصبر .. لافته إلى أن الأمر سيتضاعف في خلال 4 إلى 5 أيام وسيتم تمديد الإجراءات إلى 10 أيام حتى يتم البت في إمكانيه تخفيف تلك القيود.
وكانت وسائل إعلام ألمانية، ذكرت أمس الجمعة، أن هناك اقتراحا مطروحا بأن تستخدم ألمانيا قاعدة البيانات الضخمة ونظام تتبع المواقع لعزل المصابين بفيروس كورونا بمجرد أن تؤدى إجراءات التباعد الاجتماعى المطبقة حاليا إلى إبطاء انتشاره، وتوصى مذكرة من وزارة الداخلية بالاقتداء بكوريا الجنوبية فى إجراء الاختبارات بشكل مكثف للكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) واستخدام بيانات تحديد المواقع التى تتيحها الهواتف الذكية فى تتبع المخالطين للمرضى المصابين بالفيروس.
وتقول تقارير نشرتها صحيفتا دير شبيجل وزودﻳﺘﺸﻪ زﻳﺘﻮﻧﺞ، إن هذه الإجراءات ستكون على درجة كبيرة من الأهمية لمنع تجدد التفشى فور نجاح الإجراءات المعمول بها حاليا، مثل إغلاق المدارس وفرض قيود على الحركة، فى إبطاء انتشار الفيروس.
وتلتجئ الحكومات فى أنحاء أوروبا، إلى التكنولوجيا لتتبع الفيروس، وهو نهج يهدف للاستفادة من التجربة الآسيوية لكنه يمثل فى الوقت ذاته تحديا فيما يتعلق بقواعد الخصوصية فى المنطقة.
وهناك حساسية، إزاء فكرة الرقابة الحكومية فى ألمانيا، حيث لا تزال ذكريات الشرطة السرية مرهوبة الجانب بألمانيا الشرقية سابقا وشبكة مخبريها الواسعة حية فى أذهان الكثيرين.
وفى ألمانيا بعض من أشد قوانين الخصوصية صرامة فى العالم بعد معاناتها من أنظمة الرقابة الحكومية التى استخدمها النازيون وجهاز أمن الدولة فى ألمانيا الشرقية سابقا.
وتنظر الدراسة الألمانية، التى تحمل عنوان "كيف نضع كوفيد-19 تحت السيطرة"، فى سيناريو واحد يركز على زيادة اختبارات الكشف عن المصابين فى الأسابيع المقبلة من خلال مراكز اختبار متنقلة وفرض عزلة صارمة على المصابين.
ونقلت شبيجل عن المذكرة "لكى نجعل الاختبار أسرع وأكفأ، لا مفر من استخدام البيانات الضخمة ونظام تتبع المواقع على المدى الطويل".