رغم آلاف الوفيات التى يسجلها فيروس كورونا يوميا على مستوى جميع دول العالم ، حيث أصاب الفيروس 600 ألف شخص ، بينهم 100 ألف حالة فى دولة واحدة حول العالم ليكون كورونا هو الفيروس الأكثر فتكا وشراسة على مستوى العالم، فإن الوباء ساهم بنسبة كبيرة فى إعادة الشباب لكوكب الأرض.
ففى إيطاليا وبالتحديد مدينة البندقية والتى تعتبر المدينة الأولى فى أوروبا التى طبقت نظام الحجر الصحي على السكان بسبب انتشار كورونا، تم اليوم ملاحظة أن الخطوة أتت بنتائج إيجابية على البيئة في المدينة، حيث أصبحت مياه قنوات المدينة نقية وشفافة، ولوحظت الأسماك الصغيرة بشكل أكثر بكثير مما كانت عليه سابقا، كما عادت البجع إلى القنوات مرة أخرى، وتم مشاهدة حتى الدلافين في القنوات الأمر الذي لم يشاهده سكان البندقية منذ 60 عامًا على الأقل.
ومع ذلك، يلاحظ المستخدمون أن مثل هذه التغييرات في الماء ترتبط بشكل أكبر بنقص حركة المرور الكثيفة عبر القنوات أكثر من تنقية المياه.
Fluctuation of nitrogen dioxide emissions across #Europe from 1 Jan until 11 Mar 2020, using a 10-day moving average & data from @CopernicusEU #Sentinel5P.
— ESA EarthObservation (@ESA_EO) March 13, 2020
The decline in NO2 emissions over the #PoValley 🇮🇹 is particularly evident.https://t.co/MkPuG4IcOi pic.twitter.com/LcNH1QsmaB
وأفادت وكالة الفضاء الأوروبية أنه في إيطاليا انخفضت درجة تلوث الهواء بعد إدخال الحجر الصحي الكلي وأصبحت ملحوظة بشكل خاص في شمال البلاد.
على أى حال، أصبحت إيطاليا مهجورة، ووفقًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن إيطاليا المهجورة أصبحت على أي حال مختلفة تماما وربما أنظف.
وفى الصين أثر فيروس كورونا المستجد بشكل كبير على الوضع البيئى فى الصين، حيث أفادت وزارة البيئة الصينية، بأن متوسط "أيام الهواء ذات الجودة العالية" ارتفع في شهر فبراير الماضى بنسبة 21.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضًا حادًا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وغياب غيوم الغاز والغبار فوق الصين، وساهم انخفاض إنتاج النفط والصلب، فضلاً عن انخفاض الرحلات الداخلية بنسبة 70٪ في خفض الانبعاثات. لكن أكبر قوة دافعة كانت الانخفاض الحاد في استخدام الفحم في الصين.
I understand Coronavirus is scary and this quarantine thing is intense. However, Mother Earth is healing. The pollution has greatly dropped in China and that is something to note. pic.twitter.com/PN87k64Udg
— Jazlynne Williams (@__jazzbabe__) March 17, 2020
كما تحسنت نوعية الهواء في هونج كونج المجاورة، وانخفضت البيانات الأساسية عن تلوث الهواء بنحو الثلث من يناير إلى فبراير.
هذا ومن المتوقع أن يحقق نظام الحجر الصحى، الذي فرضته سلطات عدد من دول العالم في تحقيق تحسنًا مماثلًا فى البيئة فى المستقبل القريب.
أفادت دراسة حديثة بأن طبقة الأوزون مستمرة في التعافي ولديها قدرة على التعافي بشكل كامل، وبحسب ورقة علمية، نُشِرت فى مجلة Nature العلمية، أظهرت علامة على نجاح نادر فى عكس الضرر البيئى وتبين أن العمل العالمى المنسق يمكن أن يُحدث فارقا.
وتعد طبقة الأوزون هى درع واقٍ فى الغلاف الجوى الطبقى للأرض (الستراتوسفير) والتى تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية التى تصل إلينا من الشمس، وبدونها، يكون من المستحيل تقريبا لأى شيء أن يعيش على هذا الكوكب.
وتسبب الاستخدام البشرى لمركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) فى حدوث مثل هذا الضرر الذى يهدد الحياة لطبقة الأوزون، وفى عام 1987 اعتمدت معاهدة دولية تسمى "بروتوكول مونتريال" لحظرها.
وتقول مؤلفة الدراسة، أنتارا بانرجي، وهى زميل زائر للمعهد التعاونى لأبحاث العلوم البيئية (CIRES) فى جامعة كولورادو بولدر الأمريكية: "وجدنا علامات على تغيرات مناخية فى نصف الكرة الجنوبي، وتحديدا فى أنماط دوران الهواء".
الكرة الأرضية
وأضافت بانرجي، التى تعمل أيضا فى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى (NOAA) لصحيفة The Independent البريطانية: "كان التحدى هو إظهار أن أنماط دوران الهواء المتغيرة هذه ترجع إلى تقلص ثقب الأوزون بعد تنفيذ بروتوكول مونتريال".
وأوضحت بانرجى أن "التيار النفاث فى نصف الكرة الجنوبى يتحول تدريجيا نحو القطب الجنوبى فى العقود الأخيرة من القرن العشرين بسبب استنفاد الأوزون"، لافتة إلى أن:
"وجدت دراستنا أن الحركة توقفت منذ عام 2000 وربما تنعكس، وقد بدأ التوقف فى الحركة فى نفس الوقت الذى بدأ فيه ثقب الأوزون يتعافى".
وأشارت: "بدأت انبعاثات المواد المسؤولة عن ثقب الأوزون - مركبات الكربون الكلورية فلورية - فى الانخفاض بداية من عام 2000، بفضل بروتوكول مونتريال".
وقالت بانرجي: "ليس فقط الأوزون هو الذى يؤثر على التيار النفاث - ثانى أكسيد الكربون له تأثير أيضا، وما نراه هو أن هناك "شد الحبل" بين استرداد الأوزون، الذى يسحب التيار النفاث فى اتجاه واحد (إلى الشمال) وارتفاع ثانى أكسيد الكربون، الذى يسحب فى الاتجاه الآخر (إلى الجنوب)".
وأضافت: "نحن نرى وقفة فى التيار النفاث المتغير لأن هاتين القوتين فى حالة توازن حاليا. قد يتغير ذلك فى المستقبل عندما يتعافى الأوزون تماما ويستمر ثانى أكسيد الكربون فى دفعه جنوبا".
وتتباين تأثيرات هذا "الإيقاف المؤقت" فى أنماط الرياح المتغيرة، مما يعنى أن أجزاء من العالم ستتأثر بشكل مختلف.
ويعد بروتوكول مونتريال بشأن المواد التى تستنفد طبقة الأوزون هو معاهدة دولية تهدف لحماية طبقة الأوزون من خلال التخلص التدريجى من إنتاج عدد من المواد التى يعتقد أنها مسؤولة عن نضوب طبقة الأوزون، ووضعت المعاهدة للتوقيع فى 17 سبتمبر 1997، ودخلت حيز التنفيذ فى 7 يناير 1999، ومن المعتقد أنه إذا التزم بتطبيق الاتفاقية، فإن طبقة الأوزون ستتعافى بحلول عام 2050. نظرا لاعتمادها وتنفيذها على نطاق واسع.