ينتظر اللصوص فرصة تعرض البلاد إلى أزمات حقيقة سواء ناتجة عن حرب أو باء، للقيام بعمليات سرقات واسعة فى كل أنحاء العالم، وهذا ما حدث مؤخراً عندما تم سرقت العديد من الأعمال الفنية وقت انشغال الدول بمكافحة فيروس كورونا.
سرقة الأعمال الفنية فى أزمة كورونا
حاول زوجان من اللصوص سرقة الأحجار الكريمة من داخل كاتدرائية نوتردام التى ترجع عمرها إلى القرن الثانى عشر الميلادى فى باريس، ولكن سرعان ما تم القبض على المجرمين الفرنسيين وهم يسرقون الأحجار الكريمة
ومن المعروف أن كاتدرائية نوتردام، تخضع لعملية ترميم بعد أن تعرضت للدمار خلال حريق أبريل الماضى، يبلغ عمر المبنى 850 عاما، بناه الماسونيون فى العصور الوسطى، وعندما ألقت شرطة باريس القبض على الرجلين كانا مخمورين ويختبئان تحت غطاء من القماش المشمع وكانا لا يزالان بحوزتهما الأحجار المقدسة التي استولوا عليها من الكاتدرائية، وكان اللصوص يعتزمون بيع الأحجار في السوق السوداء على موقع ebay، وذلك لجلب ثروة صغيرة.
كما تمت سرقة لوحة لفنان بريطانى شهير تقدر بـ آلاف الجنيهات من القطار فى بريطانيا، حين سافر مالك اللوحة "ستيف كوزينز" من ميلتون كينز إلى لندن للحصول على لوحة "الميناء الأزرق" التى رسمها الفنان البريطانى الشهير تيرى فروست عام 1954.
وبدأت عملية سرقة اللوحة بسبب تأخر ميعاد القطار وازدحامه ما أدى إلى وقوف المالك وترتب عليه انزلاق اللوحة خلف مقعد أحد الركاب، حدثت عملية السرقة فى تمام الساعة الرابعة عصرا يوم 23 يناير الماضى.
وعند وصل القطار إلى محطته، بدأ الناس فى التدافع لدرجة أنه نزل وأدرك فقط أنه نسى اللوحة عندما أغلقت الأبواب، لكنه قام بإخطار شركة القطارات وبحلول الوقت كانت اللوحة قد اختفت.
وأضاف كوزينز أنها لوحة نادرة ومهمة، وهي لوحة ذات أهمية وطنية، مشيراً إلى أنه قام بشرائها قبل 30 عامًا وكنت أحد هواة الجمع على مر السنين، وأكد كوزينيز أن هناك أجر كبير لمن يجد اللوحة الفنية.
الميناء الازرق
وفى السياق ذاته، تمت سرقة ثلاث لوحات فنية من جامعة أكسفورد، بداية شهر مارس الجارى، اللوحة الأولى تصور "الساحل الصخرى وجنود يدرسون خطة" للفنان سلفاتور روزا رسمها عام 1640، واللوحة الثانية تصور "صبى يشرب" للفنان أنيبالى كاراتشى رسمها 1580، أما اللوحة الثالثة تصور جندي على ظهر الخيل للفنان فان ديك رسمها عام 1616.
ومن جانبهم أكد خبراء وتجار الفن المقيمون في لندن، إلى أن عملية السرقة غير عادية واللوحات الثالثة لا تقدر بثمن إطلاقاً.
سرقة الأعمال الفنية زمن الحروب
خلال الحرب العالمية الثانية سرقت العديد من اللوحات الفنية التى لا تقدر بثمن منها:
لوحة للحاكم الروسى سيئ السمعة إيفان الرهيب، من متحف الفن الأوكرانى، والتى تجسد الحاكم وهو على ظهر خيل، وتم وضعها بعد ذلك فى منزل لزوجان غير مدركين لقيمتها التاريخية، ومؤخرًا تم الإعلان عن عودة اللوحة لمكانها بعد غياب سنوات طويلة، وبعد 75 عامًا من سرقتها من قبل النازيين أثناء غزو فرنسا فى الحرب العالمية الثانية، أعاد مكتب التحقيقات الفيدرالى، لوحة الرسام الهولندى سالومون كونينك البالغة من العمر 380 عامًا إلى أصحابها الشرعيين.
أعادت ألمانيا لوحة نهبها النازيون كانت بحوزة كورنيليوس جورليت، نجل تاجر فنون سيئ السمعة، كان يتاجر فى أعمال مسروقة من فرنسا المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية.
واللوحة هى أحدث لوحة من مجموعة واسعة من 1500 عمل، تعاد إلى ورثتها الشرعيين، حيث تلقى ممثل عن عائلة وسيط العقارات الفرنسى وجاستون بروسبر ليفى العمل فى حفل رسمى الأربعاء الماضى.
ووفقا لما نشره موقع "artnet" اضطر ليفى، الذى كان يهوديا، للفرار من فرنسا عام 1940، وهناك روايات لشهود عيان تصف الجنود الألمان الذين استولوا على أعمال سناك من قلعة ليفى جنوب باريس فى نفس العام.
اللوحة الفنية