يتحدى المتظاهرون العراقيون، حظر التجول الذى فرضته السلطات العراقية، ولازالت تنزل الميادين وتنظيم المسيرات، فى الوقت الذى أعلن فيه التحالف الدولى انسحابه من قاعدة كركوك ويسلمها للقوات العراقية، حيث ذكرت وكالة سبوتنيك، أنه رغم توقف الحركة فى معظم بلدان العالم والرعب والخوف الذى يسيطر على الجميع، إلا أن المتظاهرين العراقيين يصرون على البقاء فى الميادين لمواصلة اعتصامهم، الذى قارب على نهاية شهره السادس حتى تحقيق مطالبهم التى خرجوا من أجلها.
وأوضحت الوكالة أن المتظاهرين العراقيين مصرّين على البقاء، ولن يخيفهم فيروس "كورونا" لأنهم رأوا أنواعا كثيرة من الموت على يد المليشيات وبعض الأجهزة الأمنية، ويعلمون جيدا أن تركهم للساحات سيقضى عليهم ولن تقوم لهم قائمة بعد كل التضحيات التى قدموها، ويتوقعون كل السيناريوهات السيئة والتى يرون أن كورونا أيسرها.
ونقلت الوكالة الروسية، عن عدى الزيدى، عضو المكتب السياسى للجنة المنظمة لمظاهرات ثورة أكتوبر بالعراق، قوله إن المتظاهرين على يقين من أن ترك الساحات سيعطى الفرصة للمليشيات لاحتلالها وحرق الخيام وربما تحويلها إلى ثكنات عسكرية من خلال آلياتهم وتكون عودتنا إلى الساحات صعبة وربما مستحيلة.
وتابع عضو المكتب السياسى للجنة المنظمة لمظاهرات ثورة أكتوبر بالعراق: عاهدنا أنفسنا أن لا نعود إلى منازلنا إلا بأمرين، إما بعودة وطن أو داخل "التابوت، وباء كورونا أرحم لنا مما قاسيناه من مليشيات الحكومة، إلى الآن وبعد أسبوعين من ظهور كورونا بالعراق لم تقتل 1% مما قتلته المليشيات فى يوم واحد، ونهدف من وراء ذلك إلى لفت انتباه العالم بأن هناك شعب متمسك بالبقاء فى الشارع كونه يعتبر الفيروس أرحم من الفساد.
فيما ذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أن التحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش، أعلن انسحاب قواته من قاعدة "كركوك"، شمالى العراق، وتسليم المعدات إلى قوات الأمن العراقية، وذكرت قوة المهام المشتركة التابعة فى التحالف الدولى، أن خروج هذه القوات الأميركية لا علاقة له، بالهجمات التى استهدفت المنشأة العسكرية، خلال الآونة الأخيرة.
وأضافت قوة المهام المشتركة التابعة فى التحالف الدولى، فى بيان، أن التحالف الدولى يجرى إعادة انتشار داخل البلاد، فى ضوء ما قال إنه نجاح تحققه القوات العراقية فى مكافحة تنظيم داعش المتطرف، حيث تتعرض قواعد عسكرية، تضم قوات أجنبية فى العراق، لهجمات صاروخية من قبل ميليشيات إيرانية، منذ أواخر العام الماضى.
وعقب هجمة أودت بحياة متعاقد أمريكى فى قاعدة عسكرية بالعراق، أواخر 2019، ردت الولايات المتحدة بقتل القيادى العسكرى الإيرانى البارز، قاسم سليمانى قرب مطار بغداد، وردت إيران بإطلاق صواريخ على قاعدة عين الأسد فى محافظة الأنبار، غربى العراق، لكن من دون إيقاع ضحايا وسط الأميركيين، وتواصلت الهجمات ضد قواعد تضم قوات أجنبية منذ ذلك الحين.
وتبنى البرلمان العراقى قرارا يدعو الحكومة إلى العمل على إخراج القوات الأجنبية فى البلاد، لكن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تشبث بإبقاء قوات بلاده وهدد بغداد بعقوبات قاسية فى حال أصرت على الرحيل.