بدء الرئيس الأمريكى وحزبه الجمهورى اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ الاقتصاد من حالة الذعر التى تسبب بها فيروس كورونا بعد مرور 8 أشهر من بدء الانتخابات العامة حيث دفع مستشارى ترامب ومشرعين جمهوريين البيت الأبيض بوضع حزمة من التدابير لتحفيز الاقتصاد، وفقا لتقرير نشرته مجلة "بوليتيكو".
وضغط ترامب ومساعديه على البنك الفيدرالى متجاهلين استقلاليته ليخفض أسعار الفائدة قبل يوم الثلاثاء الكبير الذى شهد انتخابات الحزب الديمقراطى لاختيار مرشح رئاسى، وذلك بهدف التأثير على المستثمرين القلقين من الإعلانات التى تصدر عن شركات أمريكية متعددة الجنسيات والتى تشير إلى أزمة قد تخنق الاقتصاد الأمريكى لشهور قادمة.
وتواجه الدفعة الاقتصادية تصادم مع الجمهوريين الارثوذكسيين الذين يعارضون التحفيز على المدى القصير وهو ما يعد انعكاس لما يفهمه بعض الجمهوريين من مخاطر لإعادة انتخاب ترامب، وقال أحد المسئولين فى الإدارة أنه لا يعتقد أن التدابير المؤقتة لتحفيز الأسواق المالية سياسة حيدة.
ومن جانبه، اقترح السيناتور الجمهورى ستيف داينز على ترامب تخفيض الضرائب على الرواتب "مؤقتا" مما سيوفر أموال إضافية للمستهلكين، وقال داينز أن ترامب سيعجب بالمقترح لأنه سيجعل منه بطلا.
فيما اقترح رئيس مجلس النواب السابق فكرة الحصول على ائتمان ضريبى لمرة واحدة للشركات التى تعيد التصنيع إلى الولايات المتحدة من الصين، وقال وزير الخزانة أنه سيجرى محادثات مع الجهات الرقابية للبنوك المستقلة لتخفيف قواعد المقرضين.
وتتزامن اقتراحات تحفير الاقتصاد مع محاولات البيت الأبيض ليصل إلى أفضل الطرق للتعامل مع تأثيرات كورونا على الصحة العامة والاقتصاد حيث يوجد ما يقرب من 90 حالة إصابة مؤكدة بالبلاد بالإضافة إلى 9 وفيات
وتسبب انتشار الفيروس داخل إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأسبوع الماضى فى أسوأ انخفاض لسوق الأوراق المالية منذ عام 2008، كما يهدد بتعطيل مجموعة كبيرة من الشركات الأمريكية.
ووفقا للتقرير يخطط البيت الأبيض للقاء مسؤولين تنفيذيين فى شركات الطيران وسط مخاوف متعلقة بالسفر الجوى الدولى تسببت فى الكثير من الإلغاءات للرحلات الجوية.
وأخبر ترامب وسائل الاعلام أنه سيوافق على خفض الضرائب على الرواتب بالإضافة إلى التخفيضات الضريبية من الطبقة الوسطى حال موافقة الديمقراطيون عليها. وقال "أعتقد أنه سيكون وقتًا جيدًا".
وفى ضوء الأحداث صوت مجلس الاحتياطى الفيدرالى يوم الثلاثاء لخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهى خطوة طارئة الهدف منها حماية الاقتصاد الأمريكى وهى أول مرة يقوم فيها البنك المركزى بتخفيض أسعار الفائدة خارج الاجتماع المقرر بانتظام منذ الأزمة المالية العالمية فى عام 2008.
وشدد مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية على أن البيت الأبيض لم يتخذ أى قرارات بعد بشأن حزمة التحفيز المقترحة قائلاً أن المساعدين ما زالوا يبحثون فى البيانات لمعرفة ما إذا كانوا بحاجة إلى التحرك.
وفى نفس السياق قالت كلوديا ساهم، مديرة سياسة الاقتصاد الكلى فى مركز واشنطن للنمو أنه يجب على الإدارة أولاً أن تستهدف تدابير التحفيز تجاه الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس من الناحية الاقتصادية.
وأضافت أن الحكومة ستستهدف المناطق التى يتركز فيها انتشار الفيروس وستوجه الأموال لدعم الأسر المتضررة لمساعدتهم لسداد أقساط الرهن على سبيل المثال.
ويواجه البيت الأبيض التحدى الذى لا يُحسد عليه الآن وهو الظهور بهدوء فى مواجهة كورونا بالإضافة للمحافظة على اقتصاد ثابت وسط التقلبات والضغوطات الحالية.