أكد وزير الدفاع القبرصى سافاس انجيلييس، اليوم الأربعاء، أن تركيا تتجاهل جميع قواعد القانون الدولى وحقوق الإنسان والجغرافيا، بمواصلة أعمالها غير القانونية فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، فضلا عن أنها تُظهر فى الوقت نفسه نواياها الحقيقية والتوسعية فى منطقتى فاماجوستا القبرصية وبحر إيجه.
وقال انجيلييس - فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القبرصية "سي إن إيه" - إن القبارصة اليونانيين ما زالوا يواجهون التحديات التركية المتصاعدة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وأن هذا بمثابة تذكير بأن بلدنا واليونانيين بشكل عام يمرون بلحظات تاريخية وسياسية هامة وفارقة.
وشدد انجيلييس على "أن الوقت قد حان لكي نضع المجادلات فيما بيننا جانباً، وندرك أنه لا يمكن تحقيق الحرية لبلدنا إلا من خلال الوحدة والتعاون، وأننا من خلال ذلك يمكننا معالجة الاستفزاز والعدوان والتعصب التركي".
كما أكد انجيلييس ضرورة التحرك نحو حل للمشكلة القبرصية وإعادة توحيد وطننا... وأعرب عن موقف رئيس الجمهورية الثابت وغير القابل للتفاوض وهو استئناف المحادثات من النقطة التي توقفت فيها في كران مونتانا؛ بهدف التوصل إلى حل دائم يضع حداً للاحتلال وإلغاء نظام الضامن الذي عفا عليه الزمن وإنهاء وجود القوات الأجنبية في الجزيرة.
وتابع وزير الدفاع يقول:" إن نيتنا الثابتة هي عودة فاماجوستا إلى سكانها الشرعيين".. مشيرًا إلى أن أي تدخل من تركيا أمر غير مقبول.
يذكر أن بلدة فاروشا غالباً ما توصف بأنها "مدينة أشباح" ويعتبر قرار مجلس الأمن رقم 550 (1984) أي محاولات لتسكين أشخاص في أي جزء من فاروشا من قبل أشخاص غير سكانها الشرعيين أمر غير مقبول ويدعو إلى نقل هذه المنطقة إلى إدارة الأمم المتحدة. كما يحث قرار مجلس الأمن الدولي 789 (1992) على أنه بهدف تنفيذ القرار 550 (1984)، يجب توسيع المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص لتشمل فاروشا.
من جانب أخر أكد رئيس مجلس النواب اليوناني كونستانتينوس تاسولاس، ونظيره القبرصي ديمتريس سيلوريس، أن تركيا تستغل اللاجئين والمهاجرين على الحدود اليونانية التركية؛ لتحقيق أهداف سياسية.
وقال تاسولاس - في اجتماع ثنائي عقده مع سيلوريس الذي يقوم بزيارة رسمية إلى أثينا حاليا - إن اليونان تمر بفترة من العلاقات الخارجية المتوترة.. وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القبرصية "سي إن إيه" اليوم الأربعاء، موضحا أن عملية التفاوض لحل المشكلة القبرص توقفت، لكن تركيا تواصل اعمالها الاستفزازية... وهو ما دفع اليونان لتأكيد أن الوحدة والتصميم والتضامن الأوروبي يمكن أن يتصدى للفظائع التركية المستمرة التي تهدف إلى تعذيب الناس المنهكين بالفعل، وتشجيعهم على غزو بلادنا، غير أننا نتعامل مع هذا الموقف بحزمنا المعهود".
وتابع رئيس البرلمان اليوناني قائلا: "إن القيادة الأوروبية هنأت اليونان اليوم على الدفاع عن القيم الأوروبية، وعدم السماح بارتكاب مثل هذه الأمور"، معربا عن وجهة نظره بأن تركيا تتصرف كـ "مهرّب للمهاجرين واللاجئين" وقال إن بلاده تتعامل مع هذا الوضع بإظهار العزم والارادة، "كما نقف بجانب جمهورية قبرص بذات العزيمة والتصميم".
بدوره، أشار رئيس مجلس النواب القبرصي إلى أن تركيا تقوم باستغلال اللاجئين والمهاجرين، وقال:" إن تركيا تدفعنا إلى ابتكار مفاهيم جديدة للتصدي لهذ الفظائع. في الماضي كانت هناك عمليات إبادة جماعية، والآن فإنها تستخدم المهاجرين كرماح بشرية".
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، قال سيلوريس إنه بعد مرور 45 عاماً على الغزو، تحاول تركيا إنشاء مستوطنتين جديدتين تحت السيطرة التركية، في مدينتي فاروشا ومورفو المحتلتين. فضلا عن أن التمديد الذي طلبوه للمفاوضات لم يكن خطوة بريئة بل إنه محاولة لفرض أمر واقع جديد".
وأعرب سيلوريس عن وجهة نظره بأنه ينبغي لليونان وقبرص لعب دور قيادي في إطار منظور جديد لشرق المتوسط يقوم على أساس التعاون الإقليمي والازدهار والسلام.
تجدر الاشارة إلى أنه تم تقسيم جمهورية قبرص منذ عام 1974، عندما قامت القوات التركية بغزو واحتلال الثلث الشمالي للجزيرة. تجاهلت تركيا العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى انسحاب قواتها واحترام وحدة أراضي جمهورية قبرص وسيادتها. كما فشلت جولات متكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في تحقيق نتائج حتى الآن. وقد جرت الجولة الأخيرة من المفاوضات في صيف عام 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري وانتهت دون التوصل إلى حل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة