مع وصول عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 11 حالة في نيويورك، سعى المسؤولون إلى طمأنة السكان، فيما اتخذت السلطات إجراءات لمحاولة ضبط تفشي الفيروس، في هذا الإطار، أعدت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً عن الشخص الأول الذي أصيب بالفيروس وكيف نشره بين أفراد عائلته ومنهم إلى الجيران والأصدقاء.
وتقول الصحيفة إنه في البداية تم تشخيص إصابة محام يتنقل بين الضواحي ومكتبه في وسط مانهاتن بالفيروس التاجي، بعد ذلك، أثبتت الفحوص أصابة زوجته وابنه (20 عاما) وابنته (14 عاما)، ثم ثبتت إصابة أحد جيرانه، وخلال يومين أصيب صديق آخر وزوجته وثلاثة من أطفالهما.
في غضون 48 ساعة، تصاعدت الأزمة الطبية لعائلة واحدة، إلى ما هو أبعد من منزلها الكائن في مقاطعة وستشستر، التي أغلقت فيها المدارس اليهودية والمعابد، بعدما أثبت الفيروس قدرته على الانتشار ونشر الخوف عبر منطقة تعد من بين الأكثر كثافة سكانيا.
ويخضع المحامي للعلاج في العناية المركزة في المركز الطبي بجامعة نيويورك، ويعاني من التهاب رئوي حاد قد يعرض حياته للخطر، فيما بقيت عائلته في الحجر الصحي المنزلي.
وعلى إثر ذلك تقرر فرض الحجر الصحي المنزلي على 1000 شخص، منهم 300 شخص كانوا في كنيس تزوره بإستمرار الأسرة المصابة وشخصان من جامعة الإبن، وعدد كبير من الطلاب في مدرسة الفتاة، وسبعة موظفين، ومتدرب في مكتب المحاماة، وثمانية موظفين في مشفى في نيويورك.
كما علقت جامعة يشيفا اليهودية الخاصة في نيويورك الدوام عدة أيام كإجراء إحترازي، لأن الإبن كان يدرس بها، وأغلقت أيضاً مدرسة الفتاة.
حاكم نيويورك آندرو كومو، قال من جهته إن السلطات الصحية تفحص المقربين من الحالات المصابة، فيما لا تزال عملية التحقيق مستمرة حول الرجل المصاب وتتبع خطوط سيره، مطالبا المواطنين بالذهاب للفحص من أجل العزل الصحي لمن تظهر نتائجهم إيجابية للحد من انتشار الفيروس، وحذر بأنه أصبح "من غير الممكن تجنّب" تفشى الفيروس في المدينة.
وقال كومو للصحافيين: "لا شك أن حالات جديدة ستُسجل، إنها نيويورك نحن بوابة إلى العالم".
وقال المسؤولون إن زوجة المريض لا تظهر عليها أى أعراض حتى الساعة، كما أن ابنته وابنه في حالة جيدة وهما في الحجر الصحي مع والدتهما في المنزل.
وأمر مسؤولو الصحة في الكنيس الذي ترتاده العائلة، جميع المصلين، بتعليق أنشطتهم، وفرضوا عليهم الحجر الصحي لمدة أسبوعين وعلى أي شخص حضر جنازة في المعبد اليهودي في 22 فبراير ويوم 23 فبراير.