لم يترك الإسلام فرصة للمسلم أن يقول الظرف يمنعنى، ولم تترك السنة حالة أو لحظة من حياة الإنسان إلا منحته فرصة بناء الذات الإيجابية لمحبة الناس وعمل الصالحات والاستزادة من عمل الخير وتعديل سلوك المسلم ومحبته للآخرين كمن يصوم فعليه أن يتصدق ويصلى ولا يؤذى الناس ومن يصلى فلا تقبل صلاته وهو مسيء ومع تكرار الصلاة يتمرس المسلم على وقف التصرفات المشينة، ومساعدة الناس، فالعبادة هدفها بناء الإنسان وتهيئة الكون لراحته حتى يعمل للدنيا ويتعبد للآخرة.
وترجم هذه الحالة كتاب: لطائف المعارف وهو أحد المؤلفات الشارحة للسنة النبوية والشريعة الإسلامية عد من الأعمال الصالحة عشرة أعمال يومية بسيطة لا تلغى شعيرة العمرة وركن الحج، بل جمع أعمال ثوابها عند الله كمن حج واعتمر وله أن يكررها أو بعضها كل يوم أو قدر الاستطاعة والحج متاح لمن استطاع إليه سبيلا.
جبر الخواطر وقضاء حوائج الناس حج
واعتبرت السنة النبوية والتراث الدينى الوسطى أن جبر خواطر الناس بكلمة وابتسامة وقضاء حوائجهم وتسهيل مطالبهم وحل مشاكلهم وتقديم الخدمات لهم كمن حج حجات متكررة حتى يزرع الناس الخير ويساعدون بعضهم البعض، ففى الماثور، قال الحسن: مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة.
بر الوالدين أعظم حجة
السنة تقدم برنامج إخلاقى وسلوك نافع لحياة ايجابية وسعيدة وناجحة واخرة فيها قبول ومتعة تبدأ بالاحسان فى معاملة اصحاب الفضل، وبالأساس الوالدين، وجعل برهما اعظم من الحج والعمرة والدفاع عن الدين، ومن بر أبويه بر وطنه ودينه وأرضى ربه، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلاً ببر أمه وقال له "أنت حاج ومعتمر ومجاهد" ويعني: إذا برها.
كما اعتبرت الشريعة الاسلامية أن أداء الواجبات الدينية أفضل من التنفل بالنفل بالحج والعمرة وغيرهما فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء ما افترض عليهم، وكثير من الناس يهون عليه التنقل بالحج والصدقة ولا يهون عليه أداء الواجبات من الديون عن النفس وعن الناس ورد المظالم عن المظلوم وكف الظالم وكذلك يثقل على كثير من النفوس التنزه عن كسب الحرام والشبهات ويسهل عليها إنفاق ذلك في الحج والصدقة.
التوقف عن إيذاء الناس أفضل حجة
واعتبرت السنة المباركة وشارحى السنة، ان كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره وهو أشف على النفوس قال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد ليس الاعتبار بأعمال البر بالجوارح، وإنما الاعتبار بلين القلوب وتقواها وتطهيرها عن الآثام وسعة الصدر لعباد الله.
حب الناس وحسن الظن بهم وعدم تشويههم أفضل حجة
قال فقهاء الشريعة إن حب الناس وحسن الظن بهم عبادة تبعدك عن تشويههم وهو مايؤذيهم، وقال رجل لبعض العارفين: قد قطعت إليك مسافة قال: ليس هذا الأمر بقطع المسافات فارق نفسك بخطوة وقد وصلت إلى مقصودك، فالحب بسير القلوب أبلغ من سير الأبدان، وكم من واصل ببدنه إلى بيت الله وقلبه منقطع عن الله، وكم من قاعد على فراشه في بيته وقلبه متصل بالله.
صلاة العشاء فى جماعة
اعتبرت الشريعة ان صلاة العشاء فى جماعة حجة والفجر عمرة والهدف محاصرة أى شر يتسرب إلى النفس من العشاء للفجر وهى فترة فراغ قد يسهر الشخص على إيذاء الناس او المعصية ومن صلى نام لا يضمر السوء ولا يفعل منكرات فقد حج واعتمر، قال عقبة بن عبد الغافر: صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة وصلاة الغد في جماعة تعدل عمرة، وقال أبو هريرة لرجل: بكورك إلى المسجد أحب إلي من غزوتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره الإمام أحمد.
صلاة الفجر في جماعة
استهدف الإسلام إشباع النفس بمتعة نقاء مخاطبة الله وحفظ النفس من الاختلاط بالسلوك المشين وذلك بعمل عبادات تبعدك عن السوء، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تامة تامة تامة"، وهذا الحديث أخرجه الترمذي في جامعه.
اعتبر الاسلام ان شهودك صلاة الجمعة يعدل حجة تطوع قال سعيد بن المسيب هو أحب إلى من حجة نافلة وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المبكر إليها كالمهدي هدياً إلى بيت الله الحرام، وفي حديث ضعيف "الجمعة حج المساكين" اى ان الحركات بلا قلب متعلق بالله ودوام العمل الصالح فهو عمل لمساكين حرموا من اجر عظيم.
الخروج إلى المسجد ﻷداء صلاة مفروضة
واعتبرت السنة الالتزام بالصلاة يعطيك أجر 5 حجات يومية والجمعة والعيدين كذلك، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل أجر الحاج المحرم ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل أجر المعتمر". رواه أبو داود في سننه.
التسبيح وذكر الله بعد الصلوات حج واعتمار
واعتبرت السنة ان ختم الصلوات بذكر الله حج واعتمار فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدثكم بمال لو أخذتم به لحقتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين"، وهذا الحديث رواه البخاري، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج ويجاهدون ولا نجاهد وبكذا وبكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا الله أربع وثلاثين وتسبحوه ثلاثا وثلاثين وتحمدوه ثلاثا وثلاثين في دبر كل صلاة"، وهذا الحديث رواه أحمد في مسند والنسائي في سننه.
كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تأسف أصحابه الفقراء وحزنهم على ما فاتهم من إنفاق إخوانهم الأغنياء أموالهم في سبيل الله تقرباً إليه وابتغاء لمرضاته فطيب قلوبهم ودلهم على عمل يسير يدركون به من سبقهم ولا يلحقهم معه أحد بعدهم ويكونون به خيرا ممن هم معه إلا من عمل مثل عملهم: وهو الذكر عقب الصلوات المفروضات.
الخروج إلى صلاة العيدين حجة
واعتبر الصحابة ان اداء صلاة العيدين تعدل ثواب حجة، حيث قال بعض الصحابة الخروج إلى العيد يوم الفطر يعدل عمرة ويوم الأضحى يعدل حجة.