تمر اليوم الذكرى الـ 980، على وفاة العلامة العربى الحسن بن الهيثم، إذ توفى بمدينة القاهرة فى مارس عام 1040م، عن عمر يناهز 75 عاما، حيث قضى أيامه الأخيرة في القاهرة، في زمن دولة الفاطميين.
وانتقل ابن الهيثم إلى القاهرة حيث عاش معظم حياته، وهناك ذكر أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل، عندئذ، أمره الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله بتنفيذ أفكاره تلك، إلا أن ابن الهيثم صدم سريعا باستحالة تنفيذ أفكاره، وعدل عنها، وخوفًا على حياته ادعى الجنون، فأُجبر على الإقامة بمنزله، حينئذ، كرس ابن الهيثم حياته لعمله العلمى حتى وفاته.
ويذكر عدد كبير من المصادر التاريخية أن الحسن بن الهيثم، دفن بالقاهرة، إلا أن مقبرته تبقى حتى الآن إحدى المقابر التاريخية المجهولة، مثله مثل الإسكندر الأكبر والملكة كليوباترا، وغيرهم من الشخصيات التاريخية الهامة فى تاريخ مصر.
وذكر الدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء والمحقق الكبير، فى محاضرة ألقاها فى مركز تحقيق التراث العربى بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة السادس من أكتوبر، إنه علم بالاتصال الشخصى من الدكتور محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية، أنه تعرف مما ورد فى كتب المزارات على قبر الحسن بن الهيثم، وأنه موجود فى حوش حديث بالقرافة الصغرى بجوار قبر الصحابى الجليل عقبة بن عامر، جنوبى قبة الإمام الشافعى بمصر القديمة، ثم عاد الدكتور أحمد فؤاد فى حواره مع جريدة "أخبار الأدب" وجدد هذا الكلام، وأكد أنه لا أحد يهتم.
ورغم ذلك هناك تفاوت في الأقاويل حيث يرجح البعض إلى إنه قام بالفرار إلى سوريا في حين يرجح البعض الآخر بقاءه في مصر حتى عام 1038، وتذكر إحدى الدراسات أن رغم أن هناك حكايات طويلة حول فرار ابن الهيثم إلى سوريا، ثم مغامرته بالانتقال إلى بغداد في وقت لحق، وقيل البصرة حيث تظاهر بالجنون، لكن من المؤكد أنه كان في مصرحتى عام 824 هـ/8301م، وخلال فترة وجوده في القاهرة، ارتبط ابن الهيثم بالجامع الأزهر، الذي كان بمثابة جامعة المدينة، وبعد انتهاء فترة إقامته الجبرية في منزله، كتب عشرات الطروحات الخرى في الفيزياء والفلك والرياضيات، ثم سافر بعد ذلك.