تعد رواية "الدم الحكيم" للروائية الأمريكية فلانيرى أوكونور، واحدة من أعظم الروايات العالمية، حيث تناقش الرواية مواضيع مهمة منها الحرية، وحرية الإرادة، الحياة والموت، وحتمية الإيمان، كذلك ناقشت مواضيع ثانوية نثرتها هنا وهناك خلال القصة كالتمييز العنصرى والجنسى والعزلة.
نشرت عام 1952، وصنفتها صحيفة الجارديان ضمن قائمة أفضل 100 رواية فى القرن الماضى، وجاءت فى المرتبة الثانية والستون فى قائمة أفضل 100 رواية عالمية حسب تصنيف BBC، المختارة حسب الترتيب الزمني من عام 1605 وحتى عام 2001، وترجمها كاتب هذا المقال لتنشر نسختها العربية عام 2016 من قبل "عالم الأدب للترجمة والنشر".
رواية الدم الحكيم
تدور أحداث القصة حول (هايزل موتس) وهو جندى عاد لتوه من الحرب وتغيرت معانى الإيمان بقلبه وأصبح ناقما على الدين، من خلال أحداث القصة يتعرف البطل على مجموعة من الشخصيات تمثل شرائح مختلفة من الناس، لكل واحد منهم تجربته الخاصه ومفهومه الخاص عن الإيمان والدين.
وهذا الصراع يظهر واضحا منذ بداية القصة، فالبطل ليس على استعداد لأن يجعل قضية الإيمان بالمسيح أمرا هامشيا فى حياته كبقية الناس، بل هدفه الرئيسى يتمحور حول الوصول إلى الحقيقة، والتى يحاول الوصول إليها بطرق غريبة وأحيانا مجنونة، ولديه اهتمام يكاد يصل لحد الهوس بالكتاب المقدس والمسيح.
تتعامل الرواية مع الإيمان على أنه شيء حتمى فى نفوسنا نحن البشر وعلى أنه أمر لا بد منه، حيث أن انعدام الإيمان هو إيمان بحد ذاته، بل هو مجرد نوع من التمرد الغاضب الذى إن دل على شيء فهو يدل على الإيمان نفسه.
فلانيرى أوكونور (1925 – 1964) كاتبة أمريكية، كتبت روايتين وقصة قصيرة، بالإضافة إلى عدد من المراجعات والنقد، واعتمدت بشدة على السمات الإقليمية، وشخصيات مفترضة جرتسكية، وغالبًا شخصيات تتسم بالعنف أكثر ما كتبته كان بالأسلوب القوطي الجنوبي، وتعتمد كثيرًا على وضع أحداث قصصها في إطار تلك المنطقة، كذلك تعكس كتابتها إيمانها المسيحي الكاثوليكي.