أدت هزيمة الجيش التركى فى المعارك التى اندلعت فى إدلب السورية على مدار الأسابيع القليلة الماضية وسقوط عشرات العسكريين الأتراك قتلى، إلى هرولة الديكتاتور العثمانى نحو توقيع اتفاق مع الرئيس الروسى فلاديمر بوتين تحت اسم "اتفاق إدلب".
من جانبه يقول المعارض التركى تورجوت أوغلو إنه فى الواقع جرت بين روسيا وتركيا حرب صغيرة؛ فقد قتل 36 عسكريًا تركيًا فى غارة جوية شنتها الطائرات الحربية السورية - الروسية فوق سوريا، إلا أن تركيا تتجنب دائمًا توجيه اتهامات مباشرة لروسيا، وتفضل إلقاء التهم على النظام السورى من أجل تجنب الدخول فى مواجهة مع روسيا.
وأضاف أوغلو لـ"اليوم السابع" خلال الأسبوع الماضى، كان طيب أردوغان وفريقه حاربوا النظام السورى من ناحية، وعلى الجانب الآخر بذلوا مساعى كبيرة من أجل إبقاء روسيا بعيدة عن ساحة المعركة على الأقل، واستجابت روسيا لهذه المساعى بغضّ نظرها عن العمليات العسكرية التى شنتها القوات التركية حتى تستعيد هيبتها المجروحة على أقل تقدير.
وأوضح "أردوغان " انتهت قمة موسكو إلى ثلاثة قرارات: كلا الطرفين سيقومان بتشكيل منطقة آمنة بعمق 6 كيلو مترات على طريق M4 الاستراتيجى، بالإضافة إلى فرض السيطرة على المنطقة من خلال تسيير دوريات أمنية روسية وتركية فى ادلب.
وأشار إلى أنه بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار الذى يشمل خطوط المواجهة الحالية، فيعنى أن أردوغان سيترك ثلث إدلب التى سيطرت عليها قوات النظام السورى. بينما كان أردوغان قد هدد بشار الأسد فى 5 فبراير الماضى، بردٍ قاسٍ، إذا لم تنسحب قوات النظام إلى خارج المناطق التى تضم نقاط مراقبة تركية، إلا أن تهديد ووعيد أردوغان لم يجدِ نفعا، واستمرت قوات النظام فى التقدم.
وأكد "أوغلو" أن الأخبار ومقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى تتحدث عن سقوط ما يقرب من 400 من قوات النظام السورى فى تلك الهجمات؛ إلا أن الخبراء والمطلعين على الكواليس يرون أن أعداد القتلى فى صفوف الجيش السورى أكثر من ذلك، فضلًا عن وجود 31 قتيلًا على الأقل بين كتائب حزب الله والتنظيمات الأخرى المدعومة من إيران فى صفوف بشار الأسد.
أما روسيا فستجد فرصة لإعادة تقييم الأوضاع فى إدلب باعتبارها الآمرة الناهية وصاحبة الكلمة العليا فى إدلب، لأنها تريد أن يستمر الأسد فى منصبه، وفى الوقت نفسه لا تريد أن تخسر أردوغان.
ويرى محللون ومراقبون دوليون أن الاتفاق رسالة إلى الداخل التركى عقب تراجع شعبية اردوغان بين الاتراك، بعد موجة الغلاء والانهيار الاقتصادى غير المسبوق حيث تراجع سعر الليرة وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الأساسية كالخضروات والفاكهة وكذلك المحروقات إذ بلغ لتر سعر البنزين لـ7 ليرات.