أوبئة التاريخ.. الكوليرا تصيب العالم 7 مرات فى العصر الحديث وتقتل الملايين

الأحد، 08 مارس 2020 12:04 م
أوبئة التاريخ.. الكوليرا تصيب العالم 7 مرات فى العصر الحديث وتقتل الملايين ضحايا الكوليرا
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشر فيروس كورونا فى دول كبرى وهو استمرار لمرحلة كبيرة فى التاريخ انتشرت فيها الأمراض والأوبئة ومن أشهر هذه الأوبئة وباء الكوليرا.
 
وشهد العالم سبع مراحل من انتشار وباء الكوليرا على مدى نحو 150 عام، وقد ظهرت أول مراحل هذا الوباء فى روسيا عام 1817م، وتسبب فى وفاة نحو مليون شخص، وكان السبب الرئيس لانتشاره هو اختلاط مياه الشرب بفضلات البشر. 
 
وانتقل هذا الوباء من آسيا إلى أوربا عبر الجنود البريطانيين المقيمين فى الهند، ثم انتقل من بريطانيا إلى إسبانيا وأفريقيا وأندونيسيا والصين واليابان وألمانيا وأمريكا.
 
ورغم اكتشاف لقاحٍ له فى عام 1885م، إلَّا أنَّ وباء الكوليرا استمر بعدها فى الظهور.
 

الوباء الأول: 1817

بدأ وباء الكوليرا الأول، على الرغم من تقييد انتشاره سابقًا، فى البنغال، ثم انتشر فى الهند (الهند) بحلول عام 1820، وتوفى مئات الآلاف من الهنود وعشرة آلاف جندى بريطانى خلال هذا الوباء، ثم امتد تفشى الكوليرا إلى الصين واندونيسيا حيث توفى أكثر من 100 األف شخص فى جزيرة جاوة وبحر قزوين فى أوروبا قبل أن ينحسر.

 

الوباء الثانى: 1829 

وصل وباء الكوليرا الثانى إلى روسيا والمجر (متسببًا فى حوالى 100،000 حالة وفاة) وألمانيا فى عام 1831، وقتل 130،000 شخص فى مصر فى ذلك العام. وفى عام 1832 وصل الوباء إلى لندن والمملكة المتحدة (حيث مات أكثر من 55،000 شخص) وباريس، وفى لندن، أصاب المرض 6366 شخص، وأصبح يعرف باسم "الكوليرا الملك"، فى باريس، تُوفى 000 20 شخص (من بين 000 650 نسمة)، وبلغ مجموع الوفيات فى فرنسا 000 100 حالة وفاة.
 وصل الوباء إلى كيبك، وأونتاريو، ونوفا سكوشا ونيويورك فى نفس العام، ووصل إلى ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية بحلول عام 1834، كان الوباء ينتشر عبر المدن المرتبطة ببعضها البعض عن طريق مواصلات الأنهار والبواخر، وقد أصابت الكوليرا سكان المكسيك بين عامى 1833 و 1850، مما دفع المسؤولين إلى فرض الحجر الصحى لبعض السكان وتبخير المباني، وخاصة فى المراكز الحضرية الكبرى. ولكن مع كل هذا، كانت الأوبئة كارثية بشكل كبير.
 
لقى أكثر من 15،000 شخصًا مصرعهم بسبب الكوليرا فى مكة المكرمة فى عام 1846. وبدأ الوباء يتفشى لمدة عامين فى إنجلترا وويلز فى عام 1848، مما أدَى إلى وفاة 52،000 شخص.
 

الوباء الثالث: 1852–1860

أثر وباء الكوليرا الثالث بشكل رئيسى على روسيا، حيث قتل أكثر من مليون شخص، وفى عام 1852، انتشرت الكوليرا شرقًا إلى إندونيسيا، ثم انتقلت إلى الصين واليابان فى عام 1854، وقد أصابت الفلبين فى عام 1858 وكوريا فى عام 1859، وفى عام 1859، ساهم تفشى الوباء فى البنغال فى انتقال العدوى بواسطة المسافرين والقوات العسكرية إلى إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية وروسيا. وتعرضت اليابان لسبعة تفشيات على الأقل من وباء الكوليرا بين عامى 1858 و 1902. وتُوفى ما بين 100000 و 200،000 شخص بسبب الكوليرا فى طوكيو فى تفشى الوباء بين عامى 1858-60.
 

الوباء الرابع: 1863–1875

تفشى الكوليرا فى هامبورغ عام 1892 وبدأ وباء الكوليرا الرابع فى دلتا نهر الغانج من البنغال وسافر مع الحجاج المسلمين إلى مكة المكرمة، فى السنة الأولى، أودى الوباء بحياة 30،000 شخص من أصل 90،000 حاج بمكة، وانتشرت الكوليرا فى جميع أنحاء الشرق الأوسط وانتقلت إلى روسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، فى كل مدينة من تلك المدن كان الوباء ينتشر من الميناء وعلى طول الممرات المائية الداخلية.
 
وصل الوباء إلى شمال أفريقيا فى عام 1865 وانتشر إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما أسفر عن مقتل 70،000 فى زنجبار بين عامى 1869-1870. أودت الكوليرا بحياة 90،000 شخص فى روسيا فى عام 1866. ويُقدر أن وباء الكوليرا الذى انتشر مع الحرب النمساوية البروسية (عام 1866) قد أودى بحياة 165،000 شخص فى الإمبراطورية النمساوية، بما فى ذلك 30،000 ضحية فى كل من المجر وبلجيكا و 20،000 ضحية فى هولندا.
 
 

الوباء الخامس: 1881–1896

أدى الوباء الخامس للكوليرا، بين عامى 1883-1887 فقط من فترة الوباء إلى وفاة 250،000 شخص فى أوروبا و 50،000 شخص على الأقل فى الأمريكتين.

وأدت الكوليرا إلى وفاة 267.890 شخص فى روسيا (فى عام 1892)، و120،000 شخص فى إسبانيا، و90،000 شخص فى اليابان وأكثر من 60،000 شخص فى إيران. فى مصر، أودت الكوليرا بحياة أكثر من 58،000 شخص.

 

وتسبب تفشى 1892 فى هامبورغ فى وفاة 8600 شخص.

وعلى الرغم من أن حكومة المدينة أعلنت مسؤوليتها عن التصدى للوباء، إلا أن هذا لم يغير من حدة الأمر إلى حدٍ كبير.

وكان هذا آخر تفشٍ خطير للكوليرا فى أوروبا، حيث حسّنت المدن من شبكات الصرف الصحى والمياه.


الوباء السادس: 1899–1923

لم يكن لوباء الكوليرا السادس تأثير يذكر فى أوروبا الغربية بسبب التقدم فى الصحة العامة، بينما تأثرت المدن الروسية الكبرى والدولة العثمانية بشكل كبير من وفيات الكوليرا.
 
 توفى أكثر من 500000 شخص بسبب الكوليرا فى روسيا من 1900 إلى 1925، والذى كان أيضًا وقت الاضطراب الاجتماعى بسبب الثورة والحرب.
 
أودى وباء الكوليرا بين عامى 1902-1904 بحياة200000 شخص فى الفلبين بما فى ذلك بطلهم الثورى ورئيس الوزراء الأول أبوليناريو مابيني. اندلع وباء الكوليرا 27 مرة خلال الحج فى مكة المكرمة من القرن 19 إلى عام 1930. قتلت الجائحة السادسة أكثر من 800000 شخص فى الهند.
 
كان آخر تفشى لوباء الكوليرا فى الولايات المتحدة بين عامى 1910-1911، عندما جلبت باخرة مولتك المصابين من نابولى إلى مدينة نيويورك. 

الوباء السابع: 1961–1975

بدأ وباء الكوليرا السابع فى إندونيسيا، وسُمى بوباء كوليرا الطور على اسم سلالة الفيروس، ووصل إلى باكستان الشرقية وبنغلاديش فى عام 1963، ثم وصل إلى الهند فى عام 1964، والاتحاد السوفيتى فى عام 1966. ثم انتشر الوباء من شمال أفريقيا، إلى إيطاليا بحلول عام 1973. فى أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان هناك تفشٍ صغير فى اليابان وجنوب المحيط الهادئ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة