صدرت الطبعة الأولى من رواية "وسمية تخرج من البحر" للكاتبة الكويتية ليلى العثمان فى سنة 1986، وقد تحولت بعد ذلك إلى فيلم تليفزيونى ناجح، وتم اختيار الرواية ضمن أفضل مائة رواية عربية صدرت فى القرن العشرين.
وفى الرواية، حسبما يذكر سامح الرواشدة، نزوع نسوى يتبنى قضايا المرأة، الروائية ليلى العثمان منحازة، لكن الراوى مذكر، بمعنى انسجام فعل التهميش الاجتماعى والفنى معا، فالمرأة على الهامش فى الواقع وفى السرد معا، فالمرأة فى الرواية مادة للفعل السردى وليست ساردة.
وتحدث سامح الرواشدة عن الأدوار الاجتماعية للشخصيات، وهى محدودة فى ومهمة، ومنها، عبد الله، ووالدته، وسمية ووالدها، ووالدتها، وهناك شخصية فرعية، الحارس، فيما هناك شخصيات صانعة القيم وهنا جاء دور (الأم)، أم وسمية وأم عبد الله، الحريصتان على حماية المنظومة الأبدية حفاظا على دورها الاجتماعى كأم وصاحبة أسرة، فهناك تواطؤ بين المرأة والرجل فهى تحرس القيم الذكورية وتحافظ عليها وتتحول إلى شخصية قامعة حفاظا على القيم الذكورية السائدة حفاظا على موقفيهما ودورهما الاجتماعي.
يذكر أن الروائية ليلى العثمان تعدّ من أبرز الكتّاب على الساحة العربية عامة والخليجية خاصة، حيث أصدرت منذُ وقت مُبِكر العديد من الإصدارات القيّمة مُنعت بعضاً منها من التداول.
ومن أجواء الرواية:
كيف لهذه... أن تفهم أنها بسؤالها المتكرر عن حبه للبحر إنما تفجر سكون العاصفة، تهز شجرة الماضى البعيد فتتساقط الذكريات، متسابقة، توقظ كل شىء نام.
آه لو تعلم أنها بسؤالها المستمر، إنما توقظ فى قلبه وجهها، فتعود عيناها إليه، توجدان من جديد فى كل مرة، جمرتين حارقتين، لؤلؤتين صافيتين، ثمرتين صافيتين، ثمرتين ناضجتين، تهتزان أمامه، فيشرق كل شىء فيها حتى اسمها... وسميّة... كان اسمها وسميّة، يا ذاك الوجه الأسمر النابض بلون الصحراء، يا نجمة الليالى المتلألئة بالسهر..."