سجلت أمريكا أعلى نسبة وفيات فى العالم إثر انتشار فيروس "كورونا" المستجد، مقارنة بعدد الضحايا فى البلدان الأخرى، ونقلت صحيفة "بيزنس إنسايدر"، إن 5.7 % من المصابين بفيروس "كورونا" فى أمريكا قد لقوا حتفهم حتى الآن.
ويعتبر هذا المعدل أكبر من معدل منظمة الصحة العالمية الذي يقدر بـ3.4 % ومن معدل وفيات الصين الذى وصلت نسبته إلى 3.8 %، وتربط السلطات الأمريكية ارتفاع معدل الوفيات بعدم الوصول إلى الاختبارات عند تفشى الفيروس فى البلاد.
وحسب الصحيفة، لم يتم إجراء اختبارات "كورونا" واسعة النطاق فى أمريكا خلال الأسابيع الأخيرة، على اعتبار أن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وضع معايير صارمة أمام المختبرات والمراكز الصحية المؤهلة للقيام بهذه المهمة.
وقال مراقبون، إنه في حال جرى اختبار الأشخاص الذين يعانون من "الأعراض البسيطة"، فإن معدل الوفيات سينخفض على الأرجح.
وعلى الرغم من أن المرض قد انتشر في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة فإن معدل الوفيات ليس ثابتًا ومن المرجح جدًا أن يستمر في التغير، وحسب البيانات الأخيرة، أصيب أكثر من 400 شخص بالفيروس في 30 ولاية أمريكية وأسفر عن وفاة 19 شخصا.
يأتى هذا فى الوقت الذى أقرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" ومنظمة الصحة العالمية بنجاح جهود الصين في احتواء فيروس كورونا المستجد، بناءً على الأرقام التي أعلنتها بكين مؤخراً، وذلك بفضل نهج "القوة الصارمة" رغم مضاعفاته السلبية.
أشادت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" بالإجراءات التى أتخذتها الصين وقالت : "بشكل مفاجئ، يبدو أن البلد الذي أخفى الانتشار الأولي للفيروس وأدار الأزمة بشكل سيئ، بات يسيطر عليه، على الأقل بأرقامه الرسمية. وقد انخفض عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها بشكل كبير في الأيام الأخيرة حتى مع ارتفاع معدلات العدوى في بلدان أخرى".
بدورها، أشادت منظمة الصحة العالمية باستجابة بكين لانتشار الفيروس، ولم يبلغ المسؤولون الصينيون أمس سوى عن 99 حالة إصابة جديدة، بينما كانوا يعلنون في الأسابيع الماضية عن تسجيل ألف حالة يومياً. ولليوم الثاني على التوالي، لم يتم اكتشاف أي إصابة في مقاطع هوبي، خارج عاصمتها ووهان، مركز تفشي كورونا.
وتقول الصين إن هذا الانخفاض يثبت أن تدابير الاحتواء التي اتخذتها ناجعة. وتشمل هذه التدابير الحجر على حوالي 60 مليون شخص في هوبي، وفرض قيود صارمة على السفر. وقد بدأت الصين مساعي للترويج لجهودها الناجحة هذه في الداخل والخارج.
كن البعض يتخوف من أن تكون الأرقام المعلنة غير دقيقة. وسيكون الاختبار الحقيقي لإثبات السيطرة على الفيروس، عند عودة الأطفال إلى فصول الدراسة وعودة العمال إلى المصانع، وعندما يعود الركاب إلى الحافلات والمترو، حيث يخشى البعض من تفشي جديد للفيروس.
في سياق آخر، تطرح استراتيجية "القوة الصارمة" التي فرضتها الصين أسئلة أعمق بالنسبة للبلدان الأخرى التي تشهد تفشيا للفيروس. وقد كانت حملة بكين على الفيروس باهظة التكلفة على أسلوب حياة الصينيين وعلى حرياتهم الشخصية. وبحسب "نيويورك تايمز"، يتعين على الحكومات التي تريد استنساخ تجربة الصين أن تتساءل "عما إذا كان العلاج أسوأ من المرض".
"قمع" الفيروس؟
وفي هذا السياق، يقول مايكل أوسترهولم، مدير "مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية" في جامعة مينيسوتا: "أعتقد أنهم قاموا بعمل رائع في هزم الفيروس، لكنني لا أعرف ما إذا كانت هذه النتائج مستدامة. ما الذي أنجزه الصينيون حقاً؟ هل احتووا الفيروس حقاً؟ أم أنهم قمعوه للتو؟".
وتضيف "نيويورك تايمز": "يتعين على البلدان التي تدرس النهج الذي تتبعه الصين أن تنظر في الكيفية التي قلبت بها كل ركن من أركان المجتمع الصيني تقريباً".
وذكّرت الصحيفة بأن الإجراءات المتبعة أدت لشل الاقتصاد الصيني، بينما تؤكد العديد من الشركات الصغيرة أنها باتت على شفير الإفلاس.