"احذروا المخلفات الطبية المستخدمة في مواجهة كورونا"، هكذا تعالت صيحات أعضاء مجلس النواب ليدقوا ناقوس الخطر، من النفايات الطبية المستخدمة في مواجهة كورونا المستجد "كوفيد – 19" والوقاية منه، بدءاً بمستشفيات العزل والحجر الصحي مروراً بصناديق القمامة وصولاً إلي التعامل مع إلقاء المواطنين القفازات والكمامات في الشوارع بعشوائية ما ينذر بتفاقم المشكلة وتوليد كارثة من رحم كارثة.
وفي هذا الصدد، وجه أعضاء مجلس النواب، طلبات الإحاطة واسئلة للحكومة حول خطتها للتخلص الآمن من النفايات الطبية المستخدمة للوقاية فيروس كورونا المستجد، لاسيما وأنها قد تتسبب في إشكالية كبري الجميع في غني عنها، وفي مقدمتهم النائب رضا البلتاجي، الذي تقدم بطلب إحاطة في هذا الصدد لوزيرتي الصحة والبيئة.
وقال البلتاجي في تصريحة لـ"اليوم السابع" إنه في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، هناك قضية هامة يجب القاء الضوء عليها، حيث المخلفات والنفايات الطبية المستخدمة للوقاية من كورونا ومنها "الكمامات" و"القفزات" والتي يستخدمها المواطنون ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية ثم يلقون بها في صناديق القمامة المنتشرة في الشوارع بعد استخدامها أو علي الارض في مشهد غير حضارى، لكنه أيضا خطير حيث قد يتسبب عدم التخلص الامن من هذه النفايات في كارثة صحية أكبر من خلال نشر الفيروس عبر هذه المخلفات.
وحذر البلتاجي، من النبيشة الذين قد يكونون سببا رئيسيا فى نشر الفيروس لاسيما وأنهم يقومون بفرز القمامة في الصناديق المنتشرة بأنحاء الجمهورية، مما قد يتسبب في نقل الفيروس إليهم لينقلو العدوي إلي اخرين، متسائلا أيضا هل تم تخصيص مقالب بعينها للتخلص من هذه النفايات.
نقطة مهمة لفت النائب الدكتور سامي المشد، أمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، النظر إليها حيث حذر من خطورة المخلفات والنفايات المستخدمة في مستشفيات العزل والحجر الصحي للمصابين أو المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مطالبا بالتخلص الآمن من هذه النفايات حتي لا تتسبب في كارثة.
وشدد النائب سامى المشد، علي ضرورة تدشين حملة إعلامية لتوعية الناس بكيفية التخلص من النفايات المستخدمة حاليا من كمامات وجوانتى وكل وسائل الوقاية من فيروس كورونا، لأن ذلك قد يتسبب في كارثة كبيرة، وقد تكون مصدر عدوي كبير جدا.
من جانبه، أكد النائب طارق متولي، نائب السويس وعضو لجنة الصناعة، أن أزمة كورونا أدت إلى ظهور نفايات جديدة لم تكن مألوفة من قبل، تمثلت في زيادة كمية مخلفات المستلزمات والأدوات الطبية ذات الاستخدام الواحد، مثل القفازات والكمامات التي تناثرت في الشوارع بكثافة، ما قد يهدد بحدوث أزمة داخل أزمة، إذا لم نحسن إدارة نفايات الوباء، فالنفايات الناتجة عن مواجهة "كورونا" أو الوقاية منه، ستترك آثارا خطيرة للغاية؛ ليس على الاقتصاد فحسب، بل على الصحة العامة، إلا إذا وضعت هذه المسألة ضمن الأولويات الراهنة دوليا.
وأوضح أن هذه النفايات الجديدة تشمل الطبية والمنزلية، والخطرة التي لم يكن لها وجود قبل انفجار هذا الوباء القاتل، وارتفع حجمها بالطبع، مع تفشي الوباء المشار إليه، ووصوله إلى ساحات جديدة في هذا البلد أو ذاك، وهذه المنطقة أو تلك.
وأضاف أن أزمة وباء كورونا أكدت للدول ضرورة إدخال الإصلاحات على البنية التحتية من مصانع معالجة النفايات الطبية والتي أصبحت ضرورة حتمية للتصدي للأمراض المعدية والتخلص منها، حيث يجب التوجه إلى الاستثمار بكثافة في هذا المجال وأن توضع خطط الطوارئ لإدارة النفايات الطبية وضرورة إنشاء أنظمة لمعالجة النفايات الطبية للتعامل مع حالات الطوارئ وضمان السلامة العامة.
ولفت متولي إلى أن الخوف الأكبر من المواطنين والسوبر ماركت المتعددة، والتى بدأت تلزم المواطنين بارتداء كمامات وجوانتيات، رغم عدم تخصيصهم مكان لإلقاء تلك المخلفات بها عند الخروج منها، بالإضافة إلى التخوف من النباشين، الذين قد يجمعون تلك المخلفات ويتم إعادة تدويرها، وبيعها، وبالتالى لابد من زيادة الوعى بضرورة فصلها عن المخلفات الطبيعية، موضحًا أن فصلها يحتاج إلى ضوابط، خاصة أن الفيروس لا يموت فور التخلص منها، بل يستمر لفترة، وبالتالى لابد من رشها بالكحول أو ربطها.
وأشار النائب إلى دور المواطنين في التضافر مع الجهات المختصة والتخلص من تلك المخلفات في حاويات النفايات، كخطوة أولى مبدئية، بدلًا من إلقائها في الشوارع بعشوائية ما ينذر بتفاقم المشكلة وتوليد كارثة من رحم كارثة.
وماذا عن عمال النظافة ؟ تسأؤل أثارته النائبة مني الشبرواي في طلب الإحاطة المقدم منها إلي رئيس الوزراء ووزيري البيئة والتنمية المحلية، مطالبة بوضع خطة عاجلة لحماية عمال النظافة والصرف الصحي في الشوارع من فيروس كورونا.
وقالت "الشبراوي إن الجميع يعيش كابوس غير مسبوق، يشكل تهديدًا حقيقيًا على الإنسانية، والدول في سباق مع الزمن من أجل إتخاذ جميع ما يمكن إتخاذه من إجراءات وتدابير إحترازية للحفاظ على مواطنيها أمام هذا الفيروس اللعين الذي لا يفرق بين صغير أو كبير، فلا فرق أمامه بين رئيس أو وزير أو غفير أو عامل نظافة.
وتابعت "الشبراوي"، لاشك أن الدولة لم تدخر جهدًا، واستعدت لجائحة الفيروس مبكرا، متخذة كافة التدابير الصحية، والقرارات الصائبة، باعتراف منظمة الصحة العالمية، هذه الإجراءات الاحترازية، مصحوبة بتحذيرات صارخة، بضرورة جلوس الناس فى منازلهم، وعدم الخروج للشارع إلا للضرورة القصوى.
وشددت "عضو مجلس النواب"، على ضرورة مطالبة وزارتي التنمية المحلية والبيئة بوضع خطة عاجلة لحماية عمال النظافة، والصرف الصحى فى الشوارع، ومنحهم قفازات وكمامات بأعداد كافية، بجانب المعقمات لحمايتهم من العدوى.