استطاعت حكومة سنغافورة، أن تعبر حتى الآن بشعبها إلى بر الأمن منذ ظهور وباء كورونا العالمى، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية للإشادة بما اتبعته من إجراءات للحد من انتشار الوباء.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "سى إن بي سي" الأمريكية، تواصل الدولة الجنوب شرق آسيوية جهودها لتجنب انتشار الفيروس فى وقت خرج فيه الوباء عن السيطرة فى دولاً كبري بمقدمتها الولايات المتحدة، حيث بلغت الاصابات منذ ظهور الوباء وحتى 31 مارس 879 حالة إصابة وثلاثة وفيات فقط.
ونقلت الشبكة عن دايل فيشر المسئول عن التعامل مع وباء كورونا في منظمة الصحة العالمية: "كل الأشياء التي تمتلكها سنغافورة، أي دولة تحت الإغلاق ستحتاج إلى القيام بها وتنفيذها أثناء الإغلاق حتى تكون آمنة بعد ذلك".
وأوضح أن الإجراءات تتمثل في عزل الحالات والحجر الصحي، وتحديد وعزل الذين هم على اتصال مع المرضى المصابين بحسم، وممارسة البعد الاجتماعي وفرض عقوبات واضحة على المخالفين.
وفي حين أن سنغافورة طبقت إجراءات أكثر تقييدًا في الأيام الأخيرة، إلا أنها وبحسب الشبكة الأمريكية، لم تخضع لحظر كامل حيث لا تزال المدارس والشركات مفتوحة، في حين تحركت الشركات لتشجيع العمل من المنزل وأدخلت على أنظمتها تدابير أخرى مثل فحص درجات الحرارة المنتظمة في العمل.
وتشمل البلدان التي دخلت في شكل من أشكال الإغلاق حتى الآن الهند وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبعض الولايات المتحدة والمدن فى الصين.
وفي نفس السياق، قال فيشر إنه يعتقد أن سنغافورة استطاعت أن تضع قواعد إذا أتبعتها الدول ستخرج بأقل الخسائر من الأزمة، موضحا أن الإغلاق ليس حلا لوقف انتشار العدوي في حد ذاته لكنه بمثابة فرصة أخري لشراء الوقت للأعداد للإجراءات اللازمة وكيفية عزل الحالات وفرض الحجر الصحي.
وحظيت سنغافورة بالثناء من منظمة الصحة العالمية التي قالت إنها "تأثرت بشدة" بجهود الدولة في البحث عن المصابين وإجراءاتها للحد من انتقال المرض.
واعتبر أربعة خبراء في علم الأوبئة في جامعة هارفارد أن الطريقة المتبعة في سنغافورة للكشف عن الحالات تعتبر أيضًا "المعيار الذهبي للكشف شبه المثالي"
وعلى الرغم من هذا، قال رئيس الوزراء لي هسين لونج "أتردد في الحديث عن النجاح لأننا على حق في خضم المعركة، التي تشتد إن الدولة "حاولت جاهدة أن تشرح لشعبها ما يجب القيام به وكيف يمكنهم التعاون، ولا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به".
وأضاف رئيس وزراء سنغافورة فى تصريحات له: "بجهد كبير، أعتقد أن ذلك ساعد على إبقاء عدد الحالات منخفضًا، لكنني لا أتوهم أننا حصلنا على أوهام. نحن ندخل للتو، وهناك معركة طويلة أمامنا".
وبحسب التقرير طبقت سنغافورة المزيد من القيود حيث يواجه الذين خالفوا اتباع تدابير التباعد الاجتماعي مثل الحفاظ على مسافة متر واحد مع الآخرين في المناطق العامة غرامة أو السجن ، أو كليهما".
وفقا لفيشر، فمن المحتمل أن يبقى فيروس كورونا تهديدا لبعض الوقت حيث قال ان إيجاد مصل او دواء للفيروس لن يكون قريبا مشيرا ان كل ما في الامر انهم سيمثلون خط نهاية للعبة الدائرة الآن فاذا نطرنا للأمور نظرة أوسع فسنجد ان نسب الإصابة ضئيلة للغاية على المستوى العالمي ففي نهاية المطاف يوجد اكثر من 7.5 كليار شخص على الكوكب.
وحذر من أن الحصول على مناعة القطيع "يتطلب الكثير من الناس للكشف عنها، والدمار الذي قد يسببه."
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإذا أصبح الناس في مجتمع محصن ضد مرض ما بحيث يوقف انتشار المرض بشكل فعال، فالخطوة التالية ستتمثل في الصمود لحين التوصل لعلاج او لقاح.
ونقلت عن فيشر: "حتى عندما يكون هناك لقاح أو علاج ، سيكون هذا المرض جزءًا مما سيحتاج الطبيب إلى التفكير فيه عندما يصاب شخص ما بالالتهاب الرئوي أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي. لذلك سيكون هذا معنا".