يبدوا أن روسيا فى طريقها لمواجهة كبرى مع وباء كورونا القاتل، حيث وقع الرئيس الروسي فلادمير بوتين على قانون يسمح للحكومة بإعلان الطوارئ فى محاولة لوقف انتشار وباء كورونا فى البلاد.
وفى تقرير لها، قالت صحيفة الجارديان إن بوتين قرر تفويض الحكومة بإعلان الطوارئ فى أول قرار اتخذه بعدما اضطر للعمل عن بعد اليوم الأربعاء، بعد أن جاء اختبار رئيس المستشفى الرئيسي للتعامل مع حالات فيروس كورونا، والذى التقى بوتين مطلع الأسبوع إيجابيًا فيما يتعلق بإصابته بالوباء.
ووقع بوتين على قانون منح الحكومة حق إعلان حالة الطوارئ في البلاد خلال اجتماع مع بعض أعضاء الحكومة عن بعد، اليوم الأربعاء، وقال:"إن وضع فيروس كورونا في روسيا يزداد صعوبة، حيث توجد وفقا للبيانات الأخيرة 2777 إصابة".
وأضاف أن وضع فيروس "كورونا" في العالم أكثر صعوبة، حيث أُصب 850 ألف شخص بالفيروس".
ويأتي القرار بعد تفكير من الحكومة الروسية فى فرض حالة الطوارئ الوطنية بسبب فيروس كورونا حتى تتمكن من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، لكن الكرملين نفى الأمر في البداية بعد أن اخبر ثلاثة مسئولين مطلعين وكالة رويترز.
وارتفعت حصيلة روسيا من حالات الإصابة بكورونا إلى 2777 اليوم الأربعاء، بالإضافة إلى 24 وفاة، وفرضت عشرات المناطق الروسية بما فى ذلك مدينة موسكو قيودا جزئية على الحركة للحد من انتشار الفيروس.
وأمرت السلطات في العاصمة الروسية بأغلاق الشركات التي تقدّم خدمات غير أساسية في إطار تدابير الحد من تفشي فيروس كورونا كما ناشدت السكان بالتزام بيوتهم وعدم الخروج منها الا للضرورة مثل شراء الغذاء أو الدواء من مكان قريب أو للحصول على علاج طبى عاجل أو لتمشية الكلاب أو للتخلص من القمامة.
وبدأت البلاد تطبيق آليات عدة لرصد الإصابات بوباء كورونا، حيث قال رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في بلدية موسكو إدوارد ليسنكو، إنه سيتم استخدام تطبيق على الهواتف الذكية للتأكد من التزام السكان بتوجيهات العزل خلال فترة الإغلاق التام للحد من انتشار عدوى كورونا.
وأوضح ليسنكو إن التطبيق الذي سيصبح متاحا على شبكة الإنترنت اعتبارا من يوم الخميس، "سيضمن الانضباط الشخصي"، موضحا أن البيانات الشخصية للمستخدمين ستكون محمية، مشيرا أن هذا التطبيق هو عبارة عن نسخة تجريبية مصمّمة لمراقبة المصابين بفيروس كورونا الذين طلب منهم ملازمة بيوتهم.
وأضاف أن هذا التطبيق لن يستخدم لمراقبة بقية سكان العاصمة الروسية التي تضم 12 مليون نسمة.
ووفقا للتقرير سيطلب من سكان موسكو التقدم بطلب عبر الإنترنت من سلطات المدينة للحصول على رمز للدخول قابل للمسح الضوئي على هواتفهم كلما أرادوا الخروج من منازلهم، وستُكلّف قوات إنفاذ القانون التحقق من وجود الرمز مع الأفراد في الشوارع الذي سيكون متاحا بعد موافقة الحكومة.
وقد أقر البرلمان الروسي رزمة مشاريع قوانين تتضمن فرض عقوبات تصل إلى السجن سبع سنوات في حال أدى خرق الحجر إلى وفاة شخصين أو أكثر، ويمكن أن يؤدي انتهاك قواعد العزل إلى غرامات تصل إلى 50 ألف روبل (640 دولار).
وتأتي التحركات الروسية للتصدي للفيروس بعد أن قال كبير اختصاصى الأوبئة بوزارة الصحة إن البلاد تقترب من ذروة الإصابات بفيروس كورونا، مشيرًا فى الوقت إلى أن عدد المرضى قد يستمر في الارتفاع لبعض الوقت، قائلا: "نقترب من رقم حاسم، وعدد المرضى قد يزداد لبعض الوقت"، مضيفًا أن "عدد الحالات الجديدة لعدوى الفيروس سيزداد خلال الأيام القليلة المقبلة، ثم سينخفض تدريجيًا".
وتابع: "سينخفض انتشار فيروس كورونا بشكل كبير بسبب التدابير التى يتم اتخاذها، فهي كثيرة وصارمة"، موضحًا أن انتشار الفيروسات يزداد نشاطها بشكل خاص فى موسم البرد وينخفض بشكل حاد في الفترة الممتدة من أبريل إلى مايو.
وقد أعلنت الوكالة الطبية في روسيا عن سبعة نماذج أولية للقاح طورتها بالاستعانة بالهندسة الوراثية فإن اختبارات هذه اللقاحات سوف تنتهي بحلول يوليو القادم، على أن يكون اللقاح جاهزا فى موعد لا يتجاوز 11 شهرا من الآن