"الإعلام المصري يقوم بدور رائع فى التوعية بمخاطر أزمة فيروس كورونا المستجد " بهذه الكلمات تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاء له مع عدد من السيدات المصريات بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة المصرية في شهر مارس الماضي ، عن أداء الإعلام المصري في مواجهة أزمة كورونا ، اعتبر فيها أن الإعلام لعب دورا مهما فى مواجهة محاولات التشكيك وترويج الشائعات فى تلك الأزمة وأبرز الدور الكبير الذى تقوم به الدولة لمواجهة خطر كورونا، مشيرًا إلى الدور التوعوى الذى لعبه الإعلام المصرى أيضًا لمواجهة انتشار الفيروس .
قبل أيام ، جدد الرئيس الإشادة بالإعلام وبالدور الذي يقوم به في مواجهة "كورونا " جنبا إلي جنب مع جهود القطاعين الصحي والأمني ، في تأكيد جديد علي أهمية الدور الإعلامي علي خط المواجهة مع الأزمة الحالية ، وربما يعرف الإعلاميون أنهم الأكثر إدراكا للأهمية الكبيرة للشهادة المتجددة من رئيس الدولة بحق الحقل الإعلامي والعاملين فيه ، خاصة وأن الرئيس كانت له ملاحظات ذكرها في أكثر من مناسبة عن أداء الإعلام وضرورة أن يرتقي لمستوي التحديات التي تواجهها الدولة ، والجهود التي تبذلها قطاعاتها المختلفة في التصدي لهذه التحديات .
علي خط المواجهة مع مختلف الأزمات صار دور الإعلام عبر العقود الأخيرة ملازما لأدوار تقوم بها قطاعات عدة في الدول ، بل تحول الإعلام إلي رأس حربة في مواجهات خاضتها دول عدة مع أزمات مختلفة ، وبحسب دراسة للدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فإنه " في ظل تفاقم الأزمات في مختلف مناحى الحياة السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية في العقود الأخيرة بشكل خاص، برز موضوع الإعلام والأزمات، أو إعلام الأزمات بكل وسائله التقليدية والجديدة، المقننة والبديلة وإعلام المواطن، وبمستوياته المختلفة الوطنية "المحلية" والقومية والإقليمية، والدولية الموجهة للآخر، خاصة في عصر الإعلام الفضائي والإعلام بلا حدود وإعلام الإنترنت كركن أساسي من أركان مواجهة الأزمة واحتوائها ".
كذلك " صارت عملية إدارة الأزمات إعلاميًا تخصصًا علميًا له قواعده ونظرياته وأسسه وآلياته واستراتيجيته، تهتم به المؤسسات التعليمية الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية، كما حظى إعلام الأزمات "إعلام المواجهة" باهتمام القيادة العليا فى أغلب دول العالم ".
الدراسة رصدت أيضا مطالبات سابقة من الرئيس السيسي للإعلام الوطنى والعربى والأجنبى بتحمل المسئولية المهنية والأخلاقية والمجتمعية فى مواجهة الأزمات ومعالجتها بلا تحيز أو التعامل بمكيالين، بما في ذلك معالجة أحداث وأعمال العنف، أو مقاومة الإرهاب، أو التطرف الفكرى، أو الخروج عن القانون، أو الأزمات الأقتصادية أو الأمنية وتفشى الفساد وغير ذلك من القضايا ، فيما أشارت إلي أن الإعلام أصبح عبر وسائله المتعددة أداة التفاعل بين الأزمة والكثير من أطرافها وحتى من ليس طرفًا مباشرًا فيها، وبالتطبيق العملي لذلك الدور علي تعامل الإعلام المصري مع أزمة كورونا ، نجد أن الإعلام ولا يزال يلعب دورا مهما علي أصعدة مختلفة بينها التوعية والتحذير والتنبيه بخطورة الأمر وخطورة التساهل في التعامل معه ، فضلا عن نقل كافة التوجيهات والتعليمات الخاصة بالإجراءات الوقائية والاحترازية ، إلي جانب تسليط الضوء علي مدار الساعة ، علي التطورات داخليا وخارجيا بشأن انتشار فيروس كورونا .
اللافت وما يوجب علي كافة العاملين في الحقل الإعلامي والقائمين عليه الانتباه له والبناء عليه ، هو أنه بات واضحا أن وسائل الإعلام المصرية استردت قطاعات كبيرة من جمهورها الذي كان قد توجه باهتمامه إلي وسائل إعلام أخري ، خاصة مع اكتشاف هذه القطاعات أن وسائل الإعلام المصرية تقدم له رسالة تجمع ما بين التوجيه والتعبئة في مواجهة الخطر وفي الوقت نفسه تقديم المعلومة التي يحتاجها ، في حين بات واضحا أن وسائل الإعلام الأخري تتبني منهج التشكيك علي مدار الساعة في كل ما يجري من اجراءات تتخذها الدولة المصرية للتعامل مع الموقف ، وهي إجراءات حظيت بما يشبه الاجماع علي جديتها في التعامل مع الأزمة ، كما تبنت وسائل الإعلام تلك منهج بث الشائعات و الفزع في نفوس المتلقين لها ، وهو ما دفع الكثيرين للابتعاد عنها ولو من باب الحفاظ علي حالته النفسية .
الكرة الآن في ملعب الإعلام المصري أن يواصل حفاظه علي ما وصل اليه في سياق مساهمته الفعالة في مواجهة الدولة لخطر كورونا والبناء عليه فيما هو آت فى استرداد المزيد من جمهوره ، والرد علي كل ما يستهدف مصر وشعبها من شائعات ودحض كل ذلك بالحقائق وتطوير المعالجات لما يقدمه من موضوعات ، وخاصة في سياق الحرب علي كورونا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة